يواصل موظفو شركة النفط بمحافظة تعز إضرابهم المفتوح الذي بدأوه الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على ما وصفوه بالفساد المالي والإداري داخل الشركة وتهميش الكوادر المؤهلة وحرمانها من الترقيات وعدم تثبيت المتعاقدين والعاملين بالأجر اليومي الذي مضى عليهم ما يقارب 12عاماً، واحتجاجاً على عودة المدير التنفيذي لشركة النفط عمر الأرحبي إلى عمله بعد تقديم استقالته إلى وزارة النفط ثم العدول عنها. وترتب على الإضراب الذي بدأ جزئياً يوم السبت الماضي عدم تزويد محطات البنزين بالمشتقات النفطية وهو ما ينذر بأزمة جديدة بدأت تلوح في ارتفاع أسعار الديزل وقد تتفاقم أكثر إذا لم يتم الاستجابة لمطالب الموظفين. يقول عبدالكريم الحميدي - المسؤول الإعلامي لنقابة النفط: لدينا موظفون منذ 12 عاماً يعملون بالأجر اليومي ولم يتم التحدث عنهم على الإطلاق وكلما تحدثنا عنهم، فإننا لا نجد استجابة من قبل الشركة وأصحاب الأجر اليومي العاملين داخل الفرع بما فيهم عمال النظافة، رفض عمر الأرحبي التعاقد معهم ولم يلتفت إليهم ونعتقد أنه عاد للانتقام منهم، خاصة بعد احتجاجاتهم المطالبة بإقالته. وأضاف الحميدي: الأرحبي أسوأ مدير عام تنفيذي داخل الشركة، حيث حولها إلى قطاع خاص وأعطى مناصباً لأناس ليس لديهم مؤهلات سوى محسوبيات ووساطات وصرف لهم السيارات والبدلات المختلفة وكأنها إقطاعية خاصة به، فالشركة اليوم مهددة بالإفلاس إذا لم تتداركها حكومة الوفاق الوطني، ونقول لها بدلاً من التوجه إلى الخليج لحشد الدعم عليكم التوجه إلى شركة النفط لمعالجة الاختلالات واجتثاث الفساد الذي يحرم خزينة الدولة مليارات الريالات سنوياً, وعليكم الاطلاع على تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وملفات من المخالفات المالية والإدارية التي ما تزال حبيسة الأدراج ولم يؤخذ بها بحكم أن الأرحبي كان مدعوماً ومسنوداً من قبل النظام السابق - حد قوله. بدوره يقول محمد الدهبلي - رئيس قسم العهدة المالية بشركة النفط: شركة النفط يجب أن نحافظ عليها، لأنها ملك الشعب ونحن هنا لخدمة الشعب لا نريدها أن تتحول إلى قطاع خاص وهناك عصابات مافيا يريدون أن يحولوها إلى القطاع الخاص وهو ما سيؤدي إلى تحميل المواطن أعباء إضافية، المواطن يكفيه من العبث بحقوقه يكفيه من الفساد ولظلم ورفع الأسعار, مضيفاً الثورة لم تأتي من باطل، ولكن أتت من ظلم ومن عبث وفساد ولذا لابد أن تواصل مسارها الصحيح للحفاظ على ممتلكات الدولة بشكل عام والمحافظة على الأصول الخاصة بالشركات والمؤسسات. من جانبه يقول عادل عبد علي رئيس الرقابة والتفتيش في الشركة: أنا من المعاصرين لهذه الشركة توظفت فيها أيام فتحي سالم الذي اسميه ب"جورباتشوف النفط"، لأنه فكك شركة النفط وباعها للقطاع الخاص، باع الزيوت والغاز ولم يبق لنا إلا البنزين والسولار حتى المازوت لم يسلم من الخصخصة, أما "دبليو جورباتشوف النفط" فهو عمر الأرحبي، فقد استطاع تهديم الكفاءات في الشركة إذ أزاح المدراء الجيدين وتركهم في البيوت وهمش الموظفين المؤهلين من الترقيات والعلاوات ورفع مجموعة من الموظفين كانوا مراسلين في فروع الشركات وأصبحوا مدراء ولدي الدليل أحدهم كان مراسل عندي واليوم أصبح مديراً في الإدارة العليا في صنعاء. وأشار رئيس الرقابة والتفتيش في شركة النفط إلى أن الشركة غارقة بالفساد والضرورة الوطنية تقتضي إحالة الأرحبي إلى التحقيق بسبب الفساد المالي والإداري لا مكافأته بالعودة لمزاولة عمله.