في حشد مليوني أدى شباب الثورة في محافظة إب وعامة المواطنين صلاة عيد الفطر المبارك في الخط الدائري الغربي، بأجواء روحانية مفعمة بحماس ثوري غير عادي، جسده ذلك الحضور الجماهيري المتفاعل مع مختلف النشاطات، ومراحل التصعيد والنضال السلمي للثورة. وفي استطلاع لأراء عدد من المشاركين... أكد شباب الثورة في إب أن لهذا العيد نكهة خاصة غير الأعياد في الأعوام السابقة؛ كون البلاد تشهد ثورة شبابية شعبية تجاه ذلك النظام العائلي الفاسد، جسد فيها أبناء الوطن - خلال الأشهر الماضية - أورع التضحيات بأسلوب حضاري أذهل العالم. وفي البداية تحدث إلينا الأخ/ عمار - أحد الشباب المتواجدين في ساحة خليج الحرية، حيث الاعتصام المفتوح للشباب منذ أكثر من سبعة أشهر - وقال: العيد هذا العام له مميزاته الخاصة عن بقية الأعياد السابقة، ويكفي أنك في هذا العيد تتحدث عن قدرتك في إسقاط نظام جثم على قلوب الآباء منذُ عشرات السنين، حيث سادت الفوضى والرشوة والوساطة والمحسوبية والظلم والاستبداد.... هذا إلى جانب أنك تستقبل هذا العيد وأنت مع إخوة لك تعرفت عليهم منذُ عدة أشهر في هذا المعتصم، يشاركونك ذلك الحلم الجميل وتتقاسم معهم لقمة العيش والأفراح والأحزان، العيد هذا العام له طابعه الخاص وأنت تعيش في هذه الساحة، كل يوم فعاليات ثقافية ودينية واجتماعية ومسابقات وتنافس. في هذا العيد شعور خاص لكل شباب الساحة وهو أن بالإرادة والصبر والثبات تستطيع أن تحقق كافة أحلامك... ومنها اجتثاث ذلك الظلم الذي خيم على عقول وقلوب الكثير من اليمنيين عدة سنوات من خلال مقارعة الظلم والفساد وبناء دولة مدنية حديثة يسودها الأمن والاستقرار، دولة الجميع سواء أمام القانون، وثروات البلاد تتوزع بالتساوي بين أبناء الوطن. إنه شعور عظيم وأنت تستقبل عيد الفطر المبارك وأنت وسط إخوانك المعتصمين لديكم هدف واحد وحلم واحد يسعى الجميع لتحقيقه.. شعور مختلف وأنت تستقبل العيد بعيداً عن أسرتك وإخوانك وبين إخوانك المعتصمين من أجل حرية ومستقبل وطنك وقد أصبح لك دور في رسم ذلك المستقبل وتدرك جيداً بأن ذلك الدور لا يقل أهمية عن دور الساسة والعسكريين والمناضلين من أجل هذا الوطن الحبيب. المواطن/ علي العديني هو الآخر يقول: بأن العيد هذا العام قد جاء بفرحتين: فرحة العيد، وفرحة الحرية والانتصار الوشيك على ذلك النظام الفاسد وبقاياه. وقال: يكفي أنك في هذا العيد تخرج في الصباح من المعتصم ولديك خط سير مختلف عن الأعياد السابقة وساحة مختلفة عن مصلى العيد الذي ترتاده كل عام... إنها ساحة النضال السلمي التي نرتادها كل جمعة منذَ عدة أشهر، وهناك تؤدي صلاة العيد وسط جموع حاشدة تجمعها صلاة العيد وإرادة التغيير السلمي وإسقاط النظام.. وفي تلك الساحة والناس فيها تتجسد أخلاق المسلم من تواضع وإخاء وحب وإيثار وتراحم الجميع في تلك الساحة متساوون لا توجد صفوف مخصصة للمشايخ والواجهات والمسؤولين، ليس فيها الغرور والكبرياء والاستعلاء على الآخرين والتمييز بين المصلين ومثلما تتقاسم الأفراح والأحزان في ساحة خليج الحرية أيضاً نتقاسم هنالك في المصلى الحلوى والمشاعر الطيبة. وأضاف قائلاً: في البداية كان الخوف يسيطر على قلوبنا بعض الوقت