استغرب عدد من الحقوقيين والناشطين السياسيين بمحافظة عدن تجاهل وعدم التفات المنظمات الاغاثية للنازحين من أبين جراء الاقتتال الدائر فيها . وقالوا إن النازحين يعيشون في المدارس كقطعان الماشية بل اقل من ذلك, متسائلين " هل تنتظر الدولة ببيروقراطيها والمؤسسات الاغاثية أن تتحول مأساة النازحين إلى كارثة إنسانية حتى تتدخل لإنقاذهم؟ وهل تنتظر أن تكون هناك عدداً من الوفيات بين النازحين بسبب الأمراض الذي يتعرضون لها حتى يتدخلون؟". وأشاروا إلى أنهم ومن خلال زيارتهم لمخيمات اللاجئين في المنصورة رأوا العجب العجاب فلولا شباب وهم قلة يبذلون جهود طوعية لاستقبال النازحين وإيوائهم والخيرين من المواطنين الذين يقدمون الأطعمة والمفروشات والألبان للنازحين لكانت الأمور قد وصلت إلى حد لايحمد عقباه. ففي مدرسة سعيد ناجي والمنصورة المتلاصقتين يوجد أكثر 550فرداً من النازحين يتحصلون على وجبات غذائية من فاعلي الخير، يقدمها شباب يبذلون الجهد والوقت لخدمة النازحين ويتطلعون إلى تقديم خدمات للنازحين أفضل مما هو موجود وقد أخذونا إلى مستودعاتهم وذهلنا عما رأينا قرب نفاذ كميات الأطعمة ومياه الشرب وفي كشوفاتهم. 96 فرداً من هؤلاء مرضى وبعضهم يعاني من أمراض السكري وأمراض القلب وبينهم ثلاث حالات أمراض نفسية وعصبية وست نساء حوامل إحداهن وضعت طفلها في المدرسة والأمر لا يختلف في كل المراكز الخاصة بالنازحين والمبينة في هذا بالجدول اسم المدرسة عدد النازحين المديرية سعيد ناجي 245 المنصورة المنصورة 305 = الحقاني 110 = 22مايو 180 = باذيب 93 = عبد الله شرف 164 = إدريس حنبلة 546 = علي سالم بن رباع 179 = الإجمالي 1822 إن هذه الإحصائيات لا تشمل الأسر الذي نزحت وسكنت عند بعض أقاربها ومعارفها والذي تقدر بألف نازح خارج مراكز الإيواء وهؤلاء يعانون معاناة مضاعفة، حيث لا يقدم لهم أي معونات إلا من فاعلي الخير ويعتبرون أنفسهم عبء على الذين يسكنون عندهم يخشى أن الأمر يتفاقم وتفقد مراكز الإيواء القدرة على إيواء النازحين وهو أمراً غير مستبعد لاسيما وأن المعونات المقدمة توشك على الانتهاء ونحن هنا في المجلس الأهلي لأبناء المنصورة نوجه نداء استغاثة إلى كل من الهلال الأحمر اليمني ومنظمات الهلال الأحمر العربية ومنظمات الصليب الأحمر الدولية إلى سرعة إغاثة النازحين، بالأمس فقط تم إسعاف احد النازحات في مدرسة إدريس حنبلة وهي في العقد الرابع من العمر إلى مستشفى الجمهورية، حيث تعاني المذكورة من فقر دم وصل 2,8جرام، ناهيك عن وجود أطفال رضع ومرضى بأمراض نفسية إن التغذية الغير المتخصصة والذي تعطى للنازحين المصابين بأمراض السكر وضغط الدم وقرحة المعدة تحتاج إلى منظمات ذات كفاءة عالية لتقديم خدمات الإغاثة وهنا لانقلل من الجهد الخرافي المبذول من شباب المنصورة ورجال الخير الذين يمدون هذه المخيمات بالحياة ولكن نشير إلى أن الأمر اكبر من ذلك وعلى المنظمات الاغاثية سرعة التدخل لإنقاذ النازحين من هول ما يعانونه وإلا ستتحمل المسؤولية الكاملة عن ما يحدث للنازحين وتظل مشكلة النازحين الذين يقيمون عند أقاربهم والذين لم يحصلوا على أي إعانة يخففون فيها من حمل أقاربهم لهم ونشير إلى أن الأدوية المقدمة للمرضى في مراكز الإيواء شبه معدومة وخصوصا لمرضى السكري والقلب والضغط والمعدة كما تكاد تختفي ألبان الأطفال . وقد وجدنا تكدس القمامة حول مراكز الإيواء تضر كثير بالنازحين وتفاقم الوضع الصحي مما يصعب المشكلة ويعقدها. وأضافوا: إن مسؤولية النازحين مسؤولية جماعية تتحمل الجزء الأكبر منها الدولة والمنظمات الاغاثية المتخصصة وأن بقاء الحال على ماهو عليه والاعتماد على فاعلي الخير وشباب المنصورة المميزين، سيفاقم الوضع الصحي والمعيشي وسنجد بعض النازحين يهيمون بالشوارع باحثين على لقمة العيش بالطرق الذي يرونها مناسبة، داعيين الخيرين من رجال أعمال والشباب الذين يقدمون للنازحين إلى الاستمرار في عملهم الخيري في ظل الظروف الذي يعملون بها.