سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهتار يؤصل للمشاركة في الانتخابات من الناحية الشرعية ورأي الشرع في اختيار الحاكم دعا السلفيين للاستفادة من تجربة إخوانهم في مصر وذكّر الحوثيين والحراك بمقاطعتي الإصلاح والاشتراكي..
اعتبر القاضي/ حمود بن عبدالحميد الهتار - وزير الأوقاف المستقيل- مشاركة المواطن في اختيار حكامه ومراقبتهم ومحاسبتهم والمطالبة بعزل أي منهم -عند ثبوت موجب عزله- حقاً من الحقوق المقررة للإنسان في الأنظمة الديمقراطية.. إن شاء مارس هذا الحق وإن لم يشأ تركه. أما في الشريعة الإسلامية يرى القاضي الهتار أن هذه المشاركة من قبيل الواجبات الشرعية التي يجب على المسلم القيام بها ولا يجوز له الامتناع عن أداء هذا الواجب أو منع غيره من أدائه، عملاً بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) النساء:58، وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الشورى38، ولما روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته.... الخ) متفق عليه، ولما هو معلوم لدى علماء المسلمين سنة وشيعة ومنهم الزيدية والشافعية من وجوب اختيار الحاكم ومراقبته ومحاسبته وعزله والخروج عليه عند ثبوت موجب أي منها على النحو المبين في كتب الفقه. وقال - في تصريح ل"أخبار اليوم": من هذا المنطلق فإني أدعوا اليمنيين عموماً والسلفيين خصوصاً إلى المشاركة في الانتخابات التي ستجرى يوم 21 فبراير 2012م ، قياماً بالواجب الديني والوطني، كما أدعوا الحوثيين والحراكيين والأعضاء المؤسسين لجبهة إنقاذ الثورة وحزب الأمة إلى التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات، والتوجه نحو صناديق الاقتراع قياماً بالواجب ومساهمة في حل مشكلة اليمن وطيّ صفحة الماضي وإنهاء حكم صالح من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة هذا من جهة، مضيفاً: ومن جهة أخرى فإن المقاطعة عدم والعدم لا يجدي نفعاً ولا يصنع شيئاً ولن تؤثر هذه المقاطعة على سير ونتائج الانتخابات. وأكد أن هناك تجارب عديدة لمقاطعة الانتخابات أو الاستفتاء في اليمن وغير اليمن، كانت نتائج المقاطعة غير مؤثرة على العمليات التي تمت، بل انعكست سلباً على المقاطعين أنفسهم، مذكراً بمقاطعة التجمع اليمني للإصلاح للاستفتاء في عام 91 م والحزب الاشتراكي للانتخابات البرلمانية في عام 97م واللقاء المشترك لانتخابات المحافظين في عام 2008م، لم تؤثر المقاطعة على نتائج العمليات الثلاث، بل أثرت على المقاطعين أنفسهم.. مشيراً إلى أن المؤتمر قد ضرب عرض الحائط بنتائج انتخاب بعض المحافظين حينما تعارضت مع مصالحه واستبدل المحافظين المنتخبين بمحافظين معينين. وثمن الهتار جهود ومواقف الجهات التي أعلنت المقاطعة ومقارعتهم للنظام سابقاً، حيث كانوا في طليعة المطالبين بالتغيير.. مضيفاً لذا نطالبهم جميعاً بالعمل من أجل إنجاح عملية انتقال السلطة وتمكين المواطنين من المشاركة في الانتخابات وإيقاف كل من يحاول عرقلة الانتخابات في بعض المراكز أو منع المواطنين من الوصول إليها أو من الإدلاء بأصواتهم، عملاً بما هو معروف من مبادئ الحرية في الأنظمة الديمقراطية من أن حرية الإنسان تنتهي عند بداية المساس بحرية الآخرين، موضحاً: أن من يطالب بالحرية ويقاوم الاستبداد لا يمكن أن يكون مستبداً يمنع الآخرين من ممارسة حريتهم. وتمنى الهتار - في ختام تصريحه- على السلفيين في اليمن أن يستفيدوا من تجربة إخوانهم في مصر في المشاركة في الانتخابات وفي العمل السياسي، فالإسلام دين ودولة عقيدة وشريعة وأخلاق.