أماطت أوساط سياسية رفيعة المستوى اللثام عما تردد أخيراً من تسريبات في شأن عزم نظام طهران إرسال وفد رسمي إلى الكويت بعد الإعلان عن شبكة التجسس الإيرانية وصدور الأحكام القضائية التي تدين أفرادها, عن معلومات تفيد أن الهدف من "الزيارة احتواء الأزمة المتفاقمة عبر نقل رسائل سلبية". وأوضحت الأوساط ل" سبز نيوز" أن ما رشح من طهران يؤكد أن تلك الرسائل ستحمل - ما لم تتدارك الكويت الأمر وتطفئ الأزمة - جملة تهديدات ومنها إيقاظ الخلايا الإيرانية النائمة وأمرها بالعمل على بث الفرقة في المجتمع الكويتي مستغلة الحراك السياسي النشط وهامش الحرية الواسع في البلاد, في سبيل شل قدرات الدولة وإحداث فراغ سياسي وتعطيل التنمية". وأضافت الأوساط :" أن المعلومات الواردة من طهران تفيد أيضاً أن الوفد الإيراني سيطلب من الكويت عدم ترحيل أي سوري أو لبناني أو إيراني من المنضوين تحت لواء "حزب الله" أو المرتبطين بالاستخبارات الإيرانية, لا سيما بعد معرفة طهران أن الكويت ودول"مجلس التعاون" أعدت قوائم بهؤلاء تمهيداً لوضعهم في دائرة المراقبة وترحيلهم إلى بلدانهم لاحقاً باعتبار أنهم مصدر تهديد لأمن واستقرار هذه الدول". ووفقاً للأوساط فإن معلومات وصلت من بيروت تؤكد " أن عدداً من رؤوس تلك الخلايا اجتمعوا أخيراً في ضاحية بيروت الجنوبية مع مسئولين من"حزب الله" ووضعوا خططاً تخريبية تستهدف عدداً من الدول الخليجية". وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة أن أجهزة أمنية خليجية تلقت تقارير تفيد أن هناك اتجاهاً لدى الاستخبارات الإيرانية لتصفية عدد من عملائها, والذين باتوا في دائرة المراقبة الأمنية الخليجية, واتهام دول المجلس بتصفيتهم, بالإضافة إلى سحب البعض الآخر إلى إيران وبخاصة المتعاونين مع جهاز الاستخبارات الإيراني, ومنح المواطنين الخليجيين منهم الجنسية الإيرانية وذلك لحمايتهم من دولهم, وكذا ترحيل البعض منهم إلى العراق". من جانبه قال رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية النائب/ شعيب المويزري إن "الكويت دولة ديمقراطية ومؤسسات وعدالة ولها الكثير من المواقف الإيجابية مع إيران, ولكن بكل أسف تقوم إيران باستخدام وسائل عديدة للإساءة إلى الكويت وإلى دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق أطماعها التوسعية والتغطية على ما تقوم به الحكومة الإيرانية من قمع للشعب الإيراني الصديق". من جهته طالب النائب مبارك الوعلان وزارة الخارجية ب"قطع علاقات التمثيل الدبلوماسي مع إيران وطرد القائم بالأعمال الإيراني في الكويت", معرباً عن استنكاره وشجبه الشديدين ورفضه المطلق والتام وجميع شعب الكويت للتصريحات المستفزة وغير المسئولة التي يطلقها المسئولون الإيرانيون والمقربون منهم من شخصيات وصحف ضد دول مجلس التعاون الخليجي, مطالباً بعض النواب ب"الخروج عن صمتهم والتنديد بتصريحات إيران الذين طالما اعتبروها جمهورية إسلامية". من جهة أخرى نفت الكويت تقديم أي اعتذار لإيران بشأن ورود اسم طهران والسفارة الإيرانية بالبلاد في قضية شبكة التجسس التي أصدرت محكمة كويتية أحكامها الشهر الماضي بحق أعضاء تلك الشبكة. وقال روضان الروضان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتى: "ما تناقلته وسائل الإعلام في هذا الصدد لا أساس له من الصحة". وأضاف: "هذا محض اختلاق وافتراء وعدم مصداقية وتجاوز لكل القيم والأخلاق".