تَخَيلوا مَعي بأنكم كُنتم تسيرون بالطريق و إِذ فجأةً بشخص يقف أَمامك و يَصفعك، قد تتشاجرون مَعه ..قَد تقفون مذهولين ..فماذا فعلتم له!؟ ليفعل لكم هذا ..قد تندهشون .. فأنتم لم تآذوا شخص يوما ما ..مثلاً .. قد لا تتركونه قَبل إدخاله السَجن ، لَكن .. المُدهش هو أن يقوم نَفس هذا الشخص بإرضائكم و إهدائكم وردة . و في كلتا الحالتين لا يُقدم لكم سبباً لأفعاله ، قَد تتساءلون من هو هذا الشخص ؟ إنها الحياة !! قد تصفعنا الحياة بآلم ، فلا نجد من نشكو لَه و يبقى هذا الآلم داخلنا ينمو معنا و يكبر ، وبالمقابل قَد تهدينا الحياة وردة حنان تنسينا ألم السنين بهمسة حنونة أو ضحكة مِن القلب تجعلنا نعيش الأمل من جديد و ننسى الآلم و بالتالى ننسى الصفعة . قد تصفعنا الحياة بكل جبروت فننكسر و نضعف و نفقد الثقة بجميع الناس و نرى الحياة أنها مجرد دموع و آسى ، و بالمقابل قد تهدينا الحياة وردة فرح تُشرق في قلبنا المظلم و تُنير لَنا طريقنا كصباح جميل و تغريدة طير و ضحكة طفل فنبقى مُشرقين فننسى جبروت الحياة و بالتالى ننسى الصفعة. قد تصفعنا الحياة بقسوة فلا يبقى لنا صديق و لا قريب ونشعر بالوحدة لقاتلة و نكون أسيرون الوحدة لا نهتم بمن حولنا و لا حتى بأنفسنا فيضيع منا قطار العمر و يرمينا وحيدين ، وبالمقابل قد تهدينا الحياة وردة فرح تُشرق في قلبنا المظلم و تُنير لَنا طريقنا كصباح جميل و تمنحنا الآمل من جديد فنبقى مُشرقين و ننسى قسوة الحياة و بلتالى ننسى الصفعة . و لكن .. ليست كل صفعة هِي قسوة ، فقد تكون الصفعة مُؤلمة كي تُوقظك من زيف و خداع. أو تكون الصفعة قوية لتُريك ما أنت تتجاهل رؤيته . و ليست كل وردة هي وردة حب ، فكم من وردة نلمسها فننجرح من أشواكها. و كم من وردة تخفي وراءها القبح و خلف لونها الجميل سواد . و كم من وردة جميلة لا رائحة لها . و تذكروا جيداً . إن صفعتنا الحياة فلابد و أن ُتهدينا وردة ، فانتظروا هذه الوردة بعد كل صفعة. و شكراً لكٌل من أحبني و لآرواحكم الطاهرة آهديكم هذه الوردة.