في بداية كل عام دراسي نشاهد طلاب المراحل الانتقالية في مدارس التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، وخاصة طلاب "الصف التاسع والثالث الثانوي" يقدمون ملفاتهم إلى الإدارات المدرسية للتسجيل ولا يأتون إلى هذه المدارس مرة أخرى إلا عند لاستلام أرقام الجلوس ودخول قاعات الامتحانات. وهذا العمل جعل الطلاب في هذه المراحل يدخلون كشريك أساسي مع الأسرة والمدرسة والإدارات التي بدأ منها الطالب تكوين أطر حياته.. وتعتبر المدرسة مساهمة في هذه المشكلة، وخاصة المدارس التي تفتح أبوابها وفصولها لطلاب غير منتظمين للعملية التربوية والتعليمية، حيث تتحول هذه المدرسة من مدرسة نموذجية ذات بيئة صحية وتعليمية عظيمة إلى مستنقع يمارس فيه الطالب كل أساليب الإرهاب التعليمي، كالغش والفوضى وعدم احترام النظام التعليمي والتربوي وكذا عدم احترام الإدارة المدرسية.. كما تعتبر إدارات التربية والتعليم الطرف الثالث، فهي الراعي الرسمي لهذه المشكلة، فهي لن تتخذ أي إجراءات صارمة تجاه المدارس التي أغلقت فيها المراحل الانتقالية. صحيفة "أخبار اليوم" كانت لها هذه اللقاءات مع عدد من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين وخرجت بهذه الحصيلة: أخبار اليوم/ الخضر عبدالله محمد نقص في المعلمين وصعوبة بالمنهج: بداية الطالب/ ناصر علي أحمد الصف التاسع يقول:" نشكر الصحيفة على تناولها هذا الموضوع الهام، ونحن كطلاب في المرحلة الانتقالية "الصف التاسع" نواجه العديد من الصعوبات وهي.. نقص المعلمين، وصعوبة المنهاج، فإذا اكتمل المدرسون في المدرسة واستمرت الدراسة بالشكل المطلوب وكان المقرر سهلاً فسوف يعتمد الطالب سوف يعتمد على نفسه ويترك ظاهرة الغش ويلتزم بالمواظبة في المدرسة بشكل يومي".. إهمال الآباء المواطن/ محمد سالم طالب ولي أمر تحدت قائلاً:"أشكركم على هذا الاهتمام وأقول بأن أولادنا أمانة في أعناق إدارات المدرسة، فمشاكلنا وظروفنا اليومية هي التي أبعدتنا عن متابعة أولادنا ولكن الذي ينقله أولادنا إلينا أن الفصول غير مفتوحة ولا يوجد معملون وأطالب إخواني من أولياء الأمور متابعة أولادهم في البيت والمدرسة وهذا يعود بالنفع على الأولاد أنفسهم".. تسليم الملفات ودخول الامتحانات باتت عادة: من ناحيته الطالب/ مراد قاسم عبده أحمد الصف الثالث الثانوي، قال:"نحن في هذه المرحلة الثانوية مواظبون على الحضور للحصص ولكن هناك طلاب آخرين يسلمون ملفاتهم ويرحلون عن المدرسة وسوف يأتون عند بداية الامتحانات أيضاً، ولكن هذه الظاهرة خاطئة، لأنهم فقدوا العديد من المعارف أثناء غيابهم عن الدراسة، قد يستفيدون منها في المستقبل". الغش منتشر. أما المعلم/ أحمد محمد حبيبات مدير مدرسة مهيدان يقول" "شاركت في عملية المراقبة على الامتحانات في السنوات الطويلة، فلم حصل على المبالغ المخصصة للمراقبين نهائياً ولاحظنا عدم وجود عملية ضبط لسير الامتحانات، فنلاحظ الطلاب يحملون ملفات الإجابات في الأسواق ويبحثون عن الإجابات وبعض الأحيان يأتون إلى مدارس أخرى، هذا قد أعطى الناس تصوراً غير إيجابي عن العملية التعليمية". عدم الالتزام بالحضور كارثة تهدم الأجيال: وتحدث إلينا مدرس اللغة العربية الأستاذ/ حمود علي حسان الطويري فقال:" إن ما يحدث في الصف التاسع والثالث ثانوي من تغيب وإهمال وعدم التزام بالحضور إلى المدارس يعد كارثة كبرى ووباءً أصيب به مجتمعنا اليمني، والغش هو الجرثوم المسبب لهذا الوباء.. حيث نلاحظ أن الطلاب في هذين الصفين "التاسع والثالث الثانوي"، لم يحضروا إلى مدارسهم إلا يوماً واحداً لتسليم ملفاتهم المستلزمة لقبلوهم في الامتحانات ومن ثم يتغيبون حتى أيام قدوم الامتحانات النهاية الوزارية". وأضاف: " نناشد وزارة التربية والتعليم وكافة مكاتبها بالمحافظات والمديريات بأن يضعوا علاجاً للقضاء على هذه الظاهرة المدمرة لعقول أبنائنا الطلاب، وأن يضعوا كل المعالجات لذلك الوباء من خلال الضوابط والإجراءات والمتابعة في كافة المرافق الحكومية التربوية والتعليمية والتي منها: * إلزام طلاب الصف "تاسع ثالث ثاثوي" بالحضور لمدارسهم بشكل يومي وعدم التغيب. * حرمان الطلاب المتغيبين من دخول الامتحانات الوزارية . * توفير الكادر التربوي المتخصص بالذات المواد العلمية للمرحلة الثانوية. * محاربة الغش بكل وسائله وأساليبه بوضع تجمعات لمراكز الامتحانات الوزارية وكذا توزيع مشرفين من ذوي الكفاءة.. فإن هؤلاء الطلاب هم أمانة في عنق كل تربوي ومعلم. سلوك خاطئ. كما تحدث إلينا الأستاذ/ صالح حسين مبروك مدير مدرسة مجدل، قائلاً: هذا الموضوع له أهمية بالغة، لا سيما وأن تلاميذ المرحلة الانتقالية" التاسع وثالث ثانوي" اعتادوا على عدم الالتزام بالدراسة ويتخذون من هذا السلوك الخاطئ تقليداً يمارس بشكل سنوي، بالرغم من المعالجات والإجراءات التي تتخذ من قبل ذوي الاختصاص، حيث أصبح هذا السلوك ذات طابع عام يصعب معالجته، خصوصاً وأن هذا التصرف بحاجة إلى اتخاذ قرارات جماعية صادرة من الكل حتى يكون هنالك صدى لتلك الإجراءات، على أمل أن يتغير الوضع إلى الأفضل ومن هذه المعالجات: تجمع تلاميذ صفي "تاسع وثالث ثانوي" في مراكز امتحانية موحدة. والقضاء على ظاهرة الغش بصورة جماعية بحيث لا يكون هناك تهاون من بعض المراكز وتشديد في البعض الآخر، إضافة إلى التركيز على المراقبين المجيدين على أن تعطى حقوقهم كافة من مكتب التربية. وعلى وزارة التربية والتعليم ومكاتبها أن تعطي هذا الموضوع الأهمية البالغة. 1