انطلق صباح أمس بقاعة "22" مايو بجامعة تعز الملتقى الفكري الأول للحوار تحت عنوان "نحو حوار مثمر يعزز الحاضر ويرسم المستقبل والذي تنظمه كل من جامعة تعز ومنظمة "فكر" للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات خلال الفترة من 1 2/ 2011م وحتى 2 2/2011م بحضور عدد كبير من المثقفين والمفكرين والأدباء والإعلاميين والسياسيين من جميع محافظات الجمهورية. وقد قسمت جلسات أعمال الملتقى الذي خصصت الجلسة الأولى منه للافتتاح بالقرآن الكريم ومن ثم ألقيت ثلاث كلمات لرئيس جامعة تعز الدكتور/ محمد عبدالله الصوفي وكلمة السلطة المحلية ألقاها وكيل محافظة تعز الأستاذ/ عبدالله الأمير وكلمة منظمة فكر ألقاها أمين عام المنظمة الأستاذ/ عبدالعزيز العقاب وقسمت بقية الجلسات إلى محاور قدم في كل محور عدد من أوراق العمل. نفي المحور الأول الذي جاء تحت عنوان: "الحوار نهج الحكماء وسبيل العقلاء للتعايش وتحقيق السلم الاجتماعي، حيث قدم الدكتور/ نبيل سنان ورقة عمل تحدث فيها عن أهمية الحوار في عدد من الجوانب السياسية والثقافية ولاجتماعية وأهمية ذلك في تنمية وتطور المجتمع، فيما قدم الأستاذ/ عبدالله باوزير ورقة همامة تحت عنوان "نهج الحوار في فكر الرئيس علي عبدالله صالح تحدث فيها عن عدد من المراحل التاريخية والسياسية التي مرت باليمن منذ سبعينات القرن المنصرم وحتى اليوم، مذكراً فيها بما للحوار من قيمة وأهمية ونتائج إيجابية تنعكس على المجتمع في كافة الأصعدة والمستويات. أما المحور الثاني فقد قدمت فيه عدد من الأوراق لكل من الدكتورة، نجيبة مطهر ومحمد محمد الدرة ومحمد سري شائع والدكتور/ حفظ الله الأحمدي، حيث تحدث الأوراق جملة من الرؤى والأفكار والأطروحات التي تهدف إلى تقديم النصح وشحذ الهمم ودعوة فرقاء العملية السياسية في البلد إلى الاستفادة من الدروس وتغليب المصلحة والوطنية على كل المصالح والعودة إلى طاولة الحوار وتقديم بعض التنازلات، بعيداً عن التمترس والتخندق اللاعقلاني والذي لا ولن يسهم في استقرار الوطن بقدر ما يخدم أعدائه ودعاة الفوضى والفاسدين. وفي كلمته التي ألقاها في بداية الملتقى أكد رئيس جامعة تعز على ضرورة الإسهام في إرساء ثقافة الحوار بين أبناء الوطن الواحد من أجل تحقيق تطلعاتهم. مشيراً إلى أنه يكتسب أهميته من الغاية وهي الوصول إلى صيغة تنهي الفوارق في الرؤى وإلى كل ما هو مشترك، لافتاً إلى أن ثقافة الاستعلاء تصم المرء والمجتمع وتجعل من الباطل حقاً ومن الحق باطل وهذا ما يقود إلى المكايدات والمزايدات التي حسب الدكتور الصوفي تؤدي إلى العنف والتخريب. من جانبه أكد أمين عام منظمة فكر الأستاذ/ عبدالعزيز العقاب في كلمته على أهمية الحوار الذي يقود إلى التوافق والبناء وليس التعطيل ووضع العراقيل من قبل أي طرف كي لا تصل البلاد إلى طريق مسدود. داعياً الجميع إلى الاستجابة لنداء العقل والحكمة وتفويت الفرصة على أعداء السلام. وكيل محافظة تعز الأستاذ/ عبدالله الأمير من جهته شدد على مسألة الحوار الوطني وجلوس فرقاء العملية السياسية على طاولته، مؤكداً بأنه صفة حضارية وهو الطريق الصحيح للوصول إلى بر الأمان، ومن ينكره كما قال فإنه جاحد وكافر وبكل القيم النبيلة وقيم السلام والأمان والنمو مشيراً إلى أن البديل للحوار هو الخراب وإشعال الأزمات. وقال نجدد دعوتنا للحوار آملين أن لا نكون قد تناسينا مشروع الشرق الأوسط الكبير والمخططات الصهيونية التي تريد تمزيق الشعوب العربية وإحداث الفوضى والدمار فيها. الجدير بالذكر أن الملتقى الذي حضرته مئات الشخصيات من عموم المحافظات سيختتم مساء اليوم في جامعة تعز، وسوف يصدر بياناً سبق وأن شُكلت لجنة صياغته من عدد من المثقفين والسياسيين والأكاديميين وقادة منظمات المجتمع المدني.