تشهد محافظة إب كغيرها من محافظات الجمهورية انقساماً واضحاً بين دعاة التغيير وأحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك وشركائه ومن انضم مؤخراً إلى ساحات الاعتصام المطالبة بالتغيير, وبين أنصار الحزب الحاكم وحلفاءه, وفي الوسط يعيش عامة المواطنين من المستقلين الذي لا هم لهم سوى العيش في هذا الوطن حياة حرة كريمة بعيداً عن الصراعات الحزبية والقبلية والمذهبية وغيرها، همهم أن تمر هذه الأزمة بأقل الخسائر في الأموال والأرواح، يراقبون الوضع وأيديهم على قلوبهم خوفاً من مستقبل لا يزال قاتماً. نحن في "أخبار اليوم" طرحنا ما يدور اليوم وتشهده البلاد على بعض الشخصيات في محافظة إب، علنا نجد تفسيراً لما يحدث ونخرج ببعض الرؤى والمقترحات الصحيحة لإخراج الوطن من أزمته الحالية وخرجنا بالتالي: والبداية كانت مع الشيخ/ عبد الوهاب عبدالكريم فارس مستشار محافظ إب والذي تحدث قائلاً: حقيقة إن فخامة الرئيس كان قد أجاد اللعبة وربحها منذ أن قذفت به الظروف والأقدار ابتداءً إلى كرسي قيادة اليمن الصغير ليستنفذ كل قدراته وطاقاته وحذلقته في تأسيس وبناء نظام حكمه على امتداد تلك الخارطة الجغرافية وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، إلى أن آن الأوان وبتظافر جهود مختلف القوى الوطنية المخلصة بالتزامن مع العديد من الظروف المتاحة والمناخات المهيأة لإعادة رسم الصورة والخارطة الحقيقية والمشرفة لليمن الكبير عام 1990م، كضربة حظ في تحقيق حلم لم يخطط له أو يكترث بمجرد التفكير والسعي الحثيث وراء تحقيقه والتربع على عرشه. وأضاف حينها أراد أن يعتمد في إدارته الجديدة على معطيات وقانون اللعبة السابقة كعصارة ما لديه وبصورة غلبت على طابعها غرائز ونزوات الاندفاع بعجالة نحو النفوذ والتسلط وإحكام القبضة , دون مراعاة الأخذ بقاعدة القياس مع الفارق لإعادة النظر في الأولويات الهامة والضرورية والملحة والمتمثلة بحزمة كبيرة من المعالجات والإصلاحات والتسويات والترتيبات في شتى الميادين وعلى مختلف الأصعدة لما من شأنه تجذير الوحدة الاجتماعية والوطنية بمعناها الحقيقي أولاً والتي تخطاها الجميع إلى مرحلة التوقيع وإعلان قيام الوحدة نظراً لتداعيات وظروف المرحلة التي لا يجهلها أحد آن ذاك , الأمر الذي ترتب عليه تعكير وشرخ في صفو الوئام وأواصر الإخوة بين شركاء الوحدة مع ما رافقها من عوامل داخلية وخارجية أوصلت الجميع إلى طريق مسدود وساهمت في الدفع بعجلة الوحدة سريعاً إلى الوراء بقدر هرولتها إليها. وأردف: وأمام إفلاس فخامته في تلافي أخطائه وإخفاقاته والانتصار للعبة وإحكام السيطرة على مجريات الموقف لجأ إلى الاستعانة للخروج من ذلك النفق بنخبة من المستشارين الممنهجين بفكرهم وارتباطاتهم في مربع إملاءات ومصالح أقطاب ومراكز قوى داخلية وخارجية متعددة الأطياف والأهداف ليزيدوا الطين بلة في تأجيج الصراع وجر الجميع إلى الدخول في خضم حرب أهلية مفتوحة الحدود والزمن كان لا يحمد عقباها لولا تدخل عاملين أساسيين، هما إصرار وتمسك واستماتة أبناء الشعب وقواته المسلحة والأمن بالوحدة كخيار لا رجعة عنه على مستوى الشمال والجنوب من جهة , ونشاز الصوت الداعي لإعلان الانفصال والذي زاد من وتيرة اندفاعهم الجامح بكل تضحية وفداء وبسالة للحفاظ على الوحدة، مما عكس النتيجة في