استطلاع/ الخضر بن عبدالله تصوير سالم الخضر تقع منطقة القاع في الجهة الجنوبية لمديرية لودر بمحافظة أبين، وتبعد عن عاصمة المديرية حوالي خمسة كيلو.. وهي من أكبر مناطق لودر اتساعاً وشهرة، حيث يبلغ عدد سكانها تقريباً "5000" نسمة.. ورغم تلك الكثافة السكانية إلا أنها حرمت من أبسط مقومات الحياة في مجال التربية والصحة والطرقات والاتصالات.. ويعتمد معظم سكانها على حرث الأرض، ورعي الأغنام وتربية النحل.. ويعد أهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود والفقر المدقع، ولا يتم النظر لبؤسهم سوى في أيام الانتخابات، حيث تكال لهم الوعود الزائفة التي ما تلبث أن تتحول إلى وهم وسراب.. صحيفة "أخبار اليوم" تجولت بالمنطقة ورصدت مشاهد وصور المعاناة وخرجت بهذه الحصيلة: .. البداية: عند وصول "أخبار اليوم" منطقة القاع وجدتها تعيش وحيدة مع معاناتها ولا يشاركها في ذلك إلا الحرمان التام.. مواطنون يبحثون عن خدمات أساسية ضرورية للحياة اليومية ورغم غياب الخدمات وما يعانونه من حرمان جاثم على صدورهم، إلا أن الابتسامات ما تزال ترتسم على وجوههم .. طرق وعرة: وللتعرف على معاناة الأهالي عن كثب التقينا المواطن/ عبدالله عبدربه حيث قال:"يواجه الأهالي في هذه المنطقة صعوبة في نقل وإسعاف المرضى ويتكبدون مشقة العلاج وصعوبة ووصول المواد الغذائية والاستهلاكية نتيجة وعورة الطرق.. وفي موسم الانتخابات وعد الأهالي بشق الطريق وتعبيدها، ولكن ذهبت الوعود أدراج الرياح. وأضاف:" والمثير للاستغراب أن بعض القرى البعيدة التي تبعد عن عاصمة المديرية "15" كيلو طرقها معبدة بالإسفلت ورغم قرب مسافة منطقة القاع من المديرية، إلا أنها لم تحصل سوى على وعود لم تنفذ بعد". صحة غائبة وعن الصحة تحدث إلينا الخضرحيبات قائلاً:"رغم شهرة منطقة القاع الواسعة وكثافة سكانها، إلا أنه لا توجد في المنطقة وحدة صحية تستفيد منها هي والقرى المجاورة لها، ويتم إسعاف المريض إلى أي مستشفى بالمحافظة، ويتحمل المواطنون عبئاً كبيراً في نقل المريض، رغم ظروفهم القاسية والأهالي بحاجة ماسة إلى وحدة صحية تقوم ولو بالإسعافات الأولية ويستفيد منها أهالي المنطقة حتى في ضرب الحقن المهدئة للآلام والحمى". خارج التغطية: المواطن/ ناصر عبدالله هيثم قال:"لم تصل بعد خدمة الاتصالات السلكية ويعتمد الأهالي على التلفون المحمول "الجوال" فقط ويحملون وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والسلطة المحلية في المديرية والمحافظة مسؤولية إهمال موضوع الاتصالات وعدم إدخال شبكة الاتصالات إلى المنطقة، مشيرين إلى أن إدارة الاتصالات نصبت ستة أو خمسة أعمدة دون أسلاك في المنطقة وهي منصوبة حتى هذه اللحظة وقد أكل عليها الدهر وشرب وإدارة الاتصالات بالمحافظة تتشدق بإيصال شبكة الاتصالات إلى المنطقة. وأردف قائلاً:" مع أن المنطقة تقع بالقرب من عاصمة المديرية وكابلات الهاتف تمر بالقرب من المنطقة، إلا أنها ما تزال محرومة من خدمة الاتصالات على الرغم من مطالبة الأهالي بايصالها منذ سنوات، الأمر الذي حرمهم من التواصل مع الأهل والأقارب في داخل وخارج الوطن". مدرسة جديدة لا تفي بالطلب والقديمة تنذر بالخطر وعن حال التعليم التقينا الأستاذ/ ناصر أمعبد كردة حيث قال: توجد في المنطقة مدرسة تم تأسيسها نهاية الثمانينيات وهي مكونة من ثمان غرف من "البردين" وبنيت بطريقة عشوائية ونظراً لذلك فقد تعرضت جدرانها للتشقق وباتت معها آيلة للسقوط وتدق جرس الخطر على رؤوس الطلاب، وبناها الأهالي بطريقة تقليدية، وبسب وضعها السيء فإنها لم تعد صالحة للدراسة. ويضيف:" كما توجد مدرسة جديدة مكونة من طابقين وبها ثمانية فصول دراسية شيدت على نفقة المجلس المحلي لمديرية لودر ويتم حالياً بناء أربعة فصول دراسية، كل هذا ومازالت هذه المدرسة لا تفي بالغرض ولم تتسع للطلبة والطالبات وعندنا تعليم مختلط "بنين مع بنات" لعدم بناء مدرسة خاصة للبنات وأكثر البنات في المنطقة تركنا التعليم لعدم وجود مدرسة خاصة بمن وبسبب العادات والتقاليد الأسرية". مناشدات الأهالي يشكو شباب المنطقة من البطالة وعدم تمكينهم من مواصلة الدراسة لفقر أسرهم. ويناشدون السلطة المحلية بالمحافظة لتوفير خدمة الاتصالات بالمنطقة وكذا بناء خزان مياه في المنطقة لضخ الماء إلى كل منزل. وانتقد الأهالي دور السلطة المحلية بالمديرية التي لم تقدم شيئاً خاصة في مجال الطرقات والصحة. وعبر الأهالي عن شكرهم لمحافظ أبين أحمد الميسري لإعادة مشروع المياه لمنطقتهم ودعمه السخي للمشروع، كما شكروا "أخبار اليوم" على توصيل صوتهم ونداءاتهم إلى آذان المسؤولين.