اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" مقتل أسامة بن لادن على أيدي قوات تابعة للمخابرات العسكرية الأمريكية يشكل نقطة فاصلة في الحرب الدولية المشتركة ضد الإرهاب، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل بن لادن على أيدي كوماندوز أميركي في باكستان. وقال بان كي مون إن تنظيم القاعدة كان مسؤولاً عن عدد كبير من الجرائم التي وقعت في معظم القارات أودت إلى مآس وخسارة في الأرواح عانى منها آلاف الرجال والنساء والأطفال. وتعهد بان كي مون بأن تواصل الأممالمتحدة حربها على، الإرهاب مشيراً إلى أن المنظمة ستقود مع جميع قادة العالم الحملة ضد الإرهاب الدولي، مجدداً إدانة الأممالمتحدة بأشد العبارات الممكنة الإرهاب بجميع أشكاله بغض النظر عن أهدافه وأماكن ارتكابه. وأضاف " إن اليوم يعد مناسبة جيدة لتذكر ضحايا تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة وجميع ضحايا الإرهاب بأنحاء العالم". من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الاثنين إن مقتل أسامة بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم . وأضاف كاميرون "إن العثور عليه يشكل نجاحاً خارقاً، حيث لن يعود بإمكانه الاستمرار في حملته في زرع الرعب، حان الوقت لنتذكر أولئك الذين قتلهم أسامة بن لادن وكل من فقدوا عزيزاً، إنها أيضاً لحظة لشكر كل من عمل بلا هوادة في العالم لحمايتنا من الإرهاب.. إن عملهم سيتواصل، أهنئ الرئيس "باراك" أوباما وأيضاً المسؤولين عن هذه العملية". وعلى صعيد آخر أكد عمدة مدينة نيويورك "مايكل بلومبرغ" أن السلطات في مدينة نيويورك اتخذت اعتباراً من نبأ مقتل بن لادن إجراءات أمنية مشددة في المطارات وفي المدينة كإجراء وقائي وليس رداً على تهديد انتقامي محدد. وقال بلومبرغ إن سكان نيويورك وذوي ضحايا إرهاب بن لادن انتظروا نبأ مقتله على أيدي أجهزة المخابرات الأمريكية ما يقرب عن "10" سنوات. وأعرب عن أمله في أن يجلب مقتل بن لادن الراحة لجميع الذين فقدوا أحباءهم في الهجوم الذي نفذته عناصر القاعدة على الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم "11" سبتمبر. من جهته قرر المدير التنفيذي لهيئة الموانئ والمسؤول عن ثلاثة مطارات دولية في نيويورك "ونيو جيرسي المجاورة كريس وارد" تعزيز الأمن في تلك المناطق مؤكداً أن هذه الإجراءات لا تستند على تهديد حالي لكنها من باب الحذر. وأضاف أن جميع مرافق الموانئ ستبقى على مستويات خدمة عادية، فيما تعيش مدينة نيويورك في حالة تأهب قصوى خوفاً من عمليات انتقامية تشنها بعض الجماعات الإرهابية بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة الماضية عن مقتل بن لادن في عملية عسكرية أمريكية في باكستان. وقال واحد من المسؤولين "كانت عملية قتل، مضيفاً أن بن لادن لو لوح بعلم أبيض من اجل الاستسلام كان سيؤخذ حياً، لكن الافتراض الخاص بالعملية لدى القوة الأمريكية كان أن بن لادن سيقاتل وهو ما فعله. وقال المسؤول إن بن لادن "اشترك" في معركة بالأسلحة النارية بين الكوماندوز الأمريكيين وسكان القصر المحصن القريب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد والذي كان يختبئ فيه. ولم يذكر المسؤول تحديداً ما إذا كان بن لادن أطلق النار على الأمريكيين، لكنه أكد أن الفريق الأمريكي أطلق النار على بن لادن في الرأس خلال العملية التي استغرقت 40 دقيقة. وفي أعقاب العملية كانت هناك جثث ثلاثة رجال آخرين وامرأة قال مسؤولون أمريكيون إنهم أُستخدموا دروعاً بشرية لكن لم يسقط أي قتيل من الأمريكيين. وذكر مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الكوماندوز كانوا يعرفون أن بن لادن سيقتل على الأرجح ولن يعتقل. وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية "القوات الأمريكية لا تكون مطلقاً في وضع القتل إذا كان ثمة سبيل لقبول الاستسلام يتفق مع قواعد الاشتباك ورغم ذلك أعتقد أنه كان ثمة إدراك واسع النطاق، لأن الأمر يرجح أن ينتهي بالقتل." وذكر مسؤولون مطلعون على التفاصيل أن العملية نفذها فريق يضم زهاء 15 من أفراد القوات الخاصة، معظمهم أو كلهم ينتمون إلى قوة الكوماندوز البحرية والبرية والجوية التابعة للقوات البحرية الأمريكية.. وأشاروا إلى أن أفراد القوة متمركزون في أفغانستان. وقال مسؤول إن القوة ضمت متخصصين في الأدلة الجنائية كانت مهمتهم جمع أدلة تثبت أن بن لادن أوقع به في الغارة ومعلومات قد تساعد في تعقب أثر زعماء آخرين لتنظيم القاعدة أو إحباط مؤامرات تنفذ حالياً. وقال مسؤولان أمريكيان إن الكوماندوز ألقوا بجثة بن لادن في البحر بعد بضع ساعات من مقتله الذي أعلنه أوباما في خطاب ألقاه في وقت متأخر بالبيت الأبيض. ويقول مسؤولون أميركيون إن المعلومات الرئيسية التي أدت في آخر المطاف إلى العثور على بن لادن جاءت من استجواب متشددين احتجزتهم القوات الأمريكية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 في نيويورك وواشنطن. إلى ذلك اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين مقتل أسامة بن لادن يزيل أحد أسباب العنف في العالم. من جانبه أكد المحلل السياسي السعودي والخبير بشؤون الحركات الإسلامية أن القاعدة ستتراجع في المنطقة بمقتل بن لادن وبثورات التحرر ورفض الاستبداد التي تشهدها المنطقة من تونس ومصر مروراً بليبيا واليمن، مشيراً إلى وجود حالة تزاوج بين القاعدة والحكومات المستبدة. واعتبر خاشقجي حالات الانسداد والاستبداد بالمنطقة كفيلة بالقضاء على الأنظمة.