إذا كانت انتخابات الأندية الرياضية لم تفرز مفاجآت من العيار الثقيل - كما كنا نتوقع - والسبب أن (التزكية) أسهمت في بقاء شخصيات تتولى شئون عددا من الأندية، وهذا بحسب رغبة الجمعيات العمومية باستثناء إصرار عيسي وحدة عدن على البقاء في النادي، ولو وصل به الأمر للمشارعة في المحاكم!!، والمؤشرات هنا توضح بدلالة قاطعة أنه إذا كان عيسي (صغير) لم يستطع أبناء نادي وحدة عدن تنحيته عن النادي بالانتخابات، فإن المشكلة ستكون أعوص في حال أرادت الجمعية العمومية لاتحاد القدم الخلاص من مدة حكم أحمد العيسي رئيس اتحاد كرة القدم اليمنية، وإذا كان عيسي عدن قد وجد مساندة من يماني مكتب الشباب والرياضة، ومعه الخبير عزام خليفة، فإن مصيبة كرتنا في اتحادها كبيرة، لأن هناك أكثر من عضو يساند العيسي، ويزين له الإخفاقات على أنه البداية الحقيقة للنجاح!!. وللتدقيق أكثر سنجد أن كل (مشكلة) رياضية عامة أو خاصة يقف وراءها العيسي، ففي انتخابات هلال الحديدة نصب العيسي خيرات رئيسا للنادي واعدا بدعم الأزرق الساحلي إذا تخلى الشباب عن قناعتهم بأن الرجل المعروف عبدالله خيرات ليس رجل المرحلة، وهذا بحسب ما قرأنا في تغطية انتخابات النادي (الخرابة) الذي تتهافت عليه شخصيات كبيرة دون أن تحقق له حلم النموذجية الذي تحقق لأندية أخرى في بلادنا!. وإذا كانت انتخابات العروبة قد أفرزت حسا راقيا في التعامل مع أسماء الفائزين، وطريقة سردها، فإن انتخابات وحدة صنعاء التي كانت قد تأجلت لخلافات قد أضحكتنا كثيرا، وهم يجتمعون في ساحة معينة لقراءة الأسماء الفائزة بشكل أقرب لما يدور في (الحراج)!!. أما في انتخابات حجة فقد كانت الصراعات في الناديين اللذين وقع عليهما الاختيار بحسب لوائح لجنة الانتخابات العامة وبحسب ما وصلني بسبب عدم تواجد الجانب الأمني بشكل يضمن سير الانتخابات وفق مسار تنافسي يتدثر بالروح الرياضية. المهم يمكننا القول إن نسبة نجاح الانتخابات تحققت بشكل فوق المتوسط، وبصورة يتحمل تبعاتها الرياضيين في كل محافظة سواء من منحوا الثقة لمجربين أو من توكلوا على الله واختاروا قيادات جديدة في قوام الهيئات الإدارية داخل كل نادٍ. انتخابات الاتحادات.. المهمة الصعبة! ******** ربما لم تحفل انتخابات الأندية بالإثارة المتوقعة، ولم تشهد التغيير الذي يقترب من نسبة كبيرة نحو التطور، لكن تبقى انتخابات الاتحادات الرياضية العامة هي (الأهم)، والأخطر نظرا لرغبة جميع رؤساء الاتحادات بالبقاء أربع سنوات أخرى، وإن كان البرلماني الخضر العزاني رئيس اتحاد السلة قد استشعر الموقف، وعرف مسبقا دون اللجوء لقراءة (الفنجان) أنه غير مرغوب به، إثر المشاكل المحدقة التي ألمت بكرة السلة اليمنية.. وكذا يتوقف الأمر عند الأخ محمد الفقيه رئيس اتحاد البنجاك سيلات السابق والذي عصفت به المشاكل بعيدا عن اللعبة القتالية ومن الاستحالة عودته لموقع رئيس الاتحاد. وإذا كان هناك رؤساء غير مرحب بهم إطلاقا كما ذكرت، فإن الأمور من ناحية ثانية تسير في اتجاه عدد من قيادات الاتحادات بشكل جيد، وعليه فإن الانتخابات ستكون صورة (رمزية) فقط لعدم وجود منافسين أقوياء ولضمان بقائهم في الاتحادات بناء على تطويرهم للألعاب التي يرأسونها.. فالمهندس نعمان شاهر سيبقى متربعا على عرش الاتحاد، وهي رغبة يتمناها جميع عشاق اللعبة، ولأن شاهر يبذل جهودا كبيرة في الارتقاء بالجودو، إضافة إلى كونه رئيسا الاتحاد العربي للعبة ويبدو وضع اللعبة في قادم الأيام أفضل مما كانت عليه. تنس الميدان والصرمي ******** أما صرمي تنس الميدان