سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فايرستاين: غالبية القبائل اليمنية لا تتعاطف مع «القاعدة» وانقسام الجيش يعيق الانتصار أعرب عن قلق واشنطن من الدعم الإيراني للحوثيين وقوى في الجنوب وأكد أن وحدة اليمن حسمت في عام 90م..
أكد سفير الولاياتالمتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين أن الانقسامات في داخل المؤسسة العسكرية تمثّل عائقاً أمام تنفيذ حملة ناجحة ضد «القاعدة» في جزيرة العرب، مستدركا بالقول: ولكنني لا أذهب إلى درجة القول إنه حتى في ظل الظروف الحالية ليس هناك شيء يمكننا القيام به لوقف «القاعدة». على العكس من ذلك أعتقد أنه في إمكاننا ذلك. وبالتأكيد إذا حلّينا بعض القضايا السياسية التي تسبب بلبلة في الجيش اليمني فإننا نكون قد حسّنا إمكانات النجاح في المبادرات التي نقوم بها ضد «القاعدة». وأشار في حوار مع الحياة اللندنية إلى أنه عمل مع عبد ربه منصور هادي بشكل وثيق حين كان هادي يمارس مهماته رئيساً بالوكالة وان عمل الجانب الأميركي لا زال مستمراً مع الرئيس هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة - الذي قال أنه عمل معه أيضاً عندما كان الأخير زعيماً في المعارضة – وذلك في شكل منتج جداً في القضايا الأساسية التي تهم البلدين. وأضاف بان التعاون الأميركي- اليمني في مجال مكافحة الإرهاب حالياً هو بنفس ما كان في الماضي إن لم يكن أفضل حد قوله، معتبراً أن من الصعب مقارنة 10 سنوات من التعاون الثنائي مع حكم الرئيس صالح ببضعة شهور في ظل الحكومة الجديدة. وأضاف: أعتقد أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب استفاد من الأزمة السياسية خلال السنة الماضية. أدت الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين إلى تراجع قدرتهم على التحرك في شكل فاعل ضد «القاعدة»، وهذا ما سمح لها بأن تعتمد استراتيجية أكثر شراسة. ولذلك فإنني لا أعزو توسع «القاعدة» إلى انتقال السلطة من الرئيس صالح إلى الرئيس هادي، ولكن ما أعتقده هو أن حكومة اليمن وجيشها خسرا بعضاً من القدرة على الرد على تصرفات «القاعدة» في جزيرة العرب. وقال: كما أننا نرى اليوم جزءاً من استراتيجية «القاعدة» التي تحاول تقديم وجهة نظر مفادها أن عملية الانتقال إلى قيادة جديدة في اليمن لم تؤثر أو تقلل من قدرتها على مواصلة العمل في شكل عنيف أو التوسع والسيطرة. إننا نرى حالياً عملية محددة هدفها الرئيسي خلق جو نفسي بين اليمنيين بأن «القاعدة» في جزيرة العرب لم يعد في الإمكان وقفها الآن. وجزم فايرستاين بانه يعتقد أن القاعدة تنظيم ضعيف لكنه استفاد من ظروف فريدة وأنه خلال الفترة المقبلة سيبدأ ظهور مفعول مبادرات يعملون عليها، وتابع: "مثلاً في مجال إعادة تنظيم المؤسسة الأمنية وإعادة توحيد الوحدات العسكرية ومواصلة العملية الانتقالية السياسية. كل ذلك سيساعد الحكومة في إعادة بسط سلطتها، وعندما تبدأ تلك المبادرات في إعطاء نتائج ستتراجع قدرة تنظيم «القاعدة» على مواصلة السير في الطريق التي يسلكها حالياً". واستبعد أن يكون بإمكان القاعدة السيطرة على البلد في اليمن، مشيرا إلى أن التنظيم غيّر استراتيجيته لأنه يرى فرصة متاحة الآن، ويريد خلق عامل نفسي مفاده أنهم حتى ولو لم يمكن في إمكانهم السيطرة على البلد فإنهم قادرون على خلق جو يجعل