تجيير الشرعية لصالح الرئيس الذي لم يفق من تخدير وإملاءات مستشاريه وحاشيته بهدف تجيير أسباب وعوامل الانتصار لصالحهم حتى سلم واستسلم وأرجع الفضل ذلك لهم ورمى الحبل على غاربهم منذ ذلك التاريخ بدافع منحهم الثقة المطلقة ليصبح محصوراً بهم وأسيراً لهم ولمختلف أجندتهم القاصرة والمراهقة سياسياً في كل أعمال الإدارة وصياغة القرار إجمالاً بعد أن أحكموا الخناق وعملوا على محاربته وإقصاء كل الشرفاء والمخلصين, ومن ثم تجنيد كل من ينسجم مع أهوائهم وعلى شاكلتهم وبالتالي انفردوا وسخروا وعبثوا بكل خيرات ومقدرات البلاد خدمة لمصالح خاصة دونما رقيب أو عتيد وأذن صاغية لمن سواهم من قبل فخامته , نظراً لما غرسوا في مخيلته من وهم بأن الآخرين جميعاً يظمرون له حسداً وحقداً وعداوة وإن أتوا بكلمة حق ونصيحة فالمراد بها باطل . وتابع: وعلى هذا المنوال ظل دورهم الدرامي أمامه بعد أن شوهوا الصورة الناصعة لليمن والتي رسمتها الأيادي الوطنية وجعلوها تقتصر على بعثرة قطع وأشلاء الصور وينسبون ذلك العمل لأعداء وهميين ليضطلعوا بإعادة تجميع وترتيب قطع أشلاء الصورة ذاتها وهكذا استمر المشهد إلى أن استحال عليهم إمكانية إعادة تركيب الصورة بعد أن تهالكت قطعها وأشلاؤها ومحيت الكثير من معالمها وتفاصيلها وظهر فسادهم في البر والبحر مستشرياً بما كسبت أيديهم حتى وصل الحال والمآل إلى ما نحن فيه من ثورة شبابية وشعبية عارمة للمطالبة بإسقاط هذه السلطة المؤتمرية، باعتبارها أشبه بجهاز هضم حول كل طيب وجميل إلى مخلفات نتنة. واستطرد قائلاً: وعلى غرار ما تطرقت إليه أعتقد جازماً بأن فخامة الرئيس ضحية الثقة، أسوة بأبناء شعبه فيما آل إليه الوضع وان اتساع رقعة الفساد والفاسدين أشبه بالمن الأسود في سائر شجرة النظام وقد يستحيل القضاء عليه من قبل فخامته كفاقد الشيء المطلوب منه في إطار نظامه , وبما أن منجزاته المتمثلة بإعادة تحقيق الوحدة المباركة وإرساء المنظومة الديمقراطية تعد على وسام منحه الحصان من تحميله المسئولية التبعية ومسائلته عن ذلك الفساد وكون هذه الثورة لم تقتصر أهميتها كضرورة ماسة وملحة لإسقاط الفساد فحسب، بل إن دعم إنجاحها يمثل منعطفاً تاريخياً هاماً في تاريخ اليمن الكبير، باعتبارها وحدت النسيج الاجتماعي بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية والمذهبية وأسقطت منذ انتفاضها الرهان في نشاز أصوات المطالبين بفك الارتباط. واختتم بالقول:واستناداً لذلك التقييم لا يسعني إلا أن ألتمس من فخامة الأخ الرئيس مبادرة إعلان موقفه وانضمامه إلى ثورة الشباب المطالب بالتغيير وإسقاط النظام حفاظاً على حصانته المشار إليها ولما من شأنه تتويج فترة حكمه ببلوغ وتحقيق الأهداف السامية لوحدته وشعبه وشبابه ليصبح المرجعية المطلقة والمثل الأعلى للجميع وسيجد شباب 22 مايو جنده وحماته خارج السلطة , ومن يدعو بغير ذلك إنما هو حاسد له ولتاريخه وخير مستشارٍ له اليوم هم الشباب فقط والله من وراء القصد. أما الأخ / محمد الزنم وكيل محافظة إب المساعد فقد كانت له رؤية حول الاستقالات لبعض قيادات المؤتمر قال فيها موضوع تقديم الاستقالات من المؤتمر الشعبي العام من قبل قيادات مختلفة في الحزب الحاكم من بعض القيادات والشخصيات وإعلانهم الانضمام إلى تعكير وإقلاق الأمن والسكينة العامة وتأجيج الشارع