سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
* سبتلر وسعدان ومحسن صالح وموريس فشلوا في اليمن ونجحوا في بلدان أخرى بسبب سوء إدارة كرة القدم اليمنية. * كرة القدم تحتاج إلى ثورة إصلاح.. إخفاق الشباب في التقرير.. ورئيس اللجنة لم يحضر ولو تمرين واحد!! البلوشي ل"أخبار اليوم الرياضي":
لقاء أجراه / عاصم النهمي / مضاد البعداني من غير موعد سابق التقينا بالكابتن محمد البلوشي مدرب منتخبنا الوطني للشباب سابقا في العاصمة صنعاء قادما من أرض عمان لاستلام ما بقى له من مستحقاته مالية كمدير فني للمنتخب الوطني الشاب الذي انتهى مشاركته بتصفيات كاس آسيا لم يلبِ طموحات الجماهير بالتأهل إلى نهائيات آسيا بخلاف الآمال التي كانت مرسومة بشكل سبب للجمهور بالألم والحسرة لاسيما وإن المنتخب المشارك ضم عناصر هي الأفضل على مستوى الساحة اليمنية حاليا في فئة الشباب. وعلى طاولة حضرت على سطحها أكواب الكابتشينو التقينا (العزي) محمد البلوشي، وذهبنا معه في رحلة سبرنا خلالها أغواره ذاكرته، ففتشنا خباياه بأسئلة لا تخلو من لذعة الشطة، فكانت إجاباته نفحات باردة سهلة ممتنعة أمسك فيها البلوشي بالعصا من المنتصف، واستطاع أن يقود دفة الحوار إلى بر الأمان. في اللقاء تحدث العماني المحب لليمن بحرقة وغصة عن معاناته من بسبب مساندة الاتحاد الكروي لمسيرته، وعدم تنفيذ برنامجه الذي قدمه للاتحاد.. مؤكدا أنه كان يتمنى أن يترك بصمة طيبة له في اليمن، لكن سوء الإدارة، وعدم التخطيط وعشوائية الاتحاد إصابة كرتنا في مقتل.. واصفا تجربته بالمؤلمة والقاسية.. فإليكم ما جاء في اللقاء. * في البداية أشرح لنا أسباب إخفاق منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية؟ الذي حدث لمنتخب الشباب سببه أشياء كثيرة، المنتخب كان جيد من حيث العناصر التي يمتلكها، والجميع توقع لنا أن نذهب إلى أبعد مدى في البطولة، أكيد هناك أسباب خطيرة وراء ما حدث، وأنا لست من النوع الذي يحب البحث عن أعذار، فأنا أبحث عن حلول، فبعد الذي حدث لم أخرج في وسائل الإعلام لتبرير هذه الخسائر لكني أعلنت تحملي للمسئولية وبكل صراحة، ومن باب تحملي للمسئولية أعلنت الرحيل، وتنازلت عن راتب شهر، وكتبت مع مساعدي الكابتن محمد سالم الزريقي كل أسباب الفشل في تقرير، وقمنا بالرفع بها إلى الاتحاد. * أعطِ لنا نبذة موجزة عن هذا التقرير؟ أنا طلبت اجتماع مع رئيس الاتحاد الأمين العام ورئيس لجنة الشباب وأعضاء الاتحاد، وقمت بطرح التقرير بين أيديهم ووضحت لهم كل الأسباب البعض تفاجأ بما حدث، وقال كل هذا صار وما عندنا خبر، والبعض كان موجود عندنا وعارف بالذي يصير، ونحن حذرناهم من ذلك، ولكنهم وضعوا أذن من طين وأذن من عجين، ولم تكن لديهم أدنى مستويات المسئولية. * الواضح من كلامك أنكم تعرضتم لمطبات كثيرة خلال عملكم؟ نعم.. تعرضنا للكثير من العراقيل والإهمال والتطنيش، وخاصة بعد مباراة السعودية، فأنا شخصيا توقعت أن يكون تفاعل الاتحاد معنا بشكل أكبر بعد هذه المباراة، لكن وجدنا العكس من ذلك، هذا دفع بي لقناعة شخصية بأن أقدم استقالتي لكني فضلت الاستمرار لأن وقت البطولة اقترب بشكل كبير، ومن العيب أن أترك عملي وأحدث لخبطة في صفوف المنتخب في هذا الوقت الحساس، وكل تفاصيل الإخفاق مكتوبة في التقرير، وعلى الاتحاد العام أن يوضحها للشارع الرياضي اليمني. * وماذا عن معسكر القاهرة ؟ معسكر القاهرة أولى الضربات التي قصمت ظهر المنتخب، وهو معسكر سيء وكلمة سيء كلمة قليلة عليه، فنحن لم نطلب من الاتحاد معسكر في القاهرة، نحن طلبنا منهم معسكر في عمان، لكنهم للأسف لخبطونا بهذه العشوائية، نحن كنا نريد أن نلعب مع منتخبات طريقة لعبها تقترب من طريقة لعب المنتخبات التي سنواجهها، وكل شيء في هذا المنتخب كان مفبرك، فالمباريات الودية التي خضناها لم تكن في المستوى. * خلاف عبدالفتاح لطف والغرباني.. هل ألقى بظلاله على نتائج المنتخب السلبية؟ بالرغم من أن هذا الخلاف بسيط ولا يستأهل كل هذا التهويل إلا أنه أثر بشكل سلبي على طريقة علمنا، وأتمنى ألا يتكرر مرة ثانية. * دعنا الآن ننتقل إلى أجواء البطولة.. ممكن توصف لنا ماذا حدث بالضبط ؟ عند وصولنا إلى الفجيرة كان الجميع مرهق ومشتت الذهن لأن حالة الاستعداد التي كنا عليها لم تكن بالشكل المطلوب، وخاصة في معسكر القاهرة الذي أحب أن أقول إنه إذا كنا عسكرنا في صنعاء سيكون أفضل من الذهاب إليه أيضا فارق إعداد المنتخبات الأخرى صب في مصلحتهم، فمنتخب الإمارات على سبيل المثال لعب مباريات ودية دولية أكثر منا بعشرات الأضعاف، المهم أن الذي حدث.. وخاصة في مباراة سوريا فضياع ضربة الجزاء أثرت على معنوياتنا بشكل كبير، وأعتقد أنه سبب كبير في خسارة تلك المباراة.. أما مباراة لبنان فلا تعليق عليها العارضة وحدها تكفلت بصد أربع كرات من أقدام لاعبينا.. مباراة الإمارات أعتقد أن طرد الحارس في وقت مبكر أثر على مستوانا بشكل كبير مع ذلك ظهرنا بشكل أفضل من المباريات السابقة، وأنا هنا لا أبرر الفشل بهذه الأسباب فكرة القدم اليمنية، مليئة بالمشاكل والمعوقات، وفشل منتخب الشباب جزء من فشل كبير تعاني منه كرتكم. * لوحظ أن هناك تخبطا واضحا في تشكيلة المنتخب من مباراة إلى أخرى.. ممكن توضح لنا هذه المشكلة؟ اختيار التشكيلة ليس بالأمر الهين، فقد تحدث لك مفاجآت قبيل المباراة بساعات تحدث تغيرات جوهرية في التشكيلة والتشكيلة روعي فيها الإصابات والإيقافات، ووقت البطولة كان قصير، ومن الصعب تقييم حالة اللاعبين والوقوف على مستوياتهم في مدة زمنية قصيرة. * أحد اللاعبين قال إنه كان لا يعرف التشكيلة إلا قبل خمس دقائق من بداية المباراة؟ يضحك ويجيب.. أي فريق في العالم تقوم تشكيلته الأساسية بالإحماء قبل ساعتين من بداية المباراة على الأقل، وأعتقد أن هذا اللاعب خانه التعبير في لأنه مازال صغير السن، فلا ملامة في ذلك. * لوحظ عدم وجود روح وقتالية في الفريق؟ اللحظات الأخيرة في معسكر المنتخب هي من قتلت هذه الروح، وصعبت من مهمتنا بشكل كبير. * لوحظ أن مستوى الحراس كان ركيكا للغاية؟ أقول لك أن مشكلة الحراس عانينا منها منذ بداية الإعداد بدأنا بالكابتن شفيق الذي حاول جاهدا أن يقوم بعمله على أكمل وجه، لكنه فضل أن ينسحب، ثم تم فرض سعيد نعوم علينا بأن يتولى هذه المسئولية ومع احترامي الكبير لشخصه الطيب فتمارينه كانت كلاسيكية للغاية، ولم تؤتِ أوكلها في البطولة. * البعض تحدث أن البلوشي كان يروج للحشوش والشلليات في المنتخب؟ هذا الكلام سخافات، وأي مدرب يقوم بغرس هذه الأشياء في عناصر فريقه فإن مصيره الفشل الذريع. * قيل إن البلوشي يفتقد إلى الخبرة العملية؟ لا.. فأنا دربت أحد أندية الدرجة الثانية في البرازيل، وعندي شهادات وخبرات في الجانب التدريبي. * لكن هذا لا يكفي كي تقوم بتدريب منتخب؟ هناك مدربون كثر لم تكن لديهم الخبرة الكافية، ووقفوا على رأس الأجهزة الفنية لأندية ومنتخبات كبيرة أمثال كلينسمان ودونجا وفولر.. إلخ. * هناك من يقول إن البلوشي ارتدى ثوب المحاضر والمدرب في آن واحد؟ - يا أخي لابد أن يكون المدرب بثوب الفيلسوف والصديق والأب والأخ، وحاولت أن ألبس كل هذه الأثواب كي أقوم بعملي على أكمل وجه ولا ضير في ذلك.
* ماذا عن كرات الثلج؟ - تمارين كرات الثلج هي عبارة عن طريقة من طرق الاستشفاء، تستخدم في أوروبا وأمريكا الجنوبية وكل دول العالم، ولم أضع هذا إلا بعد استشارة طبيب الفريق الدكتور الشرجبي. * ماذا عن اللغط الذي حصل بالنسبة للنشيد الوطني؟ - تم تسليم سيدي خاص بالنشيد الوطني للجنة المنظمة، لكن اللجنة المنظمة أخطأت، وقدمت اعتذار رسمي لبعثة المنتخب والاتحاد اليمني لكرة القدم، وكذا رئيس الاتحاد الإماراتي ومندوب (الفيفا) قدما اعتذار من جهتهما. * ماذا عن معركة ال(950) دولار ؟ والله يا أخي تواجد في البعثة ثلاثة من جهابذة الاتحاد، وحل المشاكل المالية يتولاها هؤلاء الأشخاص وليس أنا، حدثت لخبطه كبيرة في هذا الشأن أدت إلى تورط ووقوع عبدالسلام الغرباني في مشكلة كبيرة، وهي عدم وجود عهدة مالية يقوم بقضاء حاجات المنتخب بها. * كيف كان تفاعل الاتحاد معكم؟ الاتحاد ممثل بلجنة الشباب والناشئين لم يكن متفاعلا بشكل مثير للاستغراب تصور أن رئيس اللجنة عبدالفتاح لطف لم يحضر حتى تمرين واحد للمنتخب (!!!). * هل تعرض الجهاز الفني لتدخلات في عمله في اختيار واستبعاد اللاعبين؟ لم تفرض علينا أي تدخلات، والذي قال إن محمد سالم فرض عليا لاعبين، هذا كلام عارٍ من الصحة لأن محمد سالم مدرب محترف. * علوس كان لاعب محترف في إثارة المشاكل.. أين أنتم من هذا؟ علوس أعترف بخطأه، وقدم مبادرة وعفونا عنه، وأنا بصراحة كنت ناوي استبعده من التشكيلة نهائيا، لكني قمت بدوري كمربي للاعبين قبل أن أقوم بدوري كمدرب، وأرجعت علوس من أجل مساعدته على تصحيح أخطائه لأنه لاعب مهم وكرة القدم اليمنية بحاجة إليه. * ولماذا لم يحدث هذا مع مدير عبدربه.. أليس هذا كيل بمكيالين؟ لا الوقت لم يكن كافيا من أجل استبعاد مدير وإرجاعه، وأنا احترم مدير كلاعب، واعتبره مستقبل كبير للدفاع في اليمن، ومن وجهة نظري كانت العقوبة قاسية عليه. * قيل إن إدارة المنتخب لم تتعامل مع مشاكل اللاعبين بالشكل المطلوب؟ صحيح أن هناك مشاكل كبيرة سيكولوجية ومادية وأمنية، واعتقادي أن الإرهاصات التي مر بها البلد كانت سببا كبيرا في ذلك، وأعتقد أن استبعاد إداري المنتخب محمد الحبيشي من منصبه في المنتخب صعب علينا الأمور كثيرا في هذا الجانب لأن الحبيشي كان يمتلك كارزيما خاصة في التعامل مع اللاعبين. * وما أسباب تدني مستوى أيمن الهاجري في البطولة؟ أيمن الهاجري خامة نادرة جدا، لكن عودته خالي الوفاض من إيران وفشل احترافه هناك أصابه بحالة نفسية كانت مؤثرة على أدائه حتى أيمن لم يستطع أن ينام لتحمله أعباء أكثر من طاقته، وأبراهام هو من أدخل أيمن في هذه المعمعة، وأنا نصحت أيمن بعدم خوض هذه التجربة لأنه مازال صغيرا والمستقبل واعد له بكل خير إضافة إلى أن الأجواء لن تساعده على البروز في إيران من حيث صعوبة التعامل اللغوي وأجواء الدوري الإيراني. * بعد تجربة عملية.. هل تتفق مع ستريشكو فيما قاله عن اتحاد الكرة؟ يجيب وبكل صراحة.. نعم أشاطر سترشكو الرأي فكرة القدم اليمنية لا تحتاج إلى مدرب كبير ولا صغير بقدر ما تحتاج إلى اتحاد كروي مؤسسي يقيم نفسه، ويعلن تحمله المسئوليات تجاه كل فشل أو نكسة تحدث فسبتلر وسعدان ومحسن صالح وموريس فشلوا في اليمن ونجحوا في بلدان أخرى بسبب سوء الإدارة التي تعاني منها كرة القدم اليمنية. * هل يوجد أناس في الاتحاد وضعوا العراقيل أما المدرب البلوشي من أجل إفشاله؟ هناك أناس في الاتحاد كالسرطان الذي يأكل من جسد الكرة اليمنية يوما بعد يوم وعلى الكفاءات استئصال هذا المرض وإلا ستكون عواقبه وخيمة. * لاعبون تتوقع لهم مستقبل واعد؟ هناك لاعبون كثر، فكرة القدم اليمنية ولادة بالمواهب أمثال الجوكر عصام الورافي وأيمن الهاجري وعبدالواسع المطري وعبدالجبار المنتصر وجريف إذا ترك شباب الجيل، وأنا قد نصحته شخصيا بأن يترك الجيل كي يستطع في سماء النجومية. * كيف تقيم تجربتك القصيرة مع كرة القدم اليمنية؟ أولها كانت جميلة وحلوه.. ونهايتها كانت قاسية ومؤلمة. * وهل تتمنى تكرارها؟ في الوقت الحالي لا أتمنى تكرار أية تجربة في اليمن إلا إذا تغيرت الوجوه التي تقود دفة الكرة اليمنية. * ما رأيك باتحادنا الكروي؟ أنتم تحتاجون لثورة رياضية من أجل اجتثاث الفساد الذي تعج به كرة القدم اليمنية، فحال الكرة اليمنية يصعب على الكافر. * كلمة أخيرة؟ لن أقول إلا رددي أيتها الدنيا نشيدي ردديه وأعيدي وأعيدي. * من وحي الحوار: لست ضد النقد وإن كان جارحا.. وتحية لكل من انتقدني. بكيت في ميدان التحرير بعد التصفيات، وذالك لحبي الشديد لهذا البلد وناسه الطيبين. كنت أذهب إلى ساحة التغيير في صنعاء متنكرا لأني كنت مؤمن بالتغيير الذي ننشده جميعا، لأن دوام الحال من المحال. محمد سالم الزريقي وخالد الزامكي ومحمد الحبيشي وعزيز الكميم وعبدالله مهيم أحببتكم من أعماق قلبي. استقالة شفيق أثرت عليا كثيرا، وكنت أتمناه بجواري. لم أستلم مقدم عقد، ومرتبي أقل بكثير مما تتصورون. استراحة محارب لمدة شهرين، ومن ثم لكل حادث حديث.