من عدم قدرتنا على الصمود والبقاء في هذه الساحات حتى تحقيق الأهداف التي خرجنا من أجلها، لكن ومع مرور الوقت وانضمام الآلاف في إخواننا إلى هذه المعتصمات واستمرار الفعاليات والعمل الثوري نحن اليوم أكثر قدرة مما مضى على إكمال ما خرجنا من أجله من خلال البقاء في هذه الساحات والتصعيد الثوري حتى انتصار الثورة وتحقيق كافة أهدافها لنستقبل هذا العيد ونحن في ساحات الحرية والتغيير وقد بدأنا نقطف ثمار ذلك النضال السلمي الذي بدأناه قبل عدة أشهر وبشائر النصر بدأت تلوح في جبال ووديان وسهول هذا الوطن المعطاء، في هذا العيد نقف وقفة احترام وتقدير ووفاء لشهداء الثورة الأبرار، الذين سقطوا في مختلف الساحات، وأروت دماؤهم هذه الأرض الطيبة، ونحن على العهد باقون لأجلك يا وطن وعهداً لك أيها الشهيد أننا لن نغادر هذا المكان إلا بعد تحقيق حلمك وأحلام كافة أبناء الوطن انتصاراً لليمن أرضاً وإنساناً، عيد وراء عيد ومناسبة وراء مناسبة، فالأحلام والأهداف النبيلة بحاجة إلى تضحيات ولا تتحقق الأماني إلا بالتضحيات الجسام، وخاصة الحرية والعدالة والمساواة التي ننشدها منذً عشرات السنين. ويقول الأخ/ أبو عبدالله: لا شك أن لهذا العيد نكهته الخاصة، مفعمة بالأحلام والأماني الجميلة التي هي حق لكل إنسان على هذه الأرض، وأوصى بها القرآن الكريم وتعاليم ديننا الإسلامي، لكنها أصبحت كبيرة علينا في ظل نظام فاسد جثم على أبناء الوطن ويحكمها وفق شريعة الغاب دون احترام لآدمية الإنسان اليمني الذي صبر على فساده ونهبه لخيرات وثروات البلاد عشرات السنين، ظلينا خلالها نعاني الأمرين، وكنا على أمل أن يستقيم الحال ويسعى هذا النظام لإصلاح أخطاءه السابقة، لكن للأسف كان كلما استمر في الحكم، لكما تفنن في الظلم والفساد المنظم، ودعم كل المخالفين والخارجين عن القانون حتى أيقنا أن إصلاح هذا النظام صار من المستحيل، ومن الأولى استئصاله إلى غير رجعه، والبحث عن نظام ديمقراطي يشارك فيه كافة أبناء الوطن. العيد هذا العام هو عيد الإصلاح في حياتنا العامة عيد الحرية والديمقراطية، واليمن الجديد الآمن المستقر، عيد الفطر لهذا العام هو عيد الزخم الثوري والنضال السلمي للخروج بالوطن وأبنائه من ذلك النفق المظلم الذي أدخلنا إياه نظام صالح وأزلامه، عيدنا هذا العام هو عيد الحسم الثوري لإكمال ما بدأنا به منذُ أكثر من سبعة أشهر وتتويج ذلك النضال الذي أذهل العالم بحضارته ووعيه وسلميته... الفرحة في هذا العيد لها مذاق آخر، خاصة وأن الشعب والأمة العربية بشكل عام قد استطاعت أن تنزع طابع الخوف الذي سيطر عليها لعدة سنوات لتقول للظالم: ارحل، وتقول للفاسد: ارحل ، وتقول للمستبد: ارحل بصرخات قوية مدوية أسمعت بها العالم واستطاعت أن تواجه ذلك الطغيان والاستبداد وما يمتلك من مختلف أنواع الأسلحة بصدور عارية وإرادة قوية. يأتي هذا العيد وقد تعرفنا على أخوة لنا في ساحات الحرية والتغيير واكتشفنا الكثير من الإبداعات والمواهب الشبابية داخل تلك الساحات، يأتي هذا العيد وقد تحققت بعض أهداف الثورة... وننتظر إسقاط بقايا ذلك النظام للانتقال بالوطن وأبنائه إلى مرحلة جديدة أكثر أمناً واستقراراً وبناءً وازدهاراً بإذن الله تعالى.