قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن المحاولة الأميركية بطائرة بدون طيار لقتل رجل الدين المتشدد/ أنور العولقي في اليمن يشير إلى أن إدارة أوباما تستغل الاضطرابات السياسية هناك لانتزاع معلومات استخباراتية حول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأضافت أن الغارة التي نفذتها طائرة أميركية بدون طيار الخميس الماضي بمحافظة شبوة، والتي كانت غايتها أنور العولقي المولود في أميركا، فقدت هدفها المقصود، لكنها قتلت شقيقين قالت إنهما ينتسبان إلى القاعدة في اليمن بعد أن بدل العولقي ورفيق له سيارتهما بسيارة الشقيقين. وتابعت الصحيفة الأميركية قولها: "وخلافاً للهجوم الذي أدى إلى مقتل زعيم القاعدة/ أسامة بن لادن في باكستان الأسبوع الماضي، تم نشر الضربات الأميركية في اليمن بمعرفة كاملة وتعاون من حكومة الرئيس/ علي عبدالله صالح, وبالفعل تؤكد الحكومة اليمنية على أنها قدمت للولايات المتحدة معلومات استخباراتية رئيسية حول أنور العولقي". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني يمني وصفته بالرفيع المستوى قوله: "إن الحكومة اليمنية قدمت للسلطات الأميركية تفاصيل جوهرية عن مكان وجود العولقي قبل أيام من الضربة". وصنفت الصحيفة الأميركية التعاون المفاجئ من قبل الحكومة اليمنية مع أميركا بأنه محاولة من حكومة صالح للحصول على دعم أميركي أكبر في كفاحها للتشبث بالسلطة. لقد دعمت الولاياتالمتحدة مبادرة قدمها وسطاء خليجيون لتسهيل تنحي صالح من السلطة في غضون شهر، وهي الصفقة التي على ما يبدو أن صالح يقاومها الآن. وتحدثت صحيفة "كريستيان" عن ما إذا أصبح العولقي رهينة لمحاولة صالح البقاء في السلطة، فليس واضحاً ما ستفعله الولاياتالمتحدة للرئيس صالح في مقابل ذلك. وأكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة ستكون مخاطرة إذا دعمت الرئيس اليمني صالح في مواجهة الانتفاضة الشعبية، التي قُتل فيها العشرات منذ اندلاعها في يناير الماضي. وفيما يتعلق بمحاولة استهداف العولقي قالت الصحيفة :"مهما كانت النتيجة السياسية على المدى الطويل من تعاون صالح القوي حديثاً مع القوات الأميركية في مطاردة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن الولاياتالمتحدة تصرفت بسرعة بعد حصولها على المعلومات عن مكان تواجد العولقي". وكشفت الصحيفة عن تفاصيل الغارة الجوية التي نفذتها طائرة أميركية بلا طيار الخميس الماضي بشبوة وقالت: "شنت الولاياتالمتحدة يوم الخميس هجومين منفصلين في غضون "45" دقيقة استهدفت العولقي في محافظة شبوةجنوب اليمن, ففي الضربة الأولى أخطأت ثلاثة صواريخ السيارة التي كان العولقي وأحد المواطنين السعوديين يستقلانها فهرع الشقيقان المعروفان بتشددهما إلى مكان الحادث، وأعطيا العولقي سيارتهما وأخذا سيارة العولقي, بعد ذلك ضربت طائرة بدون طيار أميركية السيارة التي تركها العولقي، مما أسفر عن مقتل الأخوين ونجاة العولقي ورفيقه السعودي اللذان فرا بسيارة أخرى".