اعتبر عضو رابطة علماء اليمن الشيخ/ أحمد حسن المعلم – رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت - ما يحدث لأهل دماج والطلاب الدارسين في دار الحديث من حصار وعدوان حوثي، عدواناً صريحاً ليس له أي مبرر، مشيراً إلى أن أبناء دماج مسالمين وهم من أبناء اليمن والطلاب الذين هم من غير اليمنيين هم أيضاً مسالمون.. وقال المعلم - في تصريح ل"أخبار اليوم" - بأن طلاب دار الحديث وأهالي دماج ليسوا متطرفين، مشيراً إلى زيف ادعاء الحوثي من أنهم تكفيريون، لافتاً إلى أنه في حال افترضنا حدث من السلفيين ذلك، فهذا لا يبرر قتلهم وأطفالهم ونساءهم وأن يفرض عليهم حصاراً خانقاً يمنعهم من أبسط الحقوق الإنسانية. وأشار إلى أن ما يقوم به الحوثيون بدماج لا يفعله إلا أناس تجردوا من الإنسانية والقيم الإسلامية وقيم الرحمة والشفقة والأخوة، حيث لا يحل دم مسلم مهما اختلفت الرؤى معه. واعتبر في ذات السياق أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي مبنيٌ على تعصب مقيت وانحراف على إخواننا في المذهب الزيدي المعروف عنهم الاعتداء والتسامح والتعايش السلمي مع إخوانهم الشافعية السنية. وفسر الشيخ المعلم - لدى تصريحه للصحيفة - بأن عدوان الحوثي لدماج بداية لصراع سني شيعي يحاول الحوثيون جر الناس إليه، مشيراً إلى ملازم حسين الحوثي وفكره الذي كان يؤلب فيه الناس ويغرس فيهم البغض لأهل السنة وعلى رأسهم الصحابة، معتبراً ذلك مؤشراً خطيراً، حيث الانحراف والغلو يبدأ صغيراً ويتطور ليؤدي إلى نتائج سيئة. وأكد مفتي الديار الحضرمية بأن الحوثيين لا يمثلون الزيدية وإنما فكرهم دخيل على الزيدية واليمن وأنهم أصبحوا يمثلون الرافضة والإثنى عشرية ولا يمثلون الزيدية. ودعا الشيخ المعلم اليمنيين إلى نصرة أهل دماج، حيث كف الظالم عن ظلم أمر واجب على الجميع – حد قوله. ووصف ما يحدث بصعدة بأنه فتنة وقال: إنه لا يمكن للحوثيين أن يصفوا الآلاف من البشر الذين يعيشون بمنطقة معينة وإن كان هناك من أمثالهم كالصفويين من وصفوا المخالفين لهم في إيران وغيرها، فذلك كان في عصور غير عصرنا هذا الذي لا يسمح فيه لتصفية ضد فئة بشرية وإزالتها عن وجه الأرض إذ أن هذا مستحيل كما يرى ذلك الشيخ المعلم، مضيفاً بأن أهل السنة بدماج أيضاً لن يستطيعوا أن يقضوا على الحوثيين ويخرجوهم من صعدة، مشيراً إلى أنه مهما طال الاقتتال يلجأ الناس إلى المفاوضات. وفي هذا السياق دعا المعلم عقلاء اليمن وعقلاء السلفيين والحوثيين أن يتقوا الله في أنفسهم ويبحثوا عن الحلول السلمية العادلة، كون القضية بين ضحية وجلاد بين قوة غاشمة وفئة معتدى عليها، داعياً الجميع إلى الإذعان إلى السلم والاعتراف بوجود الآخر وإدراك عدم قدرة طرف إلغاء الطرف الآخر. ودعا القبائل ورجال الدولة للتدخل لنزع فتيل الفتنة القائمة والمستعرة بدماج بحيث يتمتع كل طرف بحقوقه من غير ظلم ولا عدوان على أحد. إلى ذلك قال الشيخ يحيى الحجوري بأن ما يجري في دماج سيتعدى ضرره ليصل إلى الشعب اليمني خاصة، والجزيرة العربية عامة، وقال بأنه سيتعدى جيلاً بعد جيل وبلداً بعد بلد. وتساءل الشيخ - في كلمة له عصر أمس -: لماذا هذا البرود، أليس لأهل السنة أن يعيشوا آمنين بحريتهم في صعدة، مشيراً إلى أن أهل دماج لا يطالبون إلا بحق الإنسانية فقط، كما عاشوا منذ أربعين سنة لا يعتدون ولا يعتدى عليهم، وقال بأن الشعب اليمني كله ضامن ألا يعتدون على أحد بسوء. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد القتلى في دماج وصلوا حتى اليوم إلى 59 قتيلا، بينهم طفلان وامرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 141 جريحا، بينهم 19 طفلا وامرأة، بعضهم في حالة حرجة.