في ظل الظروف الراهنة التي تواجهها اليمن والتي تعالت فيها أصوات أبناء الشعب اليمني رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً كباراً صغاراً، مطالبين بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن سدة الحكم والذي حكم اليمن لأطول مدة عرفها الشعب اليمني تجاوزت الثلاثة عقود، أصبح اليمن من أقصاه إلى أقصاه يعاني من وضع مأساوي لا يحسد عليه، بل يصعب على الكافر بعد أن وصلت الأمور إلى وجبات يومية في القتلى والجرحى يقدمها أبناء الثورة السلمية المطالبين بإسقاط النظام الحاكم وأعوانه، هذا التصرف الغاشم من قبل السلطة الحاكمة زاد الطين بلة، تعقدت فيه الظروف وأدخلت اليمن في نقف مظلم يعلم الله متى الخروج منه خصوصاً بعد فشل كل المبادرات الخليجية لإخراج اليمن من محنته رغم تعديل نصوصها لأكثر من مرة وعلى هذا الأساس فإن مؤشرات خطيرة توحي وصول اليمن إلى مرحلة حرجة، نتيجة لتعنت النظام وعدم انصياعه لنداء الشعب ومطالبه وتنصله عن المبادرات. صحيفة "أخبار اليوم" بدورها قامت بإجراء هذا الاستطلاع تلتمس فيه آراء بعض الشخصيات الاجتماعية السلمية وخرجنا بالحصيلة التالية: جعبل قهيس: الجنوبيون في المقدمة للدفاع عن الوحدة والنظام يتخذ من الانفصال فزاعة ولكننا نجدد العهد للوحدة المباركة علي ناصر حسين تحدث قائلاً: أول من رفع شعار الوحدة وتغنى للوحدة وذهب بدولة كاملة إلى صنعاء من أجل الوحدة وتخلى عن المناصب وقدم التنازلات هم أبناء الجنوب لتحقيق شعار الوحدة اليمنية، ولكن للأسف الشديد لم نفرح بهذه الوحدة إلا سنوت قلائل.. حدثت بعدها أزمة مطلع التسعينات أدت إلى حرب صيف 1994م. وأردف: دفع فيها أبناء الجنوب ثمن وحدتهم المطلقة وثقتهم المفرطة بتحويل بلادهم إلى غنائم من قبل النظام الحاكم جراء تنصله عن وثيقة الأردن وإعلان الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في كلمة ألقاها بالاحتفال بيوم الديمقراطية في 27/4/1994م، هذه الكلمة التي لازالت ترن في أذن كل جنوبي وهذه بمثابة المكرمة التي حصل عليها أبناء الجنوب من قبل النظام ونحن نسميها كلمة النكران والجحود لشعب مسالم مسامح لا يؤمن بتصفية الحسابات تدفع ثمنها شعوب مسالمة، فماذا بعد نهب المؤسسات والثروات وتصفية الجنوبيين من مناصبهم تحت مسيمات التقاعد القسري، فشكونا ولم تسمعنا آذان صاغية والشكوى لغير الله مذلة. علي ناصر حسين: النظام الذي يسفك دماء لشباب أرادوا التغيير سيرحل قريبا, والنصر قريب جدا وتابع: صمدنا أمام السنين العجاف ووجهت إلينا تهمة الانفصال، مع أن أبناء الجنوب ضحوا بالغالي والنفيس لأجل الوحدة اليمنية، واليوم يسفك الدماء الزكية لشباب أرادوا تغيير النظام ووجهوا صدورهم العارية أمام أسلحته، والنصر قريب ليرحل هذا النظام. بثورة الشباب سيعم العدل والمساواة: جعبل قاسم أحمد قهيس يقول: "إن أبناء الجنوب في مقدمة الرعيل للدفاع عن الوحدة اليمنية، فلم يجدوا جزاءً ولا شكوراً، بل إن النظام نسب إليهم تهماً واهية لا تنطلي على شعبنا العظيم وإلى الآن لازال النظام يتخذ من كلمة الانفصال فزاعة لإخواننا في الشمال وأخذ يعزف على أوهام بالية حتى جاءت ثورة الشباب ليعلم الناس كافة في ربوع اليمن أننا نريد عدلاً ومساواة في الحقوق، ولم نكن نحن أبناء الجنوب في يوم من الأيام أصوات نشاز كما يحلو للنظام تسميتها". أحمد العبار: اليمن بلد عظيم ذكرها الرحمن في القرآن والنظام لم يعي هذه الآيات، واتخذ مسارات أخرى بتخطيط منظم يمكنهم من البسط والكسب والكتم على الشعب الأبي واسترسل قائلاً: فاليوم نبارك لثورة الشباب في جميع ساحات التغيير والحرية في محافظات الجمهورية والاعتراف بمطالبنا الحقوقية ولن نرضى إلا بحل شامل وكامل وجذري لمطالبنا ولازلنا نجدد العهد للوحدة، بعيداً عن المراوغات لطمس قضيتنا المتعلقة بمصير شعب قدم كل ما لديه من أجل بناء يمن آمن مستقر، خالٍ من المماحكات السياسية. مطالب أبناء الجنوب بالانفصال ناتج عن معاناة ونكران: رشيد عبدالله الرصاص قال: على إخواننا في الشمال أن يدركوا أن أبناء الجنوب لا يطالبون بالانفصال ونتمنى زوال الظلم وأهله ويعم الأمن والاستقرار جميع ربوع اليمن وأن لا تتكرر المآسي والمواجع التي مر بها الشعب اليمني في السنين الماضية، فنحن تصالحنا وتسامحنا وحرمنا دمنا بعضنا البعض، فلم تعد سجون الفتح والصولبان في ذاكرتنا ونسينا أحداث يناير 1986م التي كان الرئيس يذكرها في جل خطاباته المتكررة المملة، عند زيارته للمحافظات الجنوبية، وأعلنا ولاءنا لثورة الشباب، ونقول لهم اثبتوا وصابروا ورابطوا حتى نهاية هذا النظام البائد الذي جثم على صدورنا وافتعل الأزمات في مناطق اليمن لقتل أولادنا مع سبق الإصرار والترصد. الإيمان يمان والحكمة يمانية: أحمد جعبل العبار يقول: إن من فضل الله على اليمن أن ذكرها في القرآن الكريم بقوله "بلدة طيبة ورب غفور"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، فما أعظم هذا البلد الذي ذكر في الكتاب والسنة، ولكن من المؤسف حقاً أن رأس هرم النظام لا يعي هذه الآيات، والأحاديث أي اهتمام واتخذ مسارات أخرى بتخطيط منظم يمكنهم من البسط والكسب والكتم على أبناء هذا الشعب الأبي، فلم يراع هذا النظام حق رعيته، بل انتهج النظام أسلوب المصادقات وخلق الثارات والنعرات القبلية، لتصفية الأجواء له، والانشغال عن الحقوق المكفولة للشعب، فيذكرهم بالماضي ودعم قبيلة ضد أخرى، واستخدم فصيل آخر باسم الإرهاب لكسب مساعدات مالية من دولة مكافحة الإرهاب وأزهق أرواح الأبرياء من أبنائنا ليصدقوه الغرب وقضية المعجلة ليس عنا ببعيد". ويضيف: "كل هذه المسرحيات التي كتب السيناريو لها خبراء في جانب الإرهاب والدليل على ذلك ما سبب فوضى ستة حروب في صعدة دون وصول إلى نهاية، فالشعب يريد أيادٍ بيضاء نظيفة تسلم حكم دولته التي أصبحت بين قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية مدمرة ونتمنى من الله عز وجل أن لا يحدث ما أراده المتآمرون على اليمن وشعبه الأبي الطيب. الخضر الجعري: الشعب قرر بإعلان ثورته المباركة استئصال هذا النظام البائد الذي ينخر في جسد وطننا الغالي الشعب قرر بثورته استئصال النظام البائد: الخضر ناصر الجعري يقول: "اليوم الشعب قرر بإعلان ثورته المباركة استئصال هذا النظام البائد الخطير الذي ينخر في جسد وطننا الغالي، على كل يمني شريف ينحدر من أصالة يمنية أن يذهب إلى ساحات التغير، فما أقدم عليه النظام من مجازر دموية يندى لها الجبين في حق شبابنا الأبطال الذين يواجهون عسكر النظام بصدور عارية، فإن القلب يحزن وأن العين تذرف على ما لحق بشباب الثورة من قتل وتنكيل مع سبق الإصرار والترصد وببرودة من قبل عناصر مأجورة استخدمت أسلوباً بلطجياً قاسياً لم يسبق له مثيل في ربوع اليمن". ويضيف:" فلماذا هذا الإصرار والتعنت والضغط على الشعب بفوهات الرشاشات القناصة، فلابد من خلع هذا الحاكم مهما كلف من ثمن، فعلى الجميع الصمود حتى يكتب الله أمراً كان مفعولاً ولا رجعة عن الثورة الشبابية حتى يتحقق النصر بمشيئة الله تعالى، فاصبروا يا شباب اليمن فإن الله معكم، لأنكم مظلومون وقد حرم الله سبحانه الظلم على نفسه وعلى عباده".