طريقة (الدراعلامية) أسمهان بيحاني من الأسماء الإعلامية التي خاضت العمل الدرامي الإذاعي والتلفزيوني في إذاعة وتلفزيون عدن ، ظلت مع المستمع فترة طويلة إلى أن توفيت في العام 2008 م رحمة الله عليها ، طريقة أدائها( الدراعلامية) تدخل قلب ووعي المستمع بطريقة قل نظيرها على مستوى الوطن العربي . شكلت ثنائياً مع الإعلامي الدرامي سالم العباب وآخرين ، في مقالنا هذا نرجع إلى أرشيفنا الصحفي محاولين العودة إلى أحاديتنا السابقة معها حتى لاننسى. صحيفة "أخبار اليوم" تنفرد بنشر سطور عن الراحلة أسمهان بيحاني . أول امرأة في إذاعة عدن أسمهان بيحاني أول امرأة التحقت بالعمل في إذاعة عدن في العام 1961م، كانت بدايتها في العمل على" البدالة " عاملة( اوبريتر)، حينها كانت مدينة عدن السباقة في مجال عمل المرأة على مستوى اليمن والخليج والجزيرة العربية، لكن ظل عمل المرأة لفترة طويلة معيباً بالنسبة لكثير من الأسر ,لم يكن العمل العام هيناً.. حينها كن ثلاث فتيات فقط، اثنتان في الخزينة العامة وأسمهان بيحاني في الإذاعة . تقاعد قبل أن يكتمل العطاء بعد ثمان سنوات من العمل كعاملة في البدالة غلبتها الأمومة لتنقطع لتربية أولادها ، ثم لم تلبث أن تعود إلى العمل في الإذاعة لتتدرج في مهامها لتصل إلى وظيفة ضابطة صوت حتى العام 1981م وبعدها تحصلت على دورة في ألمانيا، لتعمل بعد عودتها في مجال التنسيق والمكتبات في الإذاعة، إلى أن أحيلت على المعاش رغم صحتها الجيدة وقدرتها على التواصل الإذاعي، لكنه قانون التقاعد . عطاء مستمر وعن تواصلها في الإذاعة وبتعاون زملائها وعلى رأسهم الأستاذ /جميل محمد أحمد كان حينها المدير العام للبرنامج الثاني حيث كانت تقدم برنامجاً شهيراً وهو " كلام في محله " مع الأستاذ / عبدالله ناصر ناجي وبرنامج آخر بعنوان " عامر ورحمة " مع الأستاذ/ سالم عبدالله وهذان البرنامجان قدما بداية عام 1975م واستمرا لفترة طويلة ويعدان من أنجح البرامج بشهادة المستمعين وقيادة القناة لما يتمتعان من سلاسة وواقعية في الحوار الشعبي الدرامي الذي يناقش قضايا اجتماعية وبعدها اجتمعت مع الممثل المبدع سالم العباب ببرنامج حواري شعبي يعالج قضايا مرتبطة بحياة الناس بعنوان " مايصح إلا الصحيح" وانتهى البرنامج برحيلها الأخير إلى دار الآخرة بعد صراع طويل مع المرض . الصراعات السياسية وأسمهان بيحاني تقاعدت الإعلامية أسمهان بيحاني وهي في قمة عطائها الإبداعي والإعلامي وحينها قالت لي : التقاعد قاتل للمبدع لطالما المبدع دائم العطاء لماذا نعرض إبداعه للموت البطيء ؟لماذا نضحي بتجربة طويلة يمكن أن يفيد بها في مجال عمله؟ عاصرت أسمهان بيحاني أحداثاً جساماً مرت بالبلاد ويدرك المطلعون على مدى العلاقة الخطرة التي يتعرض لها العاملون في الإذاعة في أتون الصراعات السياسية، كان للإعلامية أسمهان بيحاني نصيب من السهر والخوف والمعاناة وأجهضت طفلين حينها من شدة الخوف في تلك الظروف الدرامية الدامية. معاش ضئيل أسمهان امرأة كانت تقدس العمل وتحترمه ومعروفة بالانضباط ولم يتم في حقها أي إجراء إداري منذ التحاقها بالعمل وتحظى باحترام وافر من قبل زملائها . قدمت برامجاً بعنوان " كلام في محله " و"عامر ورحمة" " الأسرة " و"سعيد وسعيدة " و"مايصح إلإ الصحيح " هذه أسماء وبرامج إذاعية وتلفزيونية ملأت آفاق عدن، وأطول وأقدم برنامج كان بعنوان " تهاني وأفراح "مع المرحوم الإعلامي والفنان عبد الرحمن باجنيد. رحلت الإعلامية أسمهان بيحاني أول موظفة في الإذاعة وهي تتقاضي معاشاً ضئيلاً، وراتب موظف خريج جديد أكبر من راتبها . عملها الدرامي في التلفزيون المحطة الحقيقية بالنسبة لها عندما افتتح تلفزيون عدن عام 1964م حين مارست العمل الدرامي، فقدمت بكل ثقة تمثيليات مباشرة على الهواء في إطار برنامج مسرح التلفزيون، كان حينها لايوجد فيديو تسجل فيه الأعمال قبل العرض .. كما قدمت برنامج " الأسرة" في التلفزيون مع المذيع المرحوم الفنان/ عبد الرحمن باجنيد وعمل درامي مع محمود حمزي " سعيد وسعيدة " كان أيضاً يقدم مباشرة على الهواء ..وكان من الفاعلين حينها في الدراما التلفزيونية الفنان المعروف محمد مدى . التكريم والعرفان بالجميل وعن التكريم قالت: ( لقد كرمت من قبل قيادة إذاعة عدن البرنامج الثاني مرتين والتكريم الذي أعتز به في 2004م صنعاء عاصمة الثقافة العربية وتعد هذه لفتة كريمة من الأستاذ / خالد الرويشان واعتز به أيما اعتزار)، وأدين بالشكر للإخوة : للإعلامي علوي السقاف الذي دربني على الأعمال الحوارية والدرامية ، ولزوجي العزيز الذي ساندني مساندة لا حدود لها، وعلي محسن الحاج ( في المكتبة الوثائقية) ، وأنيس احمد مقبل ( المكتبة الوثائقية )، أكرم محسن (المكتبة الوثائقية )، وغيرهم من الأصدقاء الأوفياء. وقفة مع ذاكرتنا هي وقفة مع ذاكرتنا الاجتماعية تجاه إحدى الإعلاميات التي رحلت قريباً وقد ظلت دهراً بيننا بصوتها المميز المقنع الذي يضفي للمعاني الدفء الأسري، وفي هذه الوقفة لا بد أن نستلهم العبر من مآثر الراحلين ونكرمهم ولو في قلوبنا .