ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن خبراء أميركيين في شؤون الاستخبارات أكدوا أن الانفجار الذي استهدف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في 3 يونيو في مسجد القصر الرئاسي بصنعاء كان محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه. وأكد مكتب "ستراتفور" للشؤون الاستخبارية أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفاً بقذيفة هاون أو مدفع. وبنى الخبراء الأميركيون استنتاجهم هذا بناءً على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء. وقال سكوت ستيوارت نائب رئيس مكتب ستراتفور والمكلف بشؤون الاستخبارات التكتيكية انه "بعدما نظرنا إلى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد أن (الانفجار ناجم) بالفعل عن عبوة ناسفة وليس عن ذخيرة عسكرية". وتظهر الصور بشكل خاص أن حجارة المسجد دفعتها قوة الانفجار إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل وكذلك الأمر بالنسبة إلى إطارات النوافذ، وتمكن المكتب أيضاً من تحديد فجوة صغيرة يحتمل أن تكون المكان الذي وضعت فيه العبوة الناسفة. واستنتج خبراء المكتب أن القنبلة زرعها أشخاص يعرفون المكان وعلى علم بعادات الرئيس، وبحسب الخبراء فإن طبيعة الحطام تدعو إلى الاعتقاد بأن الشحنة الناسفة كانت من الطراز العسكري، مرجحين أن تكون من نوع "تي إن تي" أو "سيمتكس"، وخلص ستيورات إلى القول إن هذه المعطيات جميعاً تشير إلى أنه كان على الأرجح عملا من الداخل". وعلى صعيد متصل بالحالة الصحية للرئيس صالح قالت السفارة اليمنية في واشنطن إن الرئيس اليمني المصاب بجروح "يتحسن باستمرار" بعد أن أصيب في غارة على مسجد في دار الرئاسة بصنعاء. وقالت السفارة في بيان صحفي: "الحالة الصحية للرئيس علي عبد الله صالح مستقرة". وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية أنه تم نقل صالح إلى أحد المستشفيات بالسعودية يوم السبت لتلقي العلاج، وقال مسؤول أمريكي: إن صالح يتعافى من حروق أصابت أكثر من 40 بالمائة من جسده وإحدى رئتيه انهارت. كما قال مصدر دبلوماسي عربي مطلع على حالة صالح إن أحد الجروح من الشظايا كان بعمق يصل إلى 7 سم. وقالت السفارة اليمنية إن صالح سيعود إلى اليمن من السعودية "لاستئناف مهامه قريباً بعد شفائه". من جانبها أوضحت صحيفة الشرق الأوسط أنه ومنذ وصول الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى العلاج في السعودية، لم تظهر أي صور فوتوغرافية أو تلفزيونية له، غير أن المعلومات التي رشحت للصحيفة، تفيد بأن غالبية أجزاء جسم الرئيس اليمني، كانت ملفوفة بالشاش الأبيض عند وصوله لتلقي العلاج في السعودية، في إشارة إلى أن الحروق عمت غالبية أنحاء جسده، بينما كانت شخصية عسكرية سعودية في استقبال الرئيس اليمني عندما وصل لتلقي العلاج في الرياض.