تعبيراً عن استيائهم لمحاولة بعض عناصر من بلاطجة النظام إثارة الفتنة والارتزاق باسم الدفاع عن بقاء النظام خرج عشرات الآلاف من أبناء مديرية دمت، بينهم عقلاء من قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الحاكم استفزتهم تصرفات البلطجة وأعلنوا تأييدهم لثورة الشباب السلمية.. خرجوا في مسيرة حاشدة حذر المشاركون فيها من أي ممارسات عنف وشغب وبلطجة من أي جهة كانت في مدينة دمت وحملوا المسئولية كل من يقدم على ذلك شخصياً، كون العقلاء في مؤتمر المديرية قد أكدوا مراراً وتكراراً أنهم ضد العنف ومع الحوار والوسائل السلمية وأجمعوا مع شباب الثورة وقيادة المشترك بدمت على احترام أي فعالية أو نشاط سلمي مع أو ضد النظام وعدم اعتراض أي طرف لمسيرة الطرف الآخر. وكانت مسيرة أمس الاثنين التي جابت شوارع المدينة نحو أربع ساعات تتقدمها الدراجات النارية والشيولات قد انطلقت من ساحة الحرية باتجاه الشارع الرئيسي ومروراً بشارع عامر عبدالوهاب والسوق القديم وإنتهاءً بشارع جبن، مرددين هتافات تعالت أصداؤها أجواء المدينة ومنها "بانزحف لك ياغاوي.. لوتضربنا كيماوي"، كما ردد شعار " شكراً شكراً يا تجار .. للثورة أنتم أنصار" في إشارة إلى الموقف الشجاع لتجار المدينة باستجابتهم لدعوة العصيان وتضحياتهم دعماً لثورة التغيير. هذا وقد وجهت اللجنة الإعلامية بالمسيرة رسائل شكر وعرفان لتجار المدينة الذي أغلقوا محلاتهم السبت الماضي بنسبة اقتربت من 95 % وشلت الحركة تماماً في المدينة الإستثمارية والسياحية من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً -حسب رصد ميداني سجلته صحيفة "أخبار اليوم" في زيارة خاصة جالت خلالها شوارع وأحياء المدينة، ومن بين من استجابوا للعصيان فرع بنك التسليف ومراكز تجارية لقطع الغيار واتصالات ومواد بناء ومحال مواد غذائية ومنزلية ومطاعم وبوفيات وفنادق وصيدليات. كما خرجت أمس الاثنين مسيرتان مماثلتان، إحداهما شبابية بمنطقة الجبارة في مديرية قعطبة والأخرى نسائية بعزلة العمرية مريس، تدعوان لعدم إتاحة أي فرصة تمدد من بقاء النظام والإفلات من المحاكمة ووجه المشاركون في المسيرتين شكرهم وتقديرهم لتجار مدينة الجبارة الذين استجابوا السبت الماضي للعصيان وبنجاح بلغت نسبته نحو 80%، رغم أن أغلب من يقصدها للتسوق هم أهالي قرى متباعدة واضطروا عن رضى لإنتظار شراء حاجياتهم إلى الظهيرة.
