قال زعيم متمردي طوارق النيجر أغالي أغ ألامبو إن مقاتليه قرروا إلقاء أسلحتهم وإنهم وافقوا مع أشقائهم المتمردين في مالي على قيام زعيم الجماهيرية الليبية العقيد معمر القذافي بدور وساطة. وأضاف ألامبو في اجتماع مع القذافي جنوب الجماهيرية أمس الثلاثاء "قررنا إلقاء أسلحتنا من يوم الاثنين". وأكد أنه يتحدث كذلك بالنيابة عن زعيم حركة تمرد الطوارق في جمهورية مالي المجاورة إبراهيم أغ باهانغا. وقد أعلن المتمردون وضعهم ملف الطوارق وقضية الأسرى من الجيش المالي والنيجري بعهدة العقيد. وأذاع تلفزيون النيجر الحكومي تلك التصريحات. وكان القذافي حث متمردى كل من النيجر ومالي على إنهاء تمردهم، باعتبار أن مزيدا من الحرب سيضر بالدولتين الفقيرتين ويثير الفوضى بالمنطقة التي تعاني من مشكلات تتعلق بالأمن والتهريب. وقال الزعيم الليبي في بلدة أوباري جنوب غربي البلاد مساء الأحد إنه يأمل أن يفهم قادة المسلحين أنهم يلعبون في منطقة سكانية حساسة وخطيرة هي المنطقة الإسلامية التي يلحقون بها الضرر. وطالب القذافي الطوارق بعدم تضييع الوقت والتسبب في مصاعب للأطفال والنساء بمنطقة الصحراء الكبرى دون داع، ووجه كلامه لقادة التمرد قائلا "لماذا حمل السلاح؟ لو أن هناك فائدة وضرورة لحمل السلاح، فأنا أول من يسلحكم ويدربكم ويقاتل معكم". وتتمتع الجماهيرية رابع أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة بنفوذ بأجزاء من منطقة الساحل والصحراء على مشارفها الجنوبية، وذلك بفضل ثروتها النفطية والصلات القبلية بين سكانها وسكان دول الجوار. وكان المتمردون الساعون إلى مزيد من الحكم الذاتي في كل من مالي والنيجر، هاجموا المواقع والقوافل الحكومية والعسكرية خلال العام الماضي فيما بدا أنه تكرار لانتفاضات الطوارق في التسعينيات. وعرض الرئيس المالي أمادو توماني توريه التفاوض مع المتمردين شرط أن يطلقوا كل الرهائن، وقالت الحكومة إن المتمردين أفرجوا الأحد عن 26 جنديا كانوا احتجزوا بمنطقة كيدال الشمالية الشرقية، وأرجعت باماكو الفضل في ذلك للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. لكن حكومة النيجر استبعدت الدخول في محادثات مع الطوارق شمال البلد المنتج لليورانيوم، إلا إذا ألقوا سلاحهم أولا.