استشهدت بمحافظة تعز الشابة سحر يحيى بن يحيى 27 عاماً وأصيب زوجها سليم عبد القوي علي جميل 29 عاماً بجروح خطيرة إثر سقوط قذيفة هاون اخترقت جدار غرفة نومهما بعد الساعة الثانية من صباح الأربعاء. ويأتي استشهاد سحر وإصابة زوجها بعد شهر واحد من زواجهما، ضمن مسلسل الهجوم العنيف الذي تشنه قوات صالح على مدينة تعز وبشكل عشوائي، مما أدى إلى سقوط 8 شهداء، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى جرح العشرات في مدة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة من استشهاد سحر التي تعد الشهيدة الثالثة في هذه الفترة الزمنية. وكان نظام صالح قد واصل مساء الثلاثاء قصف مدينة تعز بمختلف أنواع الأسلحة وتحديداً من بعد الساعة التاسعة مساء، بعد أن كان القصف قد توقف على المدينة لعدة ساعات. واستهدف القصف الذي شنته القوات المتمركزة في جبل جرة ومستشفى الثورة ومعسكر الأمن المركزي عدة أحياء بمحافظة تعز بما في ذلك حي الروضة وساحة الحرية والمسبح والتحرير الأسفل وعصيفرة. وشوهد صباح أمس تحليق مكثف لطائرتان حربيتين على علو منخفض من سماء المدينة بعدما أزيل منهما حاجز الصوت، الأمر الذي أثار الخوف لدى الأهالي وخاصة النساء وأطفال المدارس. وفي سياق متصل أكدت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" إصابة قائد موقع جبل جرة بجروح خطيرة ومقتل عدد من جنود الحرس كان برفقته ظهر الثلاثاء اثر سقوط قذيفة أطلقها المسلحين المواليين للثورة. وأشارت المصادر إلى مقتل 6 من جنود قوات الحرس و 4 من جنود الأمن المركزي ومسلحين آخرين تابعين للنظام بالقرب من مستشفى الثورة جوار البريد بالمدينة. واحتجاجاً على قصف المدينة وللتنديد بالصمت العربي والدولي فقد شهدت شوارع تعز عصر الأربعاء مسيرة طفولية حاشدة للتنديد بقتل أقرنائهم من الأطفال ومطالبة الطفولية العالمية بالضغط على دولها وسرعة إحالة النظام إلى محكمة الجنايات الدولية. وفي ذات السياق نظم طلاب جامعة تعز مسيرة احتجاجية غاضبة لرفض الأعمال الإجرامية التي تشنها قوات النظام على تعز والتي نتج عنها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وعلى صعيد مشابه شهدت شوارع المدينة صباح الاربعاء مسيرة حاشدة للمطالب ذاتها التي نادي بها طلبة جامعة تعز، كما أكد المتظاهرون على صمودهم وتمسكهم بسلميتهم حتى انتصار الثورة اليمنية، مؤكدين أن نظام صالح أصبحت أيامه معدودة.. إلى ذلك أعتبر الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز أن ما يحدث للمدينة هو استمرار لقرار عسكري يسير بوتيرة تصعيدية وممنهجة بهدف القضاء على روح الثورة التي امتازت بها تعز والصمود الأسطوري لأبناء هذه المحافظة والذي ظهر جلياً من خلال التوسع في قاعدة الثورة التي أراد لها القرار العسكري أن تنتهي ولكنها خرجت ب 12 ساحة للحرية، علاوة عن ساحة الحرية بتعز، وهذا دليل على روح الثورة التي تعيشها هذه المحافظة. وأرجع الذيفاني في تصريح ل"أخبار اليوم" استمرار قتل الأبرياء في تعز إلى الاعتقاد الخاطئ للنظام من أن حملتهم البشعة والدموية التي يستخدمون فيها كل أنواع الأسلحة بما في ذلك المدافع والدبابات الرشاشات سوف تنتهي بالقضاء على روح الثورة بتعز وبالتالي سوف تبقيهم على كرسي الحكم الذي آيلاً هائلا للسقوط بلا شك أن لم يكن اليوم فهو غدا.. وأعتبر الذيفاني أن من ضمن الأعمال الممنهجة تجاه الدولة المدنية هو تحويل المعالم التاريخية والصحية والتعليمية فيها إلى معالم لقتل الناس وسفك الدماء وهو ما يعد دليلاً قاطعاً على همجية النظام المفترى وحقده الدفين على رمزية تعز التي اتسمت بالثقافة وهي تتألق تاريخيا على مدى قرون كونها محافظة للفكر ورمزاً للمدنية، مردفا: ولذلك نشد على يد الثوار بالاستمرار بالصمود وبتمسكهم بسلمية الثورة، كما أقر بها المجتمع الدولي وشهد لها العالم وهو يعترف بحب الشعب اليمني للسلام وإيمانه بها تماما كما إيمانه بالحياة. وأشار رئيس المجلس المحلي إلى أن تعز سوف تسعى لتحرير هذه المعالم التي نهبها النظام الدموي، منوها إلى الاجتماع الأخير للمجلس المحلي والذي عقد يوم أمس للوقوف على ما تعيشه المحافظة والمدينة على نحو خاص وقال : توصلنا إلى ضرورة استنهاض همم كل أبناء المحافظة وتشكيل فروع للمجلس في كل المديريات حتى لا تتحول تعز إلى ساحات مستباحة للجيش العائلي يمعن فيها قتلاً وتدميراً. وناشد كل المواطنين الشرفاء من أبناء اليمن سوء داخل الوطن أو خارجه العمل بروح الفريق الواحد لدعم المحافظة مادياً ومعنوياً والإسهام المباشر لمواجهة الهجمة والاستباحة للدم الزكي الطاهر. وأشار الذيفاني إلى أن المجلس الأهلي عبر عن إدانته للمجازر التي تدار في صنعاء وأرحب ونهم وعدن وكل بقعة في ارض اليمن، مضيفاً ونحن على يقين أن ما يحدث هو تخبط ما قبل اللحظات الأخيرة لهذا النظام المتهالك. ودعا رئيس المجلس الأهالي مجلس الأمن لأن يثبت أنه مجلس للأمن فعلا وليس للخوف ودعم الأنظمة والمستبدين باتخاذ خطوات تشدد على النظام وأعوانه وليس بالاتجاه نحو معاقبة الشعب تحت مسمى معاقبة النظام كون الشعب اليمني لا يتحمل مزيداً من العقوبات.ودعا الدكتور عبدالله في ختام تصريحه للجرحى بالشفاء وأن يتقبل الله جميع الشهداء في عليين. على صعيد آخر فإنه من المقرر أن تشهد مدينة تعز صباح اليوم الخميس مظاهرة حاشدة للتنديد بالجرائم ومطالبة المجتمع الدولي بسرعة اتخاذ موقف إزاء أعمال الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات النظام في عدة مناطق بالجمهورية اليمنية. إلى ذلك والصحيفة ماثلة للطبع أفاد شهود عيان بأن القصف تجدد على تعز وسمع دوي انفجارات قوية هزت أماكن متفرقة من المدنية كما سمع إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة وثقيلة في عدة أحياء وخاصة حي الروضة وساحة الحرية والأحياء المجاورة لها وعصيفرة والمسبح.