دعا رئيس ملتقى الرقي والتقدم- الأخ/ يحيى محمد عبد الله صالح دعا رئيس الجمهورية إلى عدم تقديم أي مبادرات جديدة لمن لا يستحقها، مؤكداً أنه إذا كان هناك من يستحق المبادرات فهو الشعب وحده وليست الأحزاب، منوهاً إلى أن أحزاب المعارضة لم تتعامل بجدية وإيجابية مع أي مبادرة من المبادرات التي طرحها رئيس الجمهورية. وأكد في كلمته أثناء احتفال ملتقى الرقي والتقدم بالذكرى الرابعة لتأسيسه يوم أمس الأربعاء أكد أن هناك من قيادات اللقاء المشترك من هو مطلوب للعدالة الدولية وهم راكبين اليوم الموجة السياسية وسببوا الكثير من الإشكاليات للبلد، مهدداً قيادات في الإصلاح بتقديم ملفاتهم الدموية وبالمحاكمة الدولية وفتح ملفات الجميع منذ الثورة وحتى اليوم. وأوضح يحي صالح أن ساحة التغيير اليوم تضم من هو على حق ومن هو على باطل، وأصبح كل شخص له أي مطلب خاص أو إشكالية يسارع في الانضمام إلى الساحة، معبراً عن أن التغيير للأفضل هو مطلب الجميع وهو هدف عام لكل الشعوب ولا يمكن أن يتم إلا بالمؤمنين به، وليس بمصالحهم الخاصة والحزبية الضيقة، منوهاً إلى وجود الكثير ممن يعملون ويفكرون بالتغيير السلمي بالعقل وبالحكمة، واتهم أيضاً عدداً من القيادات في اللقاء بقبضهم لأموال مدنسة من الحدود – حد قوله. وفي رد لتساؤل طرحته صحيفة "أخبار اليوم" حول اعتداء الأمن المركزي على المعتصمين وإلقاء القنابل المسيلة للدموع وماهيتها أكد أن تدخل الأمن جاء نتاجاً للتوجيهات بحماية المعتصمين سلطة ومعارضة، بعد احتكاكات المعتصمين مع الشرطة والنجدة والمرور والمدنيين أيضاً. وقال: نحن نفض اشتباكات ما بين المواطنين والمعتصمين وهم آخذين موقف ضد الأجهزة الأمنية، رغم أنها تقوم بحمايتهم وهناك من بين المعتصمين من جاء للبحث عن مشكلة ويريد أن تنقل وسائل الإعلام صورة سيئة عن اليمن، مؤكداً أن القنابل التي قذفت على المعتصمين هي قنابل مصرح بها دولياً وأنها من النوعين ( CS) و( CN) وتستخدم في كل دول العالم لفض الاشتباكات. وأشار إلى أن رجال الأمن أيضاً بدورهم قد تعرضوا للأذى والإهانات والشتم من قبل بعض المعتصمين ومن الطبيعي أن يرد بعض أفراد الأمن عليهم، لافتاً إلى ظاهرة استخدام المعتصمين للحجارة وقد تتطور إلى مشكلة اكبر وتخرج إلى استخدام أسلحة مختلفة، كما حدث في محافظات أخرى. وفي أثناء الحفل تطرق يحي صالح إلى الصعوبات التي واجهت الملتقى أثناء مناقشته مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني عدد من التشريعات والقوانين منها مشروع قانون العلم الوطني الذي أعده قانونيون، وعرض على مجلس الوزراء الذي أحاله بدوره إلى مجلس النواب لا قراره، إلا أن إحدى الكتل البرلمانية عارضت تشريعه بدون ذكر الأسباب. ولفت إلى انجاز الملتقى لقانون الصحافة والإعلام الذي روعي فيه استقلالية الإعلام الرسمي والحياد بالنسبة للإعلام الخاص، موضحاً أن القانون الذي أعد من قبل قانونيين ومشرعين أحيل من قبل دولة رئيس الوزراء الدكتور/ محمد علي مجور إلى لجنة مختصة لدراسته. وتابع قائلاً: إن الملتقى يقدم الآن ملاحظات منهجية حول دستور الجمهورية اليمنية وتعديلاته من قبل أكاديميين لتفادي أي إشكالات مستقبلية في التشريعات والقوانين. من جانب آخر أشار الدكتور/ نوح عبدالسلام -مستشار رئيس الملتقى- أثناء استعراضه لدراسة تحليلية للتعديلات الدستورية أن أهم الإشكاليات المنهجية التي يعاني منها الدستور القائم تتمثل في ازدواجية تحديده لهوية الدولة من حيث كونها دولة دينية ودولة مدنية في آن واحد، فيما دساتير الدول تحدد هوية الدولة وفقاً لنظامها السياسي، مؤكداً أن نصوص الدستور تجعلنا أمام دولة دينية من حيث الجوهر ومدنية من حيث الشكل وأن الجانب المدني من دستورنا لم يأخذ مداه الصريح بعد. مضيفاً: إن التمعن في دستورنا القائم أو في تعديلاته المقترحة يكشف لنا أن هناك العديد من المواد التي تنتمي إلى القوانين التشريعية وليس للمواد الدستورية)، منوهاً إلى خطورة أن ينص الدستور على أن تنشئ السلطة المحلية شرطتها المحلية لأن الشرطة جزء لا يتجزأ من قوة الأمن التي يجب أن تظل ضمن المهام المركزية للدولة. وطالب الدكتور/ نوح بضرورة صياغة دستور جديد يحمل صفة الديمومة ويضعه فقهاء دستوريون بعيداً عن التجاذبات والمساومات السياسية. فيما طالب عدد من الحاضرين أن يقوم الملتقى بدوره فيما يحدث في الشارع والنزول بثقله إلى الشباب ومحاورتهم وإيجاد حلول مناسبة لمطالبهم. وفي الحفل تم تكريم الفنان الكبير/ أيوب طارش لإثرائه الساحة اليمنية بأغانيه الوطنية وتلحينه مقطوعة النشيد الوطني، كما تم تكريم الدكتورة/ أروى عون لإسهاماتها العلمية في مجال أبحاث الدم محلياً وخارجياً والتي لم تحضر الحفل لاعتصامها في ساحة التغيير واستلمت الدكتورة/ سعاد السبع عنها درع التكريم.