باشرت قوات النظام مع حلول الساعات الأولى من مساء أمس بشن هجوم هو الأعنف على أماكن متفرقة بمحافظة تعز وخاصة مديريات الساحل (الوازعية, موزع, المخاء). وحسب مصادر "أخبار اليوم" فإن قصفاً عنيفاً مارسته قوات اللواء 33 على هذه المديريات حيث استخدمت فيه صواريخ الكاتيوشا، كما طال القصف القرى المجاورة لهذا المعسكر وقرى متفرقة في مناطق مقبنة وشمير. وقال شهود عيان إن انفجارات عنيفة هزت عدة مناطق تطل على شارع الستين والنشمة وأن قوات عسكرية أخرى شاركت في هذا القصف ومنها معسكر الجند والإذاعة ومعسكر اللواء 33 بالمطار القديم واستخدم في هذا القصف مدافع الهاوز والدبابات. وعلى صعيد متصل أفاد شهود عيان بمنطقة المطار القديم عن قيام مسلحين تابعين للواء 33 بزي مدني مساء أمس اعتلى أسطح مبانٍ في المطار القديم ومن ضمنها مبنى شركة توتا للسيارات. وتوقع الشهود قيام هذه القوات بشن هجوم على حماة الثورة المرابطين في أماكن قريبة من ذات المكان وتكمن مهمتهم بمنع دخول أي تعزيزات عسكرية إلى المدينة. وأشارت المصادر إلى أن المنازل التي اعتلى قوات اللواء 33 أسطحها في المطار القديم تم اقتحامها بالقوة.. وشهدت المحافظة يوم أمس هدوءاً نسبياً حذراً وخاصة في المدخل الغربي للمدينة باتجاه بير باشا والمطار القديم والذي شهد خلال الأيام الماضية اشتباكات متقطعة بين أنصار الثورة وقوات النظام. إلى ذلك شهدت محافظة تعز مساء أمس مسيرة شبابية جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة الحرية مروراً بعدة شوارع للتأكيد على رفض المبادرة الخليجية وللمطالبة بمحاكمة النظام وكافة أعوانه جراء الجرائم التي ارتكبوها بحق الشباب والمواطنين المعتصمين في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير في عموم محافظات الجمهورية وخاصة تعز وصنعاء. وفي ذات السياق شهدت المحافظة في الصباح مسيرة مماثلة انطلقت من ساحة الحرية مرورا بعدة أحياء وصولا إلى جولة وادي القاضي للمطالب ذاتها التي نادت بها مسيرة المساء، كما تعهد الشباب بمواصلة ثورتهم السلمية حتى تحقيق كافة أهدافها وفاءً لدماء الشهداء والجرحى. من جانب آخر صدر بمحافظة تعز مساء أمس بيان عن "تكتل حماة الثورة الشعبية السلمية" وقف فيها على آخر التطورات التي تشهدها الساحة المحلية , وجاء في البيان – الذي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه - أنه يبارك هذا المنجز الثوري بتوقيع المبادرة الخليجية, ويهيب بالشباب إلى الدفع بزخم التصعيد لتحقيق كامل الأهداف التي خرجوا من أجلها, وكذا محاكمة القتلة والمجرمين، وإنصاف الشعب ممن نهبوا ثرواته وتنكروا لوحدته , وخانوا الأمانة التي حملهم الشعب إياها. ودعا التكتل إلى سرعة تنفيذ ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية , وسرعة تشكيل اللجنة العسكرية وإعادة القوات العسكرية المتمركزة داخل مدينة تعز إلى ثكناتها العسكرية, وإخلاء كافة المنشآت الحيوية كمستشفى الثورة، ومستشفى الدرن والأحوال المدينة والمعهد الصحي, الجوازات, القصر الجمهوري, والمجمع القضائي في جبل جرّة, والبحث الجنائي, ومنتزه زائد, قلعة القاهرة الأثرية, مدرسة الشعب والمرافق الخدمية الأخرى وكذا المرتفعات الجبلية داخل وخارج مدينة تعز التي تتمركز فيها آلة القتل والدمار. وطالب بفك الحصار المفروض على مدينة تعز برفع النقاط العسكرية المستحدثة التي تمنع الدخول والخروج من و إلى المدينة وتقيد حركة المواطنين وتسببت في الكثير من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان المحافظة من خلال سحب قوات الحرس المتمركزة حول المدينة وخارجها ومداخلها المتعددة في تقاطع الستين وشارع الخمسين وموقع السلمانى ومفرق الذكرة ونقطة سلاح المهندسين ونقاط الحوبان ومفرق شرعب ومدخل الضباب والمسجد المنشور والذي شكل طوقاً وحصاراً خانقاً. كما طالب بإعادة الهدوء والسكينة العامة إلى المدينة من خلال إيقاف من وصفهم بعصابة القتل وكذا الذين أَخرجوا من السجون من أصحاب السوابق والمطلوبين قضائياً وثورياً وممن أستقدمهم بقايا النظام المتهالك من خارج تعز بغرض ممارسة القتل والإرهاب والترويع للمواطنين العزل. ودعا التكتل إلى محاكمة كل من تسبب أو باشر أو شارك في قتل و جرح و ترويع المواطنين العزل أو نهب و سلب وتدمير للمنازل وحرقها أو الحرمان من الخدمات العامة، مطالباً بالتنفيذ الفوري لما جاء في المبادرة الخارجية وآليتها التنفيذية. وأعرب البيان عن شكر تكتل حماة الثورة وتقديره لكل حماة الثورة الشعبية السليمة ويفتخر بتضحياتهم العظيمة وجهودهم الجبارة ومن وقف مسانداً بماله ونفسه ووقته للثورة الشعبية، كما حيا المواقف البطولية للجيش الوطني الحر المنضم إلى الثورة والحامي لها وكل من رفضوا أوامر القتل والتدمير من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية الشرفاء، داعيا كل من تبقى إلى سرعة الانضمام لموكب الثورة الخالد, مترحماً على شهداء الثورة الشعبية السليمة، داعياً الله أن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ودعا إلى الإفراج العاجل عن المختطفين والمخفيين, وإعادة المشردين إلى منازلهم التي أَجبروا على مغادرتها بسبب آلة الدمار والقتل.