ضد الحزب الحاكم. وأضاف: حقيقة أقول إن كلاً له وجهة نظر وحساباته الخاصة المستقبلية وعموماً نجد هذه الظاهرة برزت في الآونة الأخيرة بعد ثورة الشباب التي اندلعت في عدد من الدول العربية ونحن في اليمن حاول البعض أن يركب هذه الموجة هذا من جهة، إضافة إلى خلافات معينة مع المؤتمر أو مع بعض القيادات ومنهم الباحثون عن أدوار وظهور ملفت يضمن لهم البروز الإعلامي وأن يكون لهم مكانة في قادم الأيام, وفريق آخر تجدهم ضعفاء أمام المادة التي تدفع لهم من لجنة الحوار أو مجلس التضامن وغير ذلك من الشخصيات التي تقف خلف هذه المسميات والكيانات , ومجموعة أخرى أعتقد أن الارتباط القبلي له دور في إعلان استقالاتهم ومن خلال الأسماء التي أعلن عنها عبر قناة صب الزيت على النار والتي تخلت عن الرسالة الإعلامية السامية التي تخدم الوطن وتجمع ولا تفرق وتنحاز إلى الأحداث بمهنية كاملة , ولكن للأسف أصبحت قناة سهيل تمثل وجهة نظر بعينها ولا تمثل باعتقادي وجهة نظر أحزاب اللقاء المشترك في كثير من المحطات والبرامج التي خرجت عن اللياقة ونعدها دخيلة على أخلاقيات الشعب اليمني وأنا أستهجن بشدة أن تجر أحزاب عريقة ولها تاريخ نضالي ووطني ومنتشرة في مختلف ربوع الوطن الحبيب وتقاد اليوم بفعل خلاف شخصي أو مع أشخاص وليس مع حزب أو نظام وقد يكون الاختلاف على مصالح أو على التزاحم أين سأكون غداً ويجب أن يزاح من طريقي شخص أو جماعة من الناس , وهذا ما يؤسف له أن تنجر أحزاب المشترك من مقيل شخص له أجندته الخاصة التي لا تمت إلى قضايا وجماهير أحزاب المشترك التي كانت تعول عليهم كمعارضة قوية ينتج عنها سلطة قوية وتكون المحصلة العامة ومحاربة الفساد والقضاء على معظم الظواهر السلبية التي تؤرقنا جميعاً. وأضاف: وبالتالي نقول لمن استقالوا ومنهم شخصيات يوم كان مع ليبيا ويتلقى الدعم وتارة من السعودية وأخرى مع أمريكا، ثم المشترك اختلطت الأوراق حتى أوصلتهم إلى مرحلة اتخاذ قرارات – واقصد المستقيلين من المؤتمر أفقدتهم مصداقيتهم واحترام الآخرين بل أبدوا العقلانيون امتعاضهم الشديد لاستغلالهم الظروف وتخليهم عن الروابط التي تربطنا كيمنيين وأعرافنا والتي تمثل جزءاً من حياة وأخلاقيات الشعب اليمني، بل وجزء رئيسي من تكوين الشخصية اليمنية القبلية المتحضرة , فماذا أبقى هؤلاء لتلك العادات الحميدة وهم اليوم يسعون لقطع أواصر المحبة والإخاء بين أبناء الشعب اليمني لإذكاء نار الفتنة بين أبناء الوطن لتحقيق مآربهم الخاصة والعامة والتي منها معلنة وأخرى غير معلنة, لا سيما وأن الأخ الرئيس والمؤتمر قبل بكافة مطالب المشترك وكلما قدمت تنازلات ارتفع سقف المطالب وها هم اليوم يريدون أن تتجه الأمور بعيداً عن لغة الحوار الوطني الشامل الذي نكرر الدعوة إليه كمخرج لكافة قضايانا. واختتم حديثه: تحية لكل الصامدين الذين يثبتون على مبادئهم الحقة والمنحازين للوطن والوطن فقط , ومن يدافعون عن قضايا الوطن تقول لهم إن الوطن ليست سلعة تباع وتشترى، فالوطن أسمى من أي تلاعب به من قبل العابثين الذي يلهثون وراء مصالح قد يفقدون كل شيء بأفعالهم الرعناء وهذا ما لا نتمناه، على أمل أن يعودوا إلى جادة الصواب وأن تتخلص قيادة المشترك من كل ذلك وتنحاز إلى قضايا الوطن وعدم التمترس خلف آرائهم وتوجهاتهم التي لا تحل قضية ولا تجمع لليمينين كلمة .