دفعت معاناة أم بعدن تعاني طفلتها من مرض التوحد إلى حشد الجهود الأهلية وتأسيس جمعية خيرية للاهتمام بأطفال عدن الذين يعانون من المرض . وقامت المهندسة "عبير اليوسفي "-لديها طفلة تعاني التوحد- بحشد جهود أهالي الأطفال الذين يعانون التوحد لتأسيس أول جمعية معنية بالأطفال في محافظة عدن . وشهدت محافظة عدن أمس حضوراً كبيراً لأهالي وأمهات الأطفال التوحديين في فعالية توعوية بمخاطر المرض وآثاره وأنواع علاجه نظمتها " جمعية أطفال عدن للتوحد ." وقالت اليوسفي التي ترأس الجمعية في الحفل الذي حضره عدد من قيادات السلطة المحلية بالمحافظة: إن عملنا هذا ما هو إلا خدمة لهؤلاء الأطفال ولنمسح دمعة حزن تتأرجح في مقل كل أم لطفل أو طفله توحديه وهي تحلم بأن يصبح ابنها كغيره من الأطفال وان لا تقلق على مصيره إن هي أو هو رحلوا عن هذه الحياة . وأعربت اليوسفي عن دهشتها بالكم الكبير من الحالات المصابة بالمرض والتي عجزت الجمعية عن استيعابها في محافظة عدن بسب الامكانيات والعمل في مقر مؤقت وفرته إحدى الجهات كاستضافة إلى حين تتحسن الأحوال, مستغربه من انعدام الاحصائيات لدى وزارة الصحة عن المرضى المصابين بالتوحد . وأضافت في كلمتها التي حملت معاناة أم مع طفلها المصاب بالمرض :بعد أن احترنا بهم والتبس الأمر علينا لعدم وجود من هو قادر على الاهتمام بهذه الفئة في اليمن السعيد وعدم استطاعة مستشفياتنا العامة منها والخاصة علاج المصابين، تولدت لدينا الرغبة والعزيمة والحلم في تأسيس هذه الجمعية على طريق تأسيس مركز للأطفال التوحديين يضم أفضل الأخصائيين في تطبيق البرامج التعليمية المتخصصة لدعم أطفالنا المصابين بالتوحد وعائلاتهم، وتمنت أن يكون في المستقبل من أفضل المراكز الاستشارية والمتقدمة محلياً وخارجياً. وتحدثت الأم مخاطبة الحاضرين: نحن لا نريد الكثير ولكن نحلم بأن يتم دمج الأطفال المصابين بالتوحد في المجتمع بنجاح من خلال تقديم البرامج العلاجية الفعالة بطريقة شمولية وتركيز جهودنا لخلق وعي بين أبناء المجتمع للتعريف بمعنى التوحد وكيفية التعامل معه وإيجاد المناهج الدراسية المناسبة لدمجهم في التعليم الأساسي كأقرانهم من الأطفال أسوة ببقية أطفال التوحد في بقاع العالم. وأبدى كل من وكيل محافظة عدن "وحي أمان " ومدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل " أيوب أبو بكر " استعدادهما لدعم أنشطة الأهالي في الجمعية , مؤكدين على ضرورة تضافر جهود المجتمع لرعاية دعم وتأهيل هذه الشريحة من المجتمع . وكانت "عبير اليوسفي" -موظفة بوكالة الأنباء اليمنية سبأ-قد قالت في تصريح ل "أخبار اليوم" إن تأسيس الجمعية جاء من قبلنا نحن مجموعة من أولياء الأمور آباء وأمهات الذين أكرمنا الله عزوجل وأنعم علينا بأبناء هم قرة أعين لنا ولكن ينقصهم الاتصال المباشر بما يحيطهم من عوالم مختلفة . وأضافت: أولادنا التوحديين يختلفون عن بقية أقرانهم بأنهم يعيشون في عالمهم الخاص لا يبالون بما يجري من أحداث أمامهم, فلا يهتمون بالتغيرات والأحداث السياسية المختلفة ولا الربيع العربي, وبالتالي لا يستطيعون أن يعبروا عن رغباتهم واحتياجاتهم بسبب المرض.