أكدت مصادر محلية بمحافظة لحج أن قوات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري معززة بالدبابات وعربات المدفعية انسحبت عصر أمس الاثنين من عدد من المواقع العسكرية في جبل العر بمديرية الحد بيافع. وقالت أن تلك القوات انسحبت باتجاه محافظة البيضاء شمال شرق المنطقة, وذلك بعد مواجهات وصفت بالأعنف منذ اندلاعها الخميس قبل الماضي، تمكن المسلحون القبليون خلالها من السيطرة على معظم المواقع العسكرية فيما تمكن آخرون بحسب المصادر من إيقاف عدد من الدبابات حاولت التقدم إلى المنطقة من جهة البيضاء وتدمير دبابتين وأسر عدد من الجنود. وقال عدد من المسلحين القبليين في اتصالات هاتفية أجراها معهم مراسل "أخبار اليوم" مساء أمس أنهم قد تمكنوا في السادسة من مساء الاثنين من السيطرة على معظم المواقع التي كانت تتحصن فيها قوات الحرس الجمهوري في جبل العر بعد مواجهات واشتباكات عنيفة سقط خلالها أحد المسلحين ويدعى "وليد حسين الصلاحي" وأصيب "4" آخرين بإصابات متوسطة, مشيرين إلى أن قيادة معسكر الحرس الجمهوري قد تمكنت وبرفقة عدد من الآليات من الهرب والفرار باتجاه محافظة البيضاء بعد قيام طائرات بالتحليق وبعلو منخفض فوق المواقع التي تدور فيها المواجهات . وأكد المسلحون أن الاشتباكات أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف قوات الحرس الجمهوري، منوهين إلى أن عدد القتلى يتجاوز "5" جنود والجرحى أكثر من عشرة. وكانت لجنة رئاسية تضم في عضويتها أعضاء في مجلسي النواب والشورى من أبناء يافع أبرزهم قاسم الكسادي وعبدالله الخلاقي والقبطان سعيد اليافعي، توسطت من أجل فك الحصار عن الموقع العسكري وإنهاء المواجهات والتقت بالمسلحين القبليين الذين أبدوا استعدادهم لتسليم المحتجزين من جنود الحرس الجمهوري والبالغ عددهم نحو "46" جندياً، كما وافقوا على فك الحصار عن قوات الحرس المحاصرة خلال "15" يوماً والسماح بوصول التموين لهم، شريطة أن يتم استبدال الموقع العسكري بنقطة أمنية تابعة للأمن العام. وعلمت "أخبار اليوم" بأن مواجهات تدور ساعة كتابة الخبر في وقت متأخر من مساء أمس بالقرب من بعض المواقع التي سيطر عليها المسلحون وإن قصفاً عنيفاً ما تزال تتعرض له المواقع من بعض الآليات المتمركزة على مشارف المنطقة. إلى ذلك دانت أحزاب اللقاء المشترك واستنكرت بشدة ما يتعرض له أبناء الحد يافع بمحافظة لحج من قتل وحصار عسكري وصفه بالظالم، الذي تفرضه ومنذ أيام وحدات من الحرس الجمهوري، خلف عشرات القتلى والجرحى، وأجبر الأهالي على النزوح قسراً من قراهم خوفاً على حياتهم". واعتبر المشترك - في بيان له - عسكرة الحياة المدنية في الحد يافع محاولة لثني المواطنين عن مواقفهم المناصرة للثورة الشعبية السلمية. وأعلنت الأحزاب تضامنها الكامل مع أبناء الحد يافع وأبناء آل حميقان بمحافظة البيضاء، الذين تعرضوا لقصف مماثل من قبل قوات الحرس الجمهوري، ما تسبب في مقتل اثنين من المواطنين وإصابة آخرين على خلفية رفضهم مرور تعزيزات عسكرية لقوات الحرس باتجاه يافع لحج للمشاركة في محاصرة أهالي قرى الحد. وحذرت أحزاب المشترك النظام وأجهزته الأمنية من خلط الأوراق والتصعيد والتبرير لما ترتكبه من جرائم قتل وتدمير تحت مسمى مكافحة القاعدة، كما تعاملت مع جريمتها بحق آل حميقان في البيضاء.