ما تزال أجواء التوتر والتوجس تخيمان على أرجاء مديرية الحد بيافع التابعة لمحافظة لحج منذ فجر يوم أمس الأول الخميس، عقب اندلاع أعمال عنف دامية واشتباكات مسلحة عنيفة دارت وما تزال تدور رحاها بين عدد كبير من المسلحين القبليين والقوات العسكرية التابعة لوحدات الحرس الجمهوري المرابطة في جبل العر المطل على المدينة والتجمعات السكانية المنتشرة على سفوح المرتفعات وبطون الأودية والشعاب. وطبقاً لمصادر قبلية ومحلية متطابقة فقد ارتفع عدد الجنود العسكريين من كتيبة الحرس الجمهوري الذين استشهدوا خلال تلك المواجهات إلى خمسة جنود، بينما بلغ عدد المصابين إلى ثمانية بينهم ثلاثة مسلحين قبليين. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات التي وصفتها بالعنيفة والتي ما تزال تدور رحاها حتى اللحظة قد اندلعت إثر هجوم شنه عدد كبير من المسلحين في الخامسة من فجر يوم أمس الأول الخميس على أحد المواقع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري الواقعة أسفل جبل العر بأسلحة خفيفة ومتوسطة بعد تطويق الموقع وعزله عن مركز الكتيبة التي ترابط فيها قوات عسكرية كبيرة معززة بمختلف الأسلحة والمعدات. وبحسب المصادر فقد اتسعت دائرة المواجهات وازدادت ضراوةً وعنفاً بعد تمكن المسلحين الذين انضم إلى صفوفهم عدد آخر من مختلف مديريات يافع من الاستيلاء على بعض الأسلحة والمعدات العسكرية، إضافة إلى تدمير آلية عسكرية. وأكد سكان محليون مشاهدتهم لألسنة اللهب والدخان الكثيف تتصاعد من الموقع الذي ترابط فيه تلك الآليات، مضيفين بأن قصفاً عنيفاً ما تزال تشنه الوحدات العسكرية المرابطة في المركز الرئيسي بأعلى جبل العر على مواقع المسلحين والقرى والمناطق المحيطة بالموقع العسكري الذي يحاول المسلحون السيطرة عليه وتحاول تلك الوحدات صدهم وفك الحصار على الموقع العسكري والجنود المحاصرين، الأمر الذي دفع بالكثير من الأسر إلى النزوح من المناطق القريبة من مواقع المواجهات. وأكد الشيخ/ علوي بن هادي الحدي في اتصال هاتفي مع "أخبار اليوم" أن الوضع في جبل العر ما يزال متوتراً وأن أصوات الرصاص تسمع بين الحين والآخر من مواقع متفرقة ، لافتاً إلى أن عدداً من الآليات العسكرية التابعة للحرس الجمهوري قد بدأت بالوصول إلى مشارف بعض القرى القريبة من أسفل جبل العر التي تعرضت فيها قواتهم للهجوم من قبل المسلحين. وأبدى عدد كبير من أبناء مديرية الحد بيافع مخاوفهم من اتساع رقعة المواجهات المسلحة في ظل الغياب التام لأي دور أو جهد رسمي أو شعبي لتهدئة الوضع والحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا وتشريد المواطنين من قراهم ومناطقهم.