الالتزام بسلمية الثورة ضمان رئيسي لنجاحها، ومحور مهم لكسب احترام العالم كما كسبت ثورتا تونس ومصر. ثلاثة أشهر تقريبًا والشباب في ساحات وميادين الثورة ، في اعتصامات ومسيرات سلمية ، كخيار استراتيجي آمنوا به وهم على ثقة بأنهم من خلال هذا الطريق سيصلون إلى هدفهم المأمول، ولأن عدن شهدت الأسبوع الماضي والجاري أحداثا مؤسفة وأعمال عنف وقتل بتدبير من أجهزة النظام المتهالك رأينا أن ننقل آراء شباب عدن من مختلف الساحات والميادين حول هذه الأحداث فإلى التفاصيل. حمزة جمال اللوزي- خور مكسر - أول المتحدثين يقول: إنه في كل مكان وزمان الشباب هم الفئة التي يعتمد عليها في عملية البناء والعطاء والتطور، لهذا كان من الطبيعي أن تكون الثورة شبابية، ومشيراً إلى أنهم وصلوا إلى درجة من الرقي في مواجهة هذا النظام الذي فوجئ بسلمية الثورة وعدم حملهم للسلاح ما أفقده ذريعة القمع. وتابع حمزة حديثه بالقول: عدن وشبابها معروفون بمدنيتهم ومسالمتهم والنظام يهدف لجر البلاد إلى الفوضى ، والكل يشهد لجمال عدن وطيب أهلها ومدنيتها وتحضرها وما شهدناه في عهد هذا النظام من محاولة لهدم أخلاقية الشباب ومحاربتهم في طلب العلم والرزق ، والكل يعرف كيف تعامل النظام مع شباب عدن في المنح الدراسية وتهميشهم في كل المجالات ولكن شبابنا واعٍ لهذه المؤامرات والدليل توحده مع كل الشباب في مختلف المحافظات في إسقاط النظام. و يستدل اللوزي بثورة تونس السلمية على نجاح هذه الثورة وذلك في سلميتها، فهذه الثورات فريدة من نوعها، لا انقلابات ولا مؤامرات أو قتل، إلى غير ذلك من الأساليب المعروفة في صعود الأنظمة، إنها سلمية وشبابية بصدور عارية، هذا ما أسقط الأنظمة في كيفية التعامل معها، فلا سلاح ولا مواجهة حتى بالأيدي والعصي مثل بلاطجة النظام وهذا ما يسقط النظام كما أثبتت ثورتا تونس ومصر ويجب على الشباب التمسك بسلمية هذه الثورة، لأنها طريق النجاح في إسقاط النظام، أما المواجهات المسلحة فإنها لا تزيد الأمر إلا تعقيدًا.
محمد الحامد من خورمكسر هو أيضاً يؤكد بأن الشباب هم عماد هذه الثورة وهم من يقودها ، مضيفاً: نحن الأمل القادم إن شاء الله، بل نحن الوسيلة التي قامت عليها الثورة، لأننا القوة التي تشكل مسار الثورة، بل هي أحد الوسائل العظمى في سلمية الثورة لما نمتلكه كشباب من فكر نير وبصيرة واضحة وعزيمة وإرادة تعجز أمامها كل وسائل العنف والقمع . ويشير محمد إلى أن الساعي لجر الشباب إلى مربع العنف هو النظام البائد الذي حكم بالأزمات والعنف وفي وقتنا الراهن في ظل الثورة السلمية يسعى النظام جاهداً بكل ما أوتي من قوة من خلال إهدار المال العام وبلاطجته وأصحاب النفوس الضعيفة إلى جر الشباب الذي جعل من السلمية شعار الثورة إلى افتعال الفوضى والخراب لأن هذا يخدم النظام جملةً وتفصيلاً، مؤكدا بأن الباسلة عدن هي ثغر اليمن الباسم وأهلها يتمتعون بثقافة ومسؤولية عامة ، كما أن الوعي السلمي أصيل في سلوك أهلها المسالمين. ويضيف محمد الحامد: كشباب سنواجه الرصاص بصدور عارية وسنتمسك بسلمية ثورتنا مهما حصل، وهذا خيارنا الوحيد مهما قدمنا من تضحيات وإن بقائنا في الساحات واستمرارنا فيها لدليل واضح على الخط السلمي للثورة . محمد وجيه باهارون من خورمكسر يؤكد بأن الثورة في اليمن أول من بدأها وأشعل شرارتها هم الشباب وتحملوا هم الوطن بكل مسئولية وكفاءة وهمة منطلقين من الدين وعادات المجتمع اليمني الأصلية التي تأبى الظلم وتعشق الحرية، منوها بأن شباب الثورة اتخذوا مبدأ السلمية شعاراً لها وهو ليس دليل ضعف وإنما دليل قوة وعزيمة وهمة وإصرار وثبات وصبر وإرادة حتى يتحقق النصر ويرفع الظلم عن الناس والوطن. ويضيف بأن الشباب خرجوا بصدورهم العارية لمواجهة كافة الأجهزة الإجرامية الأمنية ومرتزقة النظام ن سلاحهم الإيمان بعدالة قضيتهم والصبر والثبات على سلمية الثورة ، وسطر الشباب أروع الصور في حب الوطن، فهم قلب الثورة النابض وروحها الحر الثائر ووقودها المتجدد وصانعو العزة للوطن ونحن في عدن مثل باقي شباب التغيير في كل المحافظات نراهن على سلمية الثورة لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها فهي ثورة العلم ضد الجهل وثورة الأخلاق والقيم والعدل ضد الفساد والظلم ثورة الورود في مواجهة الرصاص وثورة حب الخير في مواجهة أشرار النظام، و الكل يستطيع أن يحمل السلاح ولكن القوي الذي يواجه الرصاص والمدافع بالكلمة والمنطق والعقل وهو الضامن لنجاح الثورة . ويتابع محمد وجيه حديثه بالقول :والناظر إلى خطابات علي صالح سيعلم تلقائياً أن جر الثورة السلمية الشبابية إلى دائرة العنف دون شك هو لمصلحة النظام الفاسد ليشوه اللوحة الجميلة التي رسمها الشباب في هذه الثورة ، وما يحدث فيها في هذه الأيام من تخريب وعنف لا يمثل أبناء عدن ولا يرضيهم ومن يقوم بهذه الأفعال المشينة لا يمثلون أبناء عدن المدنيين والمثقفين والسياسيين، بل هم أشخاص لا يعبرون عن الشخصية الحضارية لأبناء عدن . علي قاسم/ كريتر يقول: رفعنا منذ اليوم الأول شعاراً محورياً وأساسياً وهو سلمية هذه الثورة ، وكنا على يقين ثابت بأن التزامنا بسلمية الثورة هو ضمان رئيسي لنجاحها، وكذا محور مهم لكسب احترام العالم كما كسبت الثورة التونسية والمصرية هذا الاحترام من قبل، منوهاً بأن لثورة اليمن خصوصية نابعة من أن الشعب اليمني مسلح بطبعه، إلا أنه خرج سلمياً وهو ما أكسب ثورتنا زخمًا عالميًا وتعاطفًا دوليًا، فكيف لأبناء القبائل والعشائر المسلحة أن يتلقوا الرصاص بصدورهم العارية، مع أنهم يملكون من السلاح ما يقدرون فيه من الرد بنفس الوسيلة، وإننا في عدن وبقية المحافظات عندما رفعنا هذا الشعار كنا ولا زلنا مؤمنين بأن سلمية ثورتنا ضمان رئيسي لهذه الثورة وما هذا التخبط الذي يعيشه النظام اليوم إلا لتفاجئه بسلمية الثورة والتي خلطت عليه الأوراق وهو ما سيجعل زواله على أيدي الثوار بإذن الله تعالى. نبيل الصوفي/ الشيخ عثمان:يقول إن الشباب أكدوا في جميع ساحات الجمهورية بأن ثورتهم ستكون سلمية المطلب والوسيلة وستظل هذه المطالبة السلمية حتى تحقق الثورة،مشيرا أن النظام يحاول إخراج هذه الثورة عن مسارها الصحيح ويعمل على نشر الفوضى التي هي مبدأ أساسي في هيكلة هذا النظام وهو يحاول الآن أن بحرف هذه الثورة عن مسارها السلمي في عدن المحافظة المسالمة، محافظة الثقافة والتطور والعلم والإخاء، المحافظة التي تحققت فيها الوحدة اليمنية بكل الأشكال والأطياف ، ولكن هيهات لهذا النظام أن يحقق هذا المطلب وستظل ثورتنا سلمية. وأردف نبيل : نهج السلم مظهر من مظاهر القوة وليس مظهراً للضعف كما يتبادر إلى أذهان البعض وسنحافظ على حضاريتنا وسلمية ثورتنا ونواجه الموت بصدور عارية، لأن الثورة ستتحقق بفضل هذا الشعار وإلى الأبد سنتفاخر بثورتنا السلمية . عبد الحليم محمد/ المعلا يقول: سلمية الثورة هي الضمان الوحيد لانتصارها وتكتسب الزخم الجماهيري والدعم الدولي والإقليمي، لأنها حضارية ومدنية وتتناسب مع ملامح العصر الذي نعيشه , وشعار السلمية دليل على وعي الشباب الثائر والذي بوعيه يثبت للجميع بأنه الأجدر بتحمل المسؤولية في المستقبل و هو المؤهل لحمل الراية في بناء دولة القانون والنظام التي هي حلم كل يمني. وتابع حديثه بالقول: ونحن في عدن النور التي عرفت المدنية مبكراً ووسائل العمل المدني معنيين أكثر من غيرنا بمبدأ النضال السلمي الخالي من أي عنف و تخريب، لأنها ليست سوى أعمال دخيلة على مجتمعنا وتعطي المبرر الكافي لقمع الفعاليات وهي أمنية النظام أن ينجر الشباب إلى التخريب والفوضى. وختم حديثه بالتأكيد على تمسك شباب بالنهج السلمي، مهما تعرضوا لقمع وقتل وعنف النظام المتهالك وأنهم سيواجهونه بصدورهم العارية عهداً ووفاءً لدماء الشهداء.