لم يكن الحارس الكبير في كرة القدم اليمنية معاذ عبدالخالق لينحني أمام كثير من المطبات التي مر بها في تاريخه الكبير والمشرف كعملاق لا يقارن للشباك في ناديه والمنتخب الوطني الذي خاض معه مشاوير كتبها بأحرف من ذهب في صفحات الرياضة اليمنية على مدى أكثر من عقدين من الزمن. معاذ الذي كان وحده من يقرر أين يتواجد.. وأين يتألق.. ومتى وكيف يجسد حضوره بين القائمين وتحت عارضة المرمى في كل الأوقات، وبأي الألوان، ها هو اليوم يجسد الحضور الخاص الذي كان يضع نفسه فيه على مر السنوات، من خلال عودة إلى صفوف المنتخب الوطني في وقت كان البعض يظن أن أوقات هذا الحارس المتعملق قد ولت بعدما غاب لسنوات عن المنتخب كان فيها يغير ألوان ناديه بانتقال من قلعة البطولات الأهلي الصنعاني إلى الجار المولود الجديد في الكرة اليمنية فريق العروبة.. فعودة الكبير معاذ عبدالخالق التي كان يرى فيها أيضا فريق آخر أنها تأخرت، وأن مواعيدها كانت في البطولة الخليجية التي استضفناها على ملاعبنا وخرجنا فيها برؤوس منكسة بثلاث هزائم.. وأن تلك العودة التي جاءت برؤى الكابتن أمين السنيني مدرب منتخبنا للفترة القادمة التي كان مصدرها التألق المتواصل لهذا المعاذ حتى حين غير الألوان وانتقل إلى العروبة.. كانت تؤكد للجميع أن الأداء والإبهار لا يرتبط بعمر وأرقام، وإنما بإرادة ورغبة وإصرار امتلكها هذا الحارس المتميز في كرة القدم اليمنية الذي يشار إليه دائما كقدوة للاحتذاء بها بكل ما يقدمه في تاريخه ومشواره الذي سار به على بالسلوك والخلق الحسن والنادر. وهكذا أثبت معاذ عبدالخالق النجم الكبير الذي يمتلك الأرقام القياسية كحارس مرمى مع البطولات والتواجد الدولي أنه من طينة الكبار الذين لم يعد لهم حضور على خارطة الرياضة اليمنية في هذا الزمن تحديدا، والذي تغيب فيه المواقف الحقيقية إلا فيما ندر.. وجاءت عودته في هذا التوقيت لتكون حلقة وصل أخرى بينه وبين التألق والتميز وبين صفحات تاريخه الكبير ليكتب فيها سطورا أخرى أجزم أنها لن تختلف عن سابقاته، وستكون أكثر جمالا ورونقا.. لأن هذا الحارس اعتاد في كل زمان ومكان أن يضع نفسه في مواقع الريادة يكون فيها على مساحة من التألق، لأنه من نوعية خاصة لا تعترف سوى بالعطاء وبالسخاء للألوان التي يرتديها ويدافع عنها. إذا هي حكاية تألق تتواصل بحضور نجم كبير وحارس فذ سنحتاج للكثير لنرى مثله.. حكاية أسعدت اليمنيين أجمع، لأنها مصدر للإمتاع والإقناع.. حكاية كتبت بواقعية كيف تكون ممارسة كرة القدم.. وكيف يكون حبها.. وكيف تبذل الجهود لأجلها.. أنها حكاية معاذ عبدالخالق الحارس الفذ الذي مازال عنوانا للعطاء.