ذكرت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن مصادر فرنسية رسمية متابعة للملف اليمني، توقعت أن يعود الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يعالج في مستشفى سعودي إلى بلاده، مستبعدة الاستجابة للضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة الأميركية والداعية إلى الاستفادة من وجوده خارج اليمن للتوصل إلى تسوية داخلية بندها الأول تنحي صالح. واعتبرت هذه المصادر في إطار لقاء ضيق في باريس أن السياسة الأميركية تعاني من «قصر نظر»، بينما واشنطن وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هما «المستفيدان الرئيسيان» من حال الفوضى التي يعيشها اليمن. ونقلت الجريدة عن المصادر الفرنسية ، توقعها أن يعود صالح إلى اليمن وأن يكون وضعه "أفضل" بسبب ما شكله الاعتداء الذي تعرض له من صدمة لليمنيين، حيث جرى داخل المسجد ويوم الجمعة وفي وقت الصلاة. وبحسب المعلومات التي نقلتها هذه المصادر عن الجانب الأميركي، فإن الاعتداء نفذ بواسطة قنبلة ناسفة وضعت على مسافة 5 أمتار من الرئيس صالح وأن بقاءه حيا "بمثابة أعجوبة". وتحفظت هذه المصادر على حالة الرئيس الصحية وطبيعة الإصابة وخطورتها، حيث الذين يعرفون حالته عن قرب لا يتكلمون بينما المتكلمون هم الذين لا يعرفون. وفي ذات السياق يبدو الوضع اليمني، وفق الرؤية الفرنسية، في طريق مسدود في غياب الوساطات وتغلب عقلية الثأر من الذين سعوا إلى قتل الرئيس صالح. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الحسم سيكون عسكريا، ولذا فإن الحرب ستطول ومجلس التعاون الخليجي ليس مستعدا للخوض في وساطة جديدة بعدما فشلت وساطته الأولى بسبب رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها. ويدفع أولاد الرئيس اليمني وهم أحمد ويحيى وعمار باتجاه الحل العسكري، بينما يلعب علي آنسي مدير مكتب الرئيس دورا كبيرا في ظل الوضع الراهن. وعلى الصعيد نفسه أوضحت الجريدة أن المصادر نددت بغياب كلي للدور الأوروبي ومن بينه الفرنسي في اليمن وبقاء الأوروبيين بعيدين عن أي خطة واكتفائهم بتأكيد تأييدهم للمبادرة الخليجية، ودعوتهم إلى تنفيذها والعمل بموجبها. ويعيد إهمال الأوروبيين إلى اعتبارهم أن اليمن بعيد وأن مصالحهم الحيوية غير مهددة وهو يرى أن هذه النظرة قاصرة ولا تتجاوب مع خطورة الوضع وانعكاساته على كل المنطقة.