اليمنيين يشعرون بأنه لم يعد في الإمكان وقف «القاعدة» في جزيرة العرب وإن عليهم بالتالي استيعاب التنظيم وإظهار التأييد لشرائح في داخل المجتمع اليمني متعاطفة مع «القاعدة». ولذلك فإنني أعتقد أن ما تقوم به «القاعدة» الآن هو تحقيق تقدم نفسي وبعد ذلك تحييد المعارضة لها في المجتمع اليمني. ويرى سفير واشنطن أن القاعدة تحظى ببعض التأييد من متعاطفين مع «القاعدة» في المجتمع اليمني، كما هو الحال مثلاً في مناطق القبائل في باكستان أو كما هو الوضع في أفغانستان، مستدركا: " لكن قدرة «القاعدة» في جزيرة العرب على السيطرة والإمساك بالأرض ليست ناتجة من أنها منظمة قوية، ولكنها ناتجة من أن 15 شهراً من الأزمة السياسية أدت إلى إضعاف الحكومة وقدرتها على السيطرة على أراضيها ولذلك فإن «القاعدة» في جزيرة العرب تتوسع في فراغ، وأعتقد أنه لو قامت الحكومة والجيش اليمني بجهد أكبر لدفع «القاعدة» إلى التراجع فإن هذا الجهد سينجح وسيلقى تأييداً من القطاع الأوسع من القبائل اليمنية. رأينا، مثلاً، ما حصل في رداع في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما حاولت «القاعدة» ومؤيدوها الدخول أفشل ذلك المعارضة القبلية. والأمر ذاته يحصل في أبين حيث رأينا رداً واضحاً من القبائل على محاولة «القاعدة» التوسع ولذلك فإنني أعتقد أن الغالبية العظمى من القبائل في اليمن ليست متعاطفة مع «القاعدة» في جزيرة العرب ولا تؤيد تصوراتها، لكنها بحاجة إلى أن تعرف أن الحكومة قوية وقادرة ومستعدة لممارسة سيادتها على أرضها- حسب تعبيره. وقال إنه من المحتمل أن الصوماليين يشكلون نسبة كبيرة من عناصر «القاعدة» في جزيرة العرب. وأضاف في هذا السياق ان الايرانيين يشجعون على الأقل تعطيل الحلول السياسية لقضايا الجنوب ويريدون بناء نفوذ والتأثير في التطورات الحاصلة في اليمن سواء من خلال الحصول على التأثير داخلياً أو في شكل أوسع في المنطقة من خلال إقامة موطئ قدم لهم في الجزيرة العربية، وهو الأمر الذي من الطبيعي أن يُنظر إليه بوصفه تهديداً أمنياً من المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي حد قوله. وأعرب عن قلق بلاده من الجهد الأكثر شراسة من الجانب الإيراني لبناء علاقات في اليمن، مع الحوثيين و مع عناصر أخرى في المجتمع اليمني في الجنوب، وأضاف: "نعتقد أن نيّة الإيرانيين هي زعزعة الأوضاع ومنع نجاح عملية الانتقال السياسية إننا نرى أدلة على أن الإيرانيين يوفرون مساعدات عسكرية وتدريباً لبعض هذه العناصر اليمنية، بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمونه في مجال الدعم المالي والسياسي. وأكد أن سياسة الولاياتالمتحدة واضحة في شأن وحدة اليمن وانها ترى ان القضية قد تم حلها عام 1990 عندما تم توحيد شطري البلاد. وأشار الى انه في عام 1994 دعمت الولاياتالمتحدة في شكل واضح الحفاظ على وحدة اليمن، وزاد بالقول: "موقفنا ما زال نفسه اليوم كما أننا نشير إلى أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي (لحل الأزمة اليمنية الحالية) أشارت بوضوح إلى أن النية هي أن النقاشات في شأن الاختلافات كلها في داخل المجتمع اليمني يجب أن تحل في إطار يمن موحد. وقرار مجلس الأمن 2014 يتحدث أيضاً عن وحدة اليمن. المجتمع الدولي كله يؤيد وحدة اليمن وسيادته، وليس فقط الولاياتالمتحدة.