لهم رؤيتهم الخاصة وموقفهم الخاص بهم، فهم ينظرون للأحداث بمنظارهم لا كما يراد لهم، إنهم شباب التغيير في ساحات الصمود، فقد أعلنوها ثورة، لكن بدون عنف أو تلويح بفوهات البنادق آلات الحروب التي أراد الحاكم أن يجرهم إليها ليحرفهم عن مسار ثورتهم وتمييع قضيتهم التي استمدوا منها ثباتهم، فكان الصبر سلاحهم والإيمان زادهم طيلة مائة يوم وأكثر، يرفضون أي مبادرات لا تحقق أهداف ثورتهم ولا تقرر مصيرهم في الوجود. "أخبار اليوم" رصدت أراء شباب التغيير بعدن حول المبادرات الخليجية وإليكم هذا الرصد: * المبادرة في ضيعتها الأولى رائعة في ساحة النور بالشيخ عثمان كان د/ محمد صالح قباطي عضو مجلس النواب متواجداً فانتهزنا الفرصة وسألناه عن قراءته للمبادرة الخليجية؟ فقال: المبادرة الخليجية كانت صيغتها الأولى رائعة لأنها تضمنت الرحيل الفوري للرئيس وهذا كان مطلب الثورة، لكنها أجهضت، أما الثانية فكانت مغايرة تماماً لأهداف الثورة وبدا منها أن الأخوة في الخليج قدموها بطريقة الاسترخاء للنظام وتقدير موقف السلطة فتحدثت عن تسليم صلاحيات وهذا يغرق كثيراً عن التنحي الفوري، ثم جاءت الصيغة الثالثة بعد سماع المعارضة والسلطة فكانت كحل وسط بين الصيغة الأولى والثانية ونصت على تسليم صلاحيات الرئيس للنائب وتوفير ضمانات، وهذه قبلتها المعارضة على مضض وتحت ضغوط دولية وإقليمية وتطمينات أن شباب الساحة سيبقون في الساحات. وأضاف د/ محمد صالح: الرئيس لا يريد أن يتنحى عن السلطة وأنا في اعتقادي أنه لن يتنحى إلا بفعل ثوري من الساحات وهذا ما نراهن عليه. * رأي الشباب: باسل حسن علي أحد منسقي اللجان الشبابية قال: المبادرة الخليجية أصلاً ولدت متأخرة ولذلك تعثرت ونحن كشباب لم نكن نؤمل عليها بتاتاً لأنها لم تكن تنص على رحيل فوري وبالتالي هي لم تلبِ تطلعات الشباب في الاعتصامات ولن نسمح لأحد أن يفشل ثورتنا سواء تدخل إقليمي أو دولي. * ثورة وليست أزمة: أيمن جلال حسين يقول: أتوجه بالشكر لدولة قطر التي انسحبت من المبادرة وقال: قطر هي الوحيدة التي اعتبرت أن ثورتنا ثورة شعب وليست أزمة سياسية، أما عن المبادرة الخليجية فقد كانت سبباً في إطالة عمر النظام وبالتالي أضعفت موقف الثورة، لذلك نحن نرفض أي مبادرة تخدم النظام وتصادر حقوق شعب أراد أن يحيا بكرامة. * حسابات دولية: الأخت/ ثريا عبدالله مسؤولة حشد نسوي بدأت حديثها متسائلة: لماذا ثورة اليمن الشعبية يتم تجاهل مطالبها؟. وتابعت: هذه المبادرات لها حسابات دولية وإقليمية وهي تتعامل مع النظام حسب المصالح المشتركة، فهي أساساً لم تأت لخدمة الشعب والثورة، ومع ذلك مازال النظام يراوغ، أما نحن كشباب فقد صبرنا على هذا النظام طويلاً فهو لم يقدم لليمن سوى الأزمات والصراعات والفساد ولن نقبل إلا برحيله وهذا ما يجب أن يدركه الأشقاء في الخليج. * أنطقها الله: الطفلة أرزاق وضاح كان حديثها مثيراً للإعجاب وكأن المتحدثة تبلغ من العمر عتياً وليست طفلة، لكن الذي أنطقها هو الله الذي لا يرضى بالظلم فقالت: هذا النظام قتل طفولتنا وحطم مستقبلنا وقتل إخواننا بدون سبب، فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم وأنا أقول للنظام إرحل إرحل لا نريدك وسنبقى في الساحات حتى وإن قتلتنا. * نحن لا نراهن على المبادرات: الأخ/ سهيل الشوافي إعلامي "بإذاعة أبين" يقول: نحن لم نخرج إلى الساحة وقدمنا فيها خلال مائة يوم تضحيات كبيرة من أجل أن نأتي في الأخير لقبول المبادرة الخليجية التي هي عبارة عن مخرج لنظام ديكتاتوري. وأضاف: المبادرة الخليجية أتت لتمد نفس النظام ولم تأتِ لخدمة الثورة ونحن لا نراهن عليها ولنا موقفنا الخاص ولدينا أهداف ورحيل النظام جزء منها حتى وإن خذلنا مجلس الأمن فنحن نستقوي بالله وبمشروعية مطالبنا. * ثورة لا تحتاج مبادرة: التربوي محمد بن صحران يقول: ثورة اليمن الشبابية تختلف عن غيرها لأنها ثورة شعب على حاكم مستبد وبالتالي هي لا تحتاج إلى مبادرات فالمبادرات تبدو في ظاهرها أنها خليجية، لكنها في الأصل أميركية وطبيعي أن الذين جاءوا بها لا يريدون تغيير نظاماً بينه وبينهم علاقة مصالح، ولذلك هي تخدم السلطة التي تخوفهم بأن رحيلها سيفقدهم مصالحهم، وعلى الشباب في الساحات التنبه من أي محاولات قد تفقد ثورتهم، معانيها وتسحب بساط النصر من تحت أقدامها. * استنزاف: نزار معدان يرى أن المبادرة الخليجية استنزاف لطاقة الشباب ومحاولة لتفكيك ثورتهم وقال: منذ البداية ونحن نقول بكل وضوح لا حلول إلا بإسقاط النظام ولم نكن نراهن على أي وساطات فالمسألة مسألة قضية ومصير وهذا الشعب قد قرر مصيره عندما قدم الشهداء وأي مبادرات لا تنص على الرحيل الفوري تعتبر خيانة للثورة والشباب. * لم تلب المطالب: كانت البداية بحديث أحد أعضاء مجلس النواب وبمثل ذلك نختم، فالأخ/ إنصاف علي مايو عضو مجلس النواب تحدث عن المبادرة الخليجية فقال: باختصار المبادرة لم تلب الحد الأدنى من مطالب الشعب بل جاءت لاحتواء مضامين الثورة حتى لا ينتقل وهجها إلى المحيط الإقليمي. وأضاف مايو: مع ما توفره المبادرة الخليجية من ضمانات للسلطة إلا أن النظام مازال يراوغ لكسب مزيد من الوقت وهذا دلالة على تشبثه بالسلطة وانه لا يريد الرحيل.