استطلاع / احمد بو صالح تصوير/احمد سالم فرج كانت محافظة شبوة من أوائل المحافظات اليمنية التي باركت ثورة الشباب السلمية المطالبة برحيل النظام الحاكم وكان أبناؤها في طليعة الشباب المنخرطين في صفوف الثورة، حيث نظموا وأقاموا الكثير من الفعاليات المنادية برحيل النظام وأقاموا المخيمات التي احتضنت الآف المعتصمين الذين قضوا الشهور الماضية من عمر الثورة وما يزالون مرابطين فيها عاقدين العزم على عدم مبارحتها حتى تنفيذ مطلب الثورة المتمثل في رحيل نظام علي صالح وإقامة الدولة المدنية الحديثة. "أخبار اليوم" قامت بجولة استطلاعية في عاصمة محافظة شبوة والتقت بعدد من الشباب المعتصمين والنشطاء في هذا المجال فتابعوا: تتعدد الأسماء والهدف واحد: الهدف العام بالطبع واحد وهو ثورة شبابية سلمية حتى إسقاط حكم الرئيس علي عبدالله صالح وحكومته المؤتمرية ومحاكمة رموزها ولكن الاختلاف يكمن في تسميات مكونات هذه الثورة، ففي شبوة تتوحد ثلاثة مكونات للثورة في الهدف المذكور آنفا وهي مخيم ائتلاف شباب التغيير الذي يضم أحزاب اللقاء المشترك والمئات من المستقلين ولهذا المخيم الكثير من الأنشطة في هذا السياق كالمسيرات والمظاهرات والوقفات والأمسيات والندوات السياسية وهناك أيضاً حركة الشباب الثائر التي تضم أكثر من ألف من الشباب المثقفين والأكاديمين المستقيلين من المؤتمر الشعبي العام والمستقلين وعناصر الحراك الجنوبي وأقامت الحركة التي لا تنحصر عضويتها على شباب محافظة شبوة فقط بل تضم في عضويتها عدداً من شباب المحافظات الأخرى عدداً من الفعاليات كالمسيرات وندوات سياسية عن مخرجات مؤتمر القاهرة للقضية الجنوبية وندوة عن الشعر الشعبي والثورة الشبابية وندوة سياسية أخرى عرضت فيها وناقشت وأقرت رؤية الحركة لحل القضية الجنوبية التي تضمنت عدداً من المقترحات والمخارج والحلول، كما يوجد مكون ثالث وهو مخيم الكرامة الذي يضم أنصار حزب رابطة أبناء اليمن والشباب المستقلين والمستقيلين من المؤتمر ويقوده عبدالعزيز نجل السيد/ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ونظم المخيم عدداً من الفعاليات المماثلة. وعي جماهيري ثوري : مما لاشك فيه أن تلك المكونات الثورية الثلاثة لعبت دوراً كبيراً وفعالاً في نشر الوعي الثوري في أوساط المجتمع الشبواني واستطاعت خلال فترة وجودها استقطاب المئات من الشباب والمثقفين والشخصيات الاجتماعية إلى صف الثورة وإقناعهم بضرورة قيامها وانتصارها عبر الكثير من الوسائل، أبرزها تحمل قيادات وأعضاء مكونات الثورة في شبوة مسئولية نشر أهداف ثورتهم خلال تواجدهم ومشاركتهم في المناسبات العامة كالأفراح والملتقيات القبلية وجلسات ومقايل القات وأماكن العمل وكذا عبر المنشورات الصادرة عنها كالنشرات الصحفية والبروشورات واللافتات والشعارات الموضوعة في الأماكن العامة في مدن المحافظة والأمسيات الثقافية التي تقيمها في مخيماتها ومقراتها وجلسات الشعر الشعبي والزوامل الشعبية التراثية التي تتميز بها محافظة شبوة. أبشروا نصر ثورتكم قريب : أول المتحدثين للصحيفة كان الأخ/ صالح الكديم القيادي في مخيم ائتلاف شباب التغيير بعتق حيث قال : بادي ذي بدء أقول للشباب اليمني في كل ميادين النضال والحرية رمضان كريم وكل عام والجميع بخير وأحيي كل الشباب على صمودهم المنقطع النظير وصبرهم وتحملهم كل استفزازات النظام واعتداءات بقاياه في تعز وأرحب وصنعاء وأبين وبقية مناطق الوطن وبالنسبة للحديث عن محافظة شبوة فقد كان لأبنائها وما يزال دور ثوري فعال بلورته الفعاليات الشبابية التي نفذتها كل مكونات النضال الشبابي الهادف بالطبع إلى الضغط على النظام الباغي واسقاطة ومحاكمة رموزه ليتسنى للمواطن اليمني الذي عانى طويلاً من بطش وجبروت نظام صالح لإقامة دولته المنتظرة التي يسودها الأمن والأمان والعدل والمساواة والعمل الديمقراطي الشوروي الحقيقي الذي تنتجه مشاركة سياسية حقيقية من قبل جميع القوى السياسية الموجودة في الساحة دون استثناء أحد. وأضاف: إن دور أبناء محافظة شبوة في مسيرة الثورة الشبابية السلمية واضح جدا وشبوة رافد إلى جميع ساحات العز والشرف وما الحالة السلمية التي تنعم بها شبوة إلا