دعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن يمارس الجميع في مصر ضبط النفس، فيما يخص المظاهرات.. معربة عن تأييدها الحق في التعبير والتجمع بالنسبة إلى الشعب كله. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن كلينتون في تصريح إلى شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأميركية مساء أمس الثلاثاء أن تقييم حكومتها للوضع في مصر حالياً هو أن الحكومة المصرية مستقرة، وأنها تبحث عن سُبُل لتلبية الاحتياجات المشروعة للشعب المصري وتحقيق مصالحه. وأوضحت "سي.إن.إن" أن هذا يأتي في الوقت الذي تتابع فيه الولاياتالمتحدة وحكومات أخرى المظاهرات في القاهرة وأماكن أخرى في مصر عن كثب. وكان قد سقط مصابون أمس الثلاثاء في القاهر إثر اشتباكات بين الشرطة ومحتجين خلال مظاهرات ضد الرئيس/ حسني مبارك وحكومته، وترددت أنباء عن مقتل جنديين من الأمن المركزي أحدهما تحت عجلات إحدى سيارات الأمن والآخر تحت ضغط الزحام. وكان المتظاهرون في ميدان التحرير والذين قدر عددهم بأكثر من "100"ألف من الشباب والسيدات والشيوخ والأطفال والذين قد احتلوا ميدان التحرير بعد أن التقت مجموعات المتظاهرين من جميع إنحاء القاهرة الكبرى في ميدان التحرير منذ ظهر أمس. وصرح أحد قيادات المظاهرة أن المحتجين لن يبرحوا الميدان حتى إسقاط النظام مثلما حدث في تونس. واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين إلا أن الشباب أعتلى سيارات الشرطة وقاموا بإعادة القنابل المسيلة للدموع إلى داخل العربات المصفحة كما أنهم قاموا باعتلاء إحدى سيارات المطافئ التي استخدمت لتفريق المتظاهرين وإنزال الجنود من فوقها وتحطيم زجاجها الأمامي. كما قام شاب في العقد الثالث من عمره من المتظاهرين أمام مجلس الشعب بقطع شرايين يده منذ قليل بشفرة حادة "موس" كان بحوزته.. مرددًا هتافات معادية للنظام والحكومة ومنها "أنا عاطل.. ومش لاقي فرصة عمل.. ومش عارف أعيش في بلدي".. وتم نقله سريعا إلي مستشفي قصر العيني. إلي ذلك حاول الآلاف من المتظاهرين مهاجمة مبني البرلمان المصري.. مرددين شعارات "باطل الحرامية أهم " إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأطلقت زخات من الرصاص الحي في الهواء فوق رؤوس المحتجين وألقت عشرات من القنابل المسيلة للدموع ذات التأثير النفذ مما أدى إلى إصابة العشرات من المتظاهرين وتعرض العديد منهم لحالات الإغماء . وتراشق قوات الأمن والمتظاهرون بالطوب حيث أصيب العشرات وحدثت حالات من الكر والفر بين الطرفين بعد أن قام الأمن باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع بكثافة حيث تمكن المتظاهرون من صد عربات الأمن المركزي بأجسادهم وهم يهتفون بسقوط النظام. وقال شهود عيان: إن قوات الأمن التي ترتدي الزي المدني قد ألقت القبض على العشرات من المتظاهرين ووضعتهم في سيارات الأمن تحت حراسة أمنية مشددة. يذكر أن المظاهرة كانت سلمية حيث حمل المتظاهرون سلال الورد وتقديمها إلي رجال الشرطة حتى وصول التجمعات والحشود من أنحاء متفرقة من القاهرة.. حيث قامت إحدى سيارات المطافئ باقتحام الحشود مستخدمة خراطيم المياه مما استفز المتظاهرون ثم ما لبثت أن اندلعت الاشتباكات بين الطرفين. وشاركت في المظاهرات عشرات من الأسر التي اصطحبت أطفالها وسيدات مسنات وأعداد غفيرة من مختلف الأعمار. وفي المطريه تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان المطرية وراحوا يهتفون "ثورة ثورة حتى النصر " و "ارفع صوتك لكل الناس.. إحنا كرهنا الظلم خلاص " و "لا للفساد" ، ونجح