شرعت الحكومة الانتقالية في اليمن، أمس باتخاذ إجراءات عملية لضمان نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها يوم 21 فبراير الجاري، فيما شكًلت الأطراف الموقعة على اتفاق لنقل السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح، لجانا مشتركة لإدارة الحملة الانتخابية لمرشحها التوافقي، نائب الرئيس، عبدربه منصور هادي، بهدف حصوله على أكبر قدر ممكن أصوات الناخبين اليمنيين. وفي هذا الصدد أوضحت جريدة "الاتحاد" الإمارتية، أن جماعة الحوثي الشيعية المسلحة،رضخت لضغوط أوروبية بإجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال البلاد، فيما تعهدت اليابان بزيادة دعمها التنموي لليمن لمساعدته “على تلبية استحقاقات المرحلة الانتقالية”، التي ينظمها اتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لمنع انزلاق هذا البلد إلى أتون حرب أهلية، على خلفية احتجاجات شعبية عنيفة مطالبة، منذ أكثر من عام، بإنهاء حكم صالح، المستمر منذ قرابة 34 عاماً. وفي ذات السياق أشارت الجريدة إلى أن الاتفاق الذي وقعة النائب الثاني لرئيس حزب “المؤتمر”، عبدالكريم الارياني، والرئيس الدوري لائتلاف “اللقاء المشترك”، عبدالوهاب الانسي، تضمن “تشكيل لجنة انتخابية” تتولى مهمة إدارة الحملة الانتخابية المشتركة للمرشح التوافقي، عبدربه منصور هادي، لافتة إلى أن الطرفين اتفقا على تنفيذ نزولا ميدانيا لقياداتهما إلى بعض المحافظات بغرض دعم انتخاب هادي، وتنظيم مهرجانات انتخابية في المدن اليمنية لهذا الغرض. وعلى صعيد متصل حث ائتلاف برلماني لنواب استقالوا، العام الماضي، من حزب” المؤتمر”، الذي يرأسه صالح، على المشاركة في الانتخابات المقبلة، باعتبار أنها “مدخلاً أساسياً للتغيير الشامل الذي تنشده جماهير الشعب اليمني”. وجدد “الائتلاف البرلماني من أجل التغيير” في بيان، دعمه للمرشح التوافقي، داعيا اليمنيين إلى المشاركة “القوية والإيجابية للإدلاء بأصواتهم وإنجاح العملية الانتخابية كضمانة مهمة لمستقبل أفضل ويمن جديد تسوده العدالة والمواطنة المتساوية وينعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة لجميع المواطنين”. بدورها، شرعت الحكومة الانتقالية، التي يرأسها القيادي بالمعارضة محمد سالم باسندوة، في اتخاذ إجراءات لضمان مشاركة أوسع في الانتخابات المقبلة. من جانبه حث وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، عقال الحارات والحرس المدني للأحياء السكنية بالعاصمة صنعاء، على ضرورة “الحشد” للانتخابات الرئاسية “خدمة للمصلحة العليا للوطن والمواطن”، مشيرا في لقاء جمعه بهم إلى أن “المرحلة الحالية التي تمر بها البلد تتطلب تضافر كل الجهود ومن مختلف الجهات والشخصيات لتجاوزها”. واعتبر المشاركة في يوم الاقتراع “عملاً وطنياً سيؤسس للعمل الديمقراطي خلال المرحلة القادمة”.وقال إن “عقال الحارات والحرس المدني يلعبون دوراً حيوياً وهاماً في حياة المجتمع”، وطالبهم ب”جعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار”.