مستشفى العلفي بالحديدة - المستشفى المخضرم- الذي خدم في عهد الإمامة والجمهورية ومنذ ما يزيد عن عقد من الزمن يصارع من أجل البقاء صراعاً ينعكس على المرضى الذين يرتادونه ليصارعون الموت بجيوب فارغة,والآم وحُرقة إنسانية تتجرعها إدارة المستشفى,التي لا تجد ما يمكنها من تقديم العون أو جزء منه لإنقاذ مريض محتاج من الموت.. ولا من إعانة المعوزين المعدمين .. فهو المستشفى الحكومي الوحيد في الجمهورية من بقي معزولاً ومحصوراً باسمه وأداءه وإمكانياته، بل ومحاصراً حتى من ضروريات الإسعافات الأولية, في سنوات تحولت فيها مستشفيات أقل منه عمراً وتاريخاً وكادراً إلى هيئات طبية من أجل رفع موازناتها أضعافاً مضاعفة فقط.. "أخبار اليوم" زارت مستشفى العلفي بالحديدة.. وكانت الحصيلة التقرير التالي: ليست أحاديث المتحدثين ولا تصريحات المعنيين هي فقط ما يكشف عن معاناة هذا المستشفى ,فشكله الخارجي وممراته وتجهيزاته وجدرانه تنطق بجُل المعانة وانعكاس لها به تجد صدق المثل الشعبي القائل:(الجواب باين من عنوانه),فبين جدرانه وممراته تجد شحابة وقتامة تنطق بمرور سنوات كُثر لم يجدد فيها طلاء الجدار الذي فقد بياضه وأصيب بتآكلات وتحفرات تنخر في جسده المتعدد الأدوار لترى في جهته الخلفية عظمة الداء وغياب ترميمات الدواء فلا ترى غير جسم طحنه المرض وبلغ به الداء مبلغ جعله آيلاً للسقوط ,مع أصوات تتصاعد من داخله ترجوا رحمة الصحة وتدعو العلي القدير عام بعد آخر أن ينقذها من كارثة محتملة,وأن يهدي قيادة وزارة الصحة إلى تجنيبهم تلك الكارثة بإعادة ترميمه,ولو بحُلم عابر أو رؤية صالحة تصيب قيادة الوزارة..حيث أن استنجادات وتقارير المعنيين بالمستشفى إلى الوزارة وحديث وسائل الإعلام كل ذلك ولسنوات متكررة لم يلق إجابة بل ويتضاعف وضع المستشفى سوءاً.. فيأس الجميع مرضى وموظفين وإداريين من الاستنجاد ببشر وزارة الصحة مستعينين برب وخالق الجميع تسمع أنين تلك الدعوى وصداها في مخازن فارغة من أي دواء أو شاش أو مغذية أو لقاح يساهم في مجارحة مصاب أو إسعاف مريض ... مستشفى طوارئ: ورُغم كل معاناة المستشفى ما زال الاعتماد عليه كونه مستشفى الطوارئ بالمحافظة الذي يستقبل حالات الإصابة الناجمة عن الحوادث والمخاطر على مدى الساعة, فأي إدارات صحية في وزارة الصحة ومكتبها بالمحافظة. * • د. جار الله: الصعوبات مزمنة ومتكررة وفي مقدمتها مبنى آيل للسقوط وميزانية لا تكفي لشيء معاناة: وعن المعاناة التي تواجه إدارة المستشفى وتتسبب في عذاب ضمير للطبيب والإدارة على السواء تحدث د.عبدالرحمن جار الله - مدير عام المستشفى- بقوله: (إن المعاناة التي نواجهها في المستشفى متنوعة، معاناة ناجمة عن قصور في دور ومسئولية وزارة الصحة إزاء المستشفى, بدءاً من المباني القديمة الأهلة للسقوط والتي لم تحظ بعملية ترميم واحدة طوال عقود مضت إلا وعود بلا تنفيذ ولا صدق على الواقع, مروراً بالميزانية التشغيلية الشحيحة جداً والتي لا تكفي لتشغيل مركز طبي، ناهيك عن مستشفى,والتي تنعكس شحتها سلباً على أداء الكادر الطبي وعلى سير العمل، فالكادر لا يحصل على الحوافز والمكافآت اللازمة والمشجعة له أسوة بالمستشفيات الحكومية الأخرى ناهيك عن تأثير تلك الشحة على قدرة المستشفى ودوره إزاء المرضى الوافدين، لاسيما المعوزين منهم، علاوة على ذلك فلدينا في المستشفى مركز خاص بالطوارئ تم تشغيله بدون نفقات تشغيلية ولا اعتماد حتى الآن, ومن أبرز الصعوبات التي يعانيها المستشفى وذات صلة بالكادر الطبي هي ندرة الكادر المتخصص في جراحة المخ,والأعصاب والطوارئ والإنعاش والتخدير,والحاجة ملحة وضرورية لرفد المستشفى بما يحتاجه من الكادر الطبي المختص في هذه المجالات,مردفا بالقول:لكن مع الأسف كل تلك الاحتياجات والضروريات التي تتولد عنها معاناة عدة ليس لإدارة المستشفى فحسب وإنما للمرضى والمجتمع رفعنا بتاً ونرفعها كل عام عبر مكتب الصحة بالمحافظة إلى وزارة الصحة دون تجاوب عملي ويمنونا بالوعود عام بعد أخر وعود انجلت وحقبة نظام حُكم بكامله.. ونحن اليوم نعول على حكومة ووزارة ما بعد الثورة وعلى كل مسئول شريف ووطني يعي أهمية الصحة للمجتمع والمساواة بين المستشفيات الحكومية كافة,..فكل المستشفيات الحكومية تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى هيئات طبية مستقلة ارتفعت بذلك نفقاتها التشغيلية عشرات أضعاف ما كانت عليه وما نحن عليه اليوم باستثناء مستشفى العلفي ولا نعلم لماذا وما السبب؟. الأقل حظاً: ويوافقه فيما ذهب إليه د. مرشد عبدالله الكهلاني - نائب المدير العام- مضيفاً:أن المستشفى يعد الوحيد ربما من بين المستشفيات الحكومية الأقل حظاً سواء في توفير الكادر اللازم له وفق الطلب والاحتياج أو من حيث تجهيزاته وموازنته مقارنة بباقي المستشفيات الحكومية, بل أن موازنته الحالية طوال سنوات الماضي تنقضي بمرور أشهر في السنة, موضحاً أن المستشفى وكادره يعملون بكل تفاني وإخلاص انطلاقاً من أمانة المهنة والمسئولية الأخلاقية, بانتظار تحسن أوضاعهم من شهر لآخر ومن عام لعام دون جدوى, مخاطباً وزارة الصحة في الحكومة الانتقالية الالتفات إلى المستشفى ووضعه وإعادة تأهيله ليقوم بواجبه ودوره إزاء المجتمع. * • د. الكهلاني: ما لم تستجب له الحكومات السابقة هل تلبيه حكومة الوفاق الوطني؟! خلاصة: وخلاصة الأمر إن الواقع ينطق بمعاناة هذا المستشفى التي لم تعد خافية على أحد لا مريض ولا طبيب ولا مواطن عادي، فهل تعي وزارة الصحة ذلك ومتى؟ ولماذا عُقب هذا المستشفى بحاله ووضعه؟ هل لكونه يحمل أسم شهيد، أم لأمر آخر؟ ومتى سيستجاب لصيحات ومناشدات إدارته وموظفيه ومرضاه؟. * • تدني أوضاع المستشفى وقدراته تنعكس على خدماته