وسط انتشار أمني كثيف، نفذ المئات من شباب الثورة السلمية بمحافظة عدن مساء أمس الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام مبنى "قناة عدن" الفضائية ضمن البرنامج التصعيدي الذي يدخل أسبوعه الثاني للثوار، وجاءت الوقفة استجابة لدعوة إتحاد القوى الثورية واتحاد منتديات شباب التغيير واتحاد منتديات الفتاة والمرأة. وكان جموع الثائرين قد طافوا شوارع مدينة التواهي، في مسيرة نددت بالتضليل والافتراءات التي تمارس من قبل الإعلام الرسمي، وانتهت المسيرة بتجمهر المشاركين أمام مبنى القناة، وعلت هتافاتهم: (الشعب يريد تطهير الإعلام) (كفاية كذب كفاية خداع .. خلاص اليوم سقط القناع). وكاد الأمر أن يصل إلى مصادمات بين المحتجين من شباب الثورة والأمن المنتشر حول مبنى التلفزيون، حيث حاول الشباب إنزال صورة كبيرة للرئيس/ علي عبدالله صالح في المبنى بينما أشهر أفراد الأمن أسلحتهم في وجه المحتجين. كما تمت قراءة البيان الصادر عن شباب الثورة، والذي عبروا فيه عن إدانتهم لممارسات الإعلام وانتهاجه الأكاذيب ومنها إذاعة و قناة عدن، وهذه بذاتها إساءة للدور العظيم وتاريخ تلفزيون عدن الذي كان منارة للإشعاع الثقافي والأدبي منذ تأسيسه في 1964م كأول تلفزيون في شبه الجزيرة العربية مستهجنين أن يصبح اليوم بوقًاً للتضليل وتزييف الحقائق لمصلحة النظام المنتهية صلاحيته دون أخذ العبرة مما حدث في مصر وليبيا-حسب البيان. وأكد شباب الثورة أن وقفتهم اليوم هي لإيصال آخر رسالة لمن لا زال في قلبه غشاوة وفي أذنه صمم عن الثورة والثوار. ودعا ثوار عدن وثائراتها باسم جميع أبناء هذه الثورة العظيمة (إعلاميي عدن) لإعلان انضمامهم وانحيازهم لإرادة شعبهم وثورتهم بعيدًا عن الكذب والافتراءات لإرضاء بقايا النظام الذي دنت نهايته. وأكد البيان تأكيده على حتمية انتصار الثورة وأن على القائمين في فضائية عدن العودة إلى جادة الصواب وتحكيم ضمائرهم والتزام المهنية الإعلامية في الكلمة ورصد الحقيقة لننشد معًا الدولة المدنية الحديثة وسيادة القانون. ووجه شباب الثورة تحية عظيمة لكل الإعلاميين الأحرار والصحفيين الشرفاء الذين انضموا وانحازوا لإرادة شعبهم في التغيير الحضاري ورفض حكم الفرد والعائلة واغتصاب السلطة. وكان شباب الثورة قد أشادوا بالقيادات الإعلامية ذوي الكفاءات والخبرة التي تزخر بهم عدن والذين عانوا كثيرًا من تهميشهم من قبل نظام صالح. شارك في تلك الفعالية الحاشدة قيادات إعلامية منضمة للثورة وكذا رابطة الإعلاميين الأحرار.