والإسكواش هو الآخر يحظى بتقدير الجميع، وتواصل فعاليات الاتحاد وإنجازاته الخارجية ستمنحه فرصة البقاء أيضا. مصارعة المغربي ******* وبالمثل سيكون للأخ عبدالله المغربي رئيس اتحاد المصارعة موقفا مماثلا رغم بعض المشاكل والعراقيل التي وضعها البعض أمامه، لكن الرجل خدم اللعبة، ومن الصعب أن يفرط محبي المغربي به.. كاراتيه مختار ****** وبالنظر إلى أوضاع الاتحاد العام للكاراتيه ورئيسه الخلوق مختار حميد سيف نجد الاتحاد يتقدم خطوات رغم شحة المخصص المالي الذي يتلقاه قياسا بما تتلقاه ألعاب قتالية أخرى، ومختار أصلا ابن اللعبة، وهو الخيار الأمثل لقيادة مرحلة جديدة للعبة اليد الفارغة. موفق التايكوندوا ****** موفق منصر رئيس الاتحاد العام للتايكوندوا هو الآخر تبقى حظوظه قوية، ومن الصعب الإطاحة به، ولا أعتقد أن شخصا جديدا سيقود اللعبة سواه خاصة بعد البطولة الكبيرة التي أقامها في العاصمة صنعاء، وكانت الأكبر تنظيما على المستوى المحلي بين باقي الألعاب. خولاني الرياضة للجميع ********* ولا يختلف اتحاد الرياضة للجميع ورئيسه الأخ حسن الخولاني عن التوقعات السابقة، فالرجل يتمتع بشخصية قيادية وتربوية، واتحاده نشيط ومنتظم الفعاليات، ويعمل بشكل يفوق مخصصه المالي في خط سير متوازي مع طموحات الجميع، ومن الطبيعي أن ينال الثقة مجددا، بل من الطبيعي جدا. طاولة السنيني ******* وبعيدا عن أشواط التنافس تبدو حظوظ الدكتور عصام السنيني قوية في استمرارية قيادة اتحاد الطاولة، فالرجل يعمل بجد وفعاليته تمتد طوال السنة واتحاده منظم وأنيق كصفة اكتسبتها قيادة الاتحاد منذ كان الأخ نبيل الفقيه رئيسا للعبة، ولهذا سيكون من البعيد بمكان أن يشهد اتحاد الطاولة رئيسا جديدا. نظمية.. واتحاد رياضة المرأة ******** وببصة سريعة على الرياضة النسوية تبقى الأخت نظمية عبدالسلام الرئيس الحالي للاتحاد العام لرياضة المرأة المرشحة الأقوى للبقاء، ولو في ظل وجود منافسات أخريات.. نظمية نشيطة ورياضية أصيلة، وتحظى بتقدير وثقة الجميع، لذا من الصعب أن نشاهدها خارج الإطار النسوي للاتحاد. اتحادات على كف عفريت!! ******* وإذا كان حال الاتحادات الرياضية أعلاه أفضل واسلم عبورا نحو ثقة متجددة، فإن هناك اتحادات يقف رؤساؤها على كف عفريت في ليال صارخة تتأرجح بها رياح (الشك) والشك قاتل. شطرنج العذري ******* يبدو رئيس الاتحاد العام للشطرنج في (مأزق) حقيقي لوجود أكثر من منافس، والأكيد أن منافسيه لا يقلون احتراما عنه، وهم أيضا أبناء للعبة، لكن هذا لا يعني أن الرجل بيروح بشربة مية، فقد خدم العذري الاتحاد، وأوجد قاعدة كبيرة من اللاعبين في مختلف الأعمار، واتحاد الشطرنج واحد من أنشط الاتحادات وربنا يستر!!. طائرة محسن ******* أما قائد الكرة الطائرة محسن أحمد صالح، (فيقف على أصبع العفريت الصغيرة)!! وحظوظه بالبقاء أشبه بمن يحاول استعادة دقيق نثرته رياح في يوم عاصف.. مشاكل الاتحاد لا تخفى على أحد وطائرتنا ياما حلقت بجناح مكسور، وورثت خلافات، واليوم سيكون محسن أمام خيارين أولهما أن يُمنح الثقة مرة أخرى، ونسبة الخيار الأول ضعيفة، والثاني أن الجميع يخشون تواصل التحليق المتعرج، وسيختارون (كابتن) يجيد القيادة، والخيار الثاني يبدو الأقرب للتحقق. وحيشي الجمباز.. نار القلق!! ******** يعيش رئيس الاتحاد العام للجمباز الأخ محمد الوحيشي على نار هذه الأيام، ومنذ أن أكد الأخ محمد الأهجري أنه سيرشح نفسه لانتخابات الاتحاد، ولأن الأهجري اسم لا يمكن تجاوزه لكل خدماته التي قدمها للعبة كرئيس