المتظاهرون من إختراق الحواجز الأمنية فانضم إليهم المئات من المواطنين قبل أن تفرقهم الشرطة وتعتقل أعداداً كبيرة منهم.. فيما فشل ميمي العمدة عضو مجلس الشعب عن دائرة المطرية في تهدئة مشاعر المتظاهرين. وفي الإسكندرية قام نحو "50" ألف شخص بالتظاهر بين "سيدي جابر" إلى نصف شارع بورسعيد حيث فقد الأمن السيطرة على الوضع ويقوم باختطاف الناس في أطراف المظاهرة ويستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ، وامتدت الاعتداءات إلي محطة الرمل ومناطق أخري بالإسكندرية فيما اعتدت قوات الأمن بالهراوات على مراسل الجزيرة بالإسكندرية مصطفي كفافي. وانطلقت مسيرة حاشدة من ميدان "مشعل" بالمنصورة ظهر أمس باتجاه شارع "بورسعيد" بمشاركة ما يقرب من "4" آلاف متظاهر قطعوا نحو "15" كيلو متراً في مسيرة إلي مبني المحافظة وتوقفت أمام مسجد "الشال" حيث طالب المتظاهرون برحيل النظام الحاكم ورفع الأجور وتوفير الوظائف للعاطلين وتم خلال التظاهر اعتقال العديد من الشباب الذين تم الإفراج عنهم بعد مفاوضات مع مدير أمن "الدقهلية".. وأكد المتظاهرون أنهم معتصمون حتى يتم تنفيذ مطالبهم. وفي السويس قال مصدر أمني وشهود عيان إن مساعد مدير أمن محافظة السويس اللواء/ عبد الرؤوف عادل ورئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس عاصمة المحافظة الرائد/ محمد عادل أصيبا بحجارة رشقها محتجون. وقال المصدر الأمني إن مساعد مدير الأمن أصيب بجروح في الوجه بينما أصيب رئيس المباحث بجروح في الرأس. وفى الزقازيق خلت الشوارع من المارة تماما بينما حاصر الأمن مداخل ومخارج الشوارع بينما تجمع قرابة "5" آلاف متظاهر في ميدان عرابى ورددوا الهتافات المناهضة للنظام وقام الأمن باعتقال العشرات ورشهم بالمياه في حين تجمع متظاهرون أمام ديوان عام المحافظة وحاولت إحدى السيدات إشعال النار في نفسها لولا أن تدخل المتظاهرون وقاموا بإطفائها. ووقعت مناوشات بين الشرطة والمحتجين في مدن السويس وبلطيم والحامول بكفر الشيخ حيث وقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين مما أدى إلى إصابة العشرات.. وقال أحد الشاهدين إن المحتجين رشقوا الشرطة بالحجارة في مدينة بلطيم وإن الشرطة ضربت بعضهم بالهراوات. واحتجزت قوات الأمن العشرات من المتظاهرين بمحافظة الإسماعيلية، عند منطقة إبراهيم سلامة، وهم في طريقهم لمبنى المحافظة الجديد.. حيث قام الأمن بعمل كردون حول المتظاهرين حيث منعهم من السير. وفي سيناء تظاهر المئات من الشباب وأعضاء القوى السياسية الممثلين لأحزاب المعارضة بشمال سيناء أمام المجلس المحلي للمحافظة وقاموا برفع اللافتات التي تطالب بحقوق أبناء سيناء فيما تجمع العشرات من بدو سيناء في قرية المهدية التابعة لمركز رفح والقريبة من الحدود المصرية الإسرائيلية وقاموا بمسيرة سلمية وطالبوا الحكومة بإطلاق صراح المعتقلين من أبناء سيناء والتي لم تصدر بحقهم إحكام حتى الآن وطالبوا أيضاً رجال الشرطة باحترام العادات والتقاليد للمجتمع البدوي.. ولم تتدخل الشرطة لوقف المسيرة التي وصلت إلي خط الحدود الدولي بين مصر وإسرائيل وانضم إليهم عدد كبير من شباب البدو من رفح والشيخ زويد. أما في مدينة العريش فقد قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين والذين كانوا يرفعون لافتات تقول - وقف الخلق ينظرون كيف يجوع ويموت ويقهر المصريون . وشارك في المظاهرة لأول مرة النساء البدويات والتي كان مطلبهم الإفراج الفوري والغير مشروط عن ذويهم من المعتقلين على ذمة قضايا جنائية أغلبها قضايا التهريب.