رمضان أبكيك يا شهر الخيرات ليس لنيل الشهوات بل لترك الحسنات المضاعفات. أبكيك يا شهر الخير كنت مدرسة ً لنا قرآناً يُتلى أرواحاً تبكي دعواتٌ ترفع وقلوباً تبغي. رمضان ترفق بنا: مازلتُ أذكر يوم هتفو بك ينشدون ها قد أتى.. ها قد ضوى.. ها قد بزغ هلال رمضان. رمضان غفت عيناي أياما ًوها قد عجّلت مسرعا ً تود الرحيل, فكيف هو حالُنا بعد رحيلك أيها المُمحص ِ للذنوبِ والآثام ؟ دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ *** و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي رمضان أتيت فأحسنّا رأيناك استبشرنا.. سمعناك وهللنا وكبرنا وقلنا : اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله. رمضان حقا ً سترحل؟.. ستمضي ؟ رمضان تمهل قليلاً.. ترفق قليلاً: مازلتُ في غياهب العصيان ألهث خلف حُطام الدنيا رمضان رد علينا إننا محزونون.. ولفراقك مهمومون.. ولك سندعو ونقول: اللهم أعد إلينا رمضان أعواما ً عديدة وأزمنة ً مديدة في صحة وسلامة ورغد عيش ترحَّلَ الشَّهرُ وا لهفاهُ وانصَرَمَا *** واختُصَّ بالفوزِ في الجنَّاتِ من خَدَمَا وأصبحَ الغَافِلُ المسكينُ منكسراً *** مثلي ! فيَا وَيحَهُ يا عُظمَ مَا حُرِمَا ! من فاتَهُ الزَّرعُ في وقتِ البَذَارِ فَمَا *** تراهُ يحصُدُ إلاَّ الهمَّ والنَّدَمَا طُوبى لِمَن كانتِ التَّقوى بضاعتَه *** في شهرِهِ وبحبلِ اللهِ مُعتَصِمَا