" دا مش أبوك ودي مش أمك إحنا لميناك من الشوارع، عارف إيه كلمة شوارع, أنت..لقيط..عارف أيه معنى لقيط ". بهذه الكلمات بدأت الأحداث تتصاعد في فيلم مصري قديم بعنوان (الخطايا) أغلفت التلفاز لأن تلك الكلمات أعادتني بقوة للوراء، في ذلك اليوم العاصف حين وجدوني على بابهم كانت الأمطار في تلك الليلة غزيرة..مرعبة ربما غاضبة من تلك المرأة التي رمت بي عند الباب وذلك الرجل الذي قضى وطره ورحل..كنت في العاشرة من عمري وأنتم تعتقدون أن الأطفال لا يفهمون أحاديث الكبار أو أنها لا تثير اهتمامهم..تساؤلاتهم أو ربما مخاوفهم..الغرفة ضيقة الآن بهمسهم المخيف: كيف سترضون أن يقاسمنا طفل لقيط في ميراث العائلة، هل نسيتم أنه ليس ابن أخينا فكيف نساوي بينه وبين أبنائنا وهو ابن حرام..أنا ابن حرام؟! صفعتني كلماتهم لتجعلني أهرب في ليلة عاصفة ومخيفة كالتي أدخلوني فيها هذا البيت لأول مرة..أنا اليوم في العشرين..يتدفق مني الشباب والطموح ورغبة شديدة في اكتشاف كل ما يدور حولي إلا أن هناك شيئاً ما بداخلي ينبذني ويشعرني بإنكار شديد لكل شيء أكتشفه..أعمل منذ شهرين في محطة بنزين لا يعرفني أحد ولا حتى أنا أعرف نفسي, الكل حولي ينادوني(عبدالله)..يسألني أحدهم: عبدالله من؟؟ أصمت لبرهة: أنا عبدالله..عبدالله وفقط.