أدانت الولاياتالمتحدة بشدة تصاعد العنف في اليمن بما في ذلك هجوم يوم الجمعة على قصر الرئاسة بصنعاء، مما أدى إلى إصابة الرئيس علي عبد الله صالح. ودعت وزارة الخارجية إلى وضع حد فوري للأعمال العدائية وتنفيذ خطة السلام التي دعت إليها دول الخليج لرحيل الرئيس صالح. وقال مسؤولون إنهم لا يزالوا يحاولون التحري حول وقائع هجوم يوم الجمعة على الرئاسة اليمنية، لكنهم يقولون إنه أصبح من الواضح وجوب إنهاء القتال وأن على الرئيس صالح التوقيع على الخطة الخليجية التي بموجبها عليه أن ينقل السلطة ويغادر البلاد في ظل ضمانات الحصانة. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة كافة أعمال العنف التي حدثت خلال ال24 الماضية بما في ذلك الهجوم على مقر إقامة صالح. وقال تونر: "ندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية. ويجب على جميع الأطراف وضع حد لهذه الهجمات وتجنب أي تصعيد أو أي إصابات أخرى في الأيام المقبلة. صار من الواضح أنه يمكن معالجة الوضع المتدهور فقط من خلال انتقال سلمي ومنظم للسلطة. لذا فإننا ندعو مرة أخرى الرئيس صالح للتجاوب فورا مع مطالب الشعب اليمني". لكن المتحدث تونر رفض التعاطي مع القول "المضحك" لمسئولين موالين لصالح بأن مسئولين أمريكيين حرضوا على محاولة اغتياله. وقال تونر إن التركيز الأمريكي منكب على العمل مع الحكومة اليمنية والرئيس صالح لدعم المبادرة الخليجية والتي قال إنها لا تزال توفر "أفضل طريقة للمضي قدما" في هذا البلد المضطرب. كما قال إنه يجب على الرئيس اليمني أن يرقى إلى مستوى التزامه ويوقع على الوثيقة الخليجية. وعلى صعيد متصل ذكرت قناة الجزيرة أن الخارجية الأميركية قالت في لها مساء أمس: لدينا معلومات مؤكدة تفيد أن الرئيس صالح لم يصب بأذى، وإشاعة إصابته عملية تضليلية. وفي رده على سؤال بهذا الخصوص قال تونر: تلقينا تقريراً حول الهجوم على مجمع الرئاسة, يحوي اسماء الأشخاص الذين اصيبوا، مضيفاً: بينما كنا قد سمعنا أن الرئيس صالح لم يصب بأذى, لكن لم نتمكن بعد التأكد من هذه المصادر ولا زلنا نحاول أن نتحرى الحقيقة من ارض الواقع. وأدان البيت الأبيض في بيان له أمس "بأشد العبارات أعمال العنف التي حدثت أمس والتي لا معنى لها في اليمن، مضيفة: لا يمكن أن يحل العنف القضايا التي تواجه اليمن وأحداث أمس لا يمكن أن تكون مبرراً لشن جولة جديدة من القتال، إننا نحث جميع الأطراف على الاستجابة لرغبات الشعب اليمني والتي تشمل طموحات السلام والإصلاح والازدهار". كما دعت كاثرين أشتون، كبيرة مسئولي السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى "وقف فوري لإطلاق النار" من جميع الأطراف. وقالت: "أناشد كل الأطراف إلى حماية المدنيين. لقد دعوت الرئيس صالح مراراً للاستماع إلى مطالب الشعب اليمني ونقل السلطة، والحل الوحيد للوضع الحالي هو التزام حقيقي وفوري لانتقال سلمي ومنظم". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن جون برينان مستشار الرئيس لشؤون الأمن الداخلي، سافر إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة لغاية واحدة وهي عقد اجتماعات مع المسئولين الحكوميين "لمناقشة الخيارات الممكنة لمعالجة الوضع المتدهور" في اليمن. وقال فيتور: "برينان قال إن الولاياتالمتحدة ستواصل التنسيق عن كثب مع الحكومتين السعودية والإماراتية بشأن التطورات في اليمن في محاولة للمساعدة في وضع نهاية للعنف". وعن مستوى العنف المتصاعد، قال المتحدث باسم الخارجية تونر بأن الوضع مقلق بشكل واضح، لكنه لم يذهب إلى حد الإشارة إلى أن الوضع في اليمن أصبح حرب أهلية. من جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة إن قواتها لا تزال في اليمن حتى الآن، لكن قد تترك البلاد بحسب ما سيؤول إليه الوضع. ونفى البنتاغون أن تكون القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب من بين القوات التي تطلق النار على المدنيين. وقال المتحدث باسم الوزارة: "ليس هناك دليل على استخدام القوات التي دربناها في مجال مكافحة الإرهاب ضد المحتجين".