يلعب الإعلام دوراً هاماً في معالجة مختلف القضايا لمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويستطيع الإعلام أن يوصل وسائل ناجحة تحقق الفائدة للفئة المستهدفة، ونحن الآن وفي شهر رمضان المبارك نشهد تقدماً ملحوظاً في الأعمال اليمنية سواءً من حيث أبطال الأعمال والممثلين، أم من ناحية الهدف الذي يحاول المخرج إيصاله إلى المشاهد سواء بطريقة ساخرة أم بأسلوب تراجيدي يجعل المشاهد يعيش لحظاتصدق مع نفسه وتقييم لما يشاهده عبر التلفزيون ومقارنته بواقعنا المعاش، إن الدراما اليمنية وعبر تطورها نجدها في مجمل قضايا تعالج مواضع وقضايا في غاية الأهمية كالفساد والمال العام والرشوة والواسطة وقضايا اجتماعية تهذيبية وتربوية، كل ذلك يدل على التميز والإبداع الذي يطرأ على الدراما اليمنية، وهذا يعني أن هناك فعلاً مبدعين يحاولون أن يقدموا لمجتمعهم الكثير من أجل استئصال السلبيات ومعالجة أحوال الناس وما يمرون به من ظلم وتعسف واختلالات اجتماعية لأسباب متعددة ومختلفة، ولكن ما يدعو للعجب أن البعض أو قد يكونون الغالبية ممن تفنيهم تلك المعالجات الدرامية ينظرون إليها بكل سعادة وينتظرون تكملتها بكل شوق وكأن الأمر لا يعنيهم، سواءً كان المشاهد أو المتفرج مديراً عاماً أو طبيباً أو مسؤول على أشخاص آخرين، فيشاهدون حلقة من الحلقات والتي مثلاً تعالج الإهمال في المستشفيات والاستغلال من قبل بعض الأطباء لضروف المواطنين وحاجتهم فتغمرهم الفرحة ويحويهم الاستمتاع دون أن يفكروا أو يعقلوا أن هذه الدراما التي يقدمها الممثلون بطريقة ساخرة هي انتقاد لما يجري وتنبيه المسيئين إلى مهنهم لعلهم يتعظون ويشعرون بالظلم الذي يتسببون فيه لمختلف المواطنين وكذلك قضايا المال العام والفساد المالي والإداري وبناء الفلل والعمارات والمناصب التي تجعل من كان لا شيء شخصية مرموقة ولها ثقلها في المجتمع، وكل ذلك نتيجة تطور أو تقدم إلى درجة أعلى في الوظيفة مما يتيح له عن طريق منصبه الجديد أن يبني عمارة وأن يملك أفخر السيارات، وأن يعيش عيش الملوك، الكل يتابع ويقيم هذه الدراما الناجحة ولكن للأسف أن من يتأثر هو المسكين والمواطن الغلبان عندما يشعر بأن مثل هذه المعالجات لا تعطي أي نتيجة إيجابية للمقصودين من تلك الأعمال الدرامية قد ربما لأن الضمائر قد عشعش فيها الغرور والاقتناع بالمعاملة السيئة التي يظنون أنها الطريق الوحيد للحفاظ على مناصبهم، ولكن ورغم ذلك ستستمر الأعمال اليمنية في أداء واجبها تجاه قضايا الفساد وإهدار المال العام واستغلال المناصب فيما يقضي مصالح الفاسدين الشخصية، سيستمر هذا النضال ليسهم في إصلاح ما في هذا الوطن من اختلال.