أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما مجددا بعملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي قوات أميركية خاصة، ودعا الأميركيين للوحدة في مواجهات التحديات التي ما زالت ماثلة أمامهم، في حين رحب مجلس الأمن الدولي بمقتل بن لادن. وأثنى أوباما -في كلمة أمام مجموعة من النواب الديمقراطيين والجمهوريين في حفل غداء بالبيت الأبيض- على "الأبطال الذين نفذوا العملية العسكرية الخطيرة، ومسؤولي المخابرات وكافة الأجهزة المشاركة، كما أشكر زعماء الكونغرس من الحزبين، فهذا الشعور بالوحدة الذي شعرنا به في أحداث 11 سبتمبر/أيلول نشعر به اليوم مجددا بعد اغتيال بن لادن، ونشعر أننا أسرة أميركية واحدة". ودعا أوباما الأميركيين إلى الوحدة "لمواجهة التحديات التي ما زالت تواجه بلادنا" بعد مقتل بن لادن. ومن جهته أشاد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق بالرئيس أوباما "لأمره بتنفيذ عملية قتل بن لادن"، لكنه حذر من أن "الاستكانة للشعور بالرضا عن هذه العملية قد يكون كارثة بسبب احتمال حدوث هجمات انتقامية ضد الولاياتالمتحدة". وقال تشيني -في لقاء مع شبكة أي بي سي الإخبارية الأميركية- "لا شك أن الإدارة الأميركية تستحق التهنئة على نجاح هذه العملية التي تعد الهدف الأسمى لواشنطن". ترحيب أممي كما رحب مجلس الأمن الدولي بمقتل بن لادن، ودعا -في بيان له بعد جلسة خاصة- دول العالم إلى العمل سويا وبصورة عاجلة لإحضار من وصفهم بمرتكبي ورعاة ومنظمي الإرهاب إلى العدالة. وأعاد مجلس الأمن الدولي التأكيد على أن "الإرهاب" ليس مرتبطا بديانة أو جنسية أو مجموعة تنتمي لحضارة بعينها. وطالب المجلس بتنسيق دولي من أجل معالجة الظروف التي تسهم في نشر "الإرهاب". وبدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن مقتل بن لادن "يعد نقطة فاصلة في الحرب الدولية المشتركة ضد الإرهاب". واعتبر بان -في تصريح للصحفيين من مقر الأممالمتحدة بنيويورك بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل بن لادن- أن "هذا التطور يعتبر نقطة فاصلة في معركتنا الشاملة المشتركة ضد الإرهاب. جرائم القاعدة أثرت على معظم القارات وأدت إلى مآس وخسارة في الأرواح لآلاف الرجال والنساء والأطفال". وقال إن "الأممالمتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة الإرهاب بجميع أشكاله بغض النظر عن أهدافه وأماكن ارتكابه". وأكد أن "الأممالمتحدة ستواصل محاربة الإرهاب، وستقود الحملة مع جميع قادة العالم ضد الإرهاب الدولي". وقال "إن اليوم هو مناسبة لتذكر ضحايا تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولاياتالمتحدة وجميع ضحايا الإرهاب في أنحاء العالم".
غسل وتكفين في هذه الأثناء قال جون برينان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب إن جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن غُسل وكُفن، كما تليت عليه آيات من القرآن وفق الشريعة الإسلامية قبل دفنه في شمال بحر العرب. وأضاف برينان أن تجهيز بن لادن للدفن استغرق نحو ساعة وتم خلاله الالتزام بشدة بالتعاليم الإسلامية. وفي الوقت نفسه نُقل عن مسؤول في المخابرات الأميركية أن الولاياتالمتحدة نفذت العملية التي قُتل فيها بن لادن بشكل منفرد ولم تخطر أيا من شركائها في مجال مكافحة "الإرهاب" سلفا. واستبعد المسؤول أن يكون المسؤولون الباكستانيون على علم بوجود بن لادن في المجمع السكني في إبت آباد قرب العاصمة إسلام آباد. وتتناقض تلك المعلومات مع تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن التعاون مع باكستان هو الذي ساعد على الوصول إلى مخبأ بن لادن.