نتاج للتوافق بين القيادة الثورية وقيادة المحافظة. وعن أسباب تأخر نصر الثورة قال الكديم إن ذلك يعود إلى التدخل الخارجي وخاصة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية الذين حرصوا على بقاء النظام وتوفير له مناخان البقاء وهذا أهم الأسباب من وجهة نظري، لكنني أبشركم بأن النصر قريب وسوف نحتفل به قريباً، لأن بشائره بدأت تلوح في الأفق. شبوة ثائرة حتى النصر: الأخ محسن عوض سنان رئيس حركة شباب التغيير بشبوة تحدث قائلاً: في البدء أرحب بصحيفة "أخبار اليوم" على نزولها إلى شبوة وزيارة مقرنا المتواضع ،كما لا يفوتني وعبر صحيفتكم الغراء إن أتقدم بأعظم واصدق التهاني القلبية إلى شعبنا اليمني كافة والشباب الثائر المعتصم في مخيمات وساحات الحرية والتغيير بحلول شهر رمضان المبارك. وقبل الشروع في الحديث عن الثورة الشبابية السلمية أستسمك عذرا في إعطاء القراء نبذة موجزة عن حركة الشباب الثائر فالحركة تأسست على يد مجموعة من خيرة شباب محافظة شبوة ومن ابرز أهدافها المساهمة مع كافة القوى الشبابية والسياسية في البلاد في إسقاط نظام الطاغية علي عبدالله صالح وإقامة دولة ديمقراطية مدنية حديثة خالية من الفساد والنفوذ والتوريث ومحاكمة رموز هذا النظام الجاثم على كاهل الشعب لأكثر من 33 عام ، ومن شروط الانتساب لعضوية الحركة عدم قبول أي شاب منتمٍ لأي حزب سياسي مالم يقدم استقالته علناً من الحزب المنتمي اليه. وفي سياق تنفيذ أهداف الثورة نفذت الحركة الكثير من الأنشطة والفعاليات على مدى الستة الشهور الماضية، حيث أقمنا عدداً من المسيرات والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل ومحاكمة رموزه وعدد من الندوات السياسية ونشعر نحن في قيادة الحركة أن جهودنا مع الإخوة في مخيمات ائتلاف شباب التغيير ومخيم الكرامة أسهمت في نشر وعي ثوري بين أوساط المجتمع الشبواني، كما أحب أن أشير إلى أننا في حركة الشباب الثائر طرحنا رؤية بشأن حل القضية الجنوبية في إطار دولة الوحدة اليمنية طرحنا عبرها عدداً من المخارج والحلول والمقترحات التي نرى أنها كفيلة بحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً. وعن أسباب الحسم الثوري قال الأخ سنان: من وجهة نظري الشخصية المتواضعة أرى أن ذلك يعود إلى محاولة أحزاب المعارضة أقصى الأطراف والقوى والكيانات الأخرى المشاركة في الثورة ومحاولة هذه الأحزاب (المعارضة) التمسك بالمبادرة الخليجية التي تضمن لهم الوصول للسلطة عبر أقصر الطرق، مما أدى إلى تحويل الثورة إلى أزمة سياسية على الأقل من وجهة نظر الخارج لها. من وحي الثورة: - الشيء الملحوظ في المشهد الثوري بمحافظة شبوة هو التفاعل الجماهيري الكبير معها، فعند تنظيم وإقامة فعالية ما يلفت نظر المتابع الحضور الكبير للمواطنين من مختلف المستويات، فبمجرد انطلاق هذه المسيرة أو تلك التظاهرة من موقع انطلاقها وبدء سيرها في الشارع تلمس ازدياد عدد المشاركين فيها وذلك بسبب انضمام الكثير من المارة في الشارع والعمال والمتسوقين إليها تنشط المكونات الثورية في شبوة على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت وبالذات موقع فيس بوك، حيث توجد هناك عدد من الصفحات، مثل صفحة شباب التغيير وثورة شباب التغيير وحركة الشباب الثائر وتضم الآلاف من الأعضاء ويتم طرح الكثير من القضايا المتعلقة بالثورة التي تشهد نقاشاً محموماً يصل إلى درجة الاختلاف أحياناً وحقيقة أسهمت تلك الصفحات كثيراً في نشر الوعي الثوري على مستوى المحافظة وكذا في إيصال الأخبار والمعلومات والإعلانات إلى أعضائها ومناصريها في كل مكان. الشيء الذي لا يستطيع أحد نكرانه من قيادات الثورة الشبابية في شبوة أو غيرهم يتمثل في تفهم قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ الدكتور/ علي حسن الأحمدي وقيادة الجهاز الأمني في المحافظة لما يقومون به، حيث لم تشهد أي فعالية ثورية سلمية أي تدخل أمني أبداً، فقد كان دور الجهات الأمنية محصوراً في مراقبة تلك الفعاليات وحمايتها من الدخلاء، كي لا يتم استغلالها استغلالاً يخل بالأمن فقط وفي هذا السياق حملني عدد من الثوار نقل شكرهم وتقديرهم للمحافظ والقيادة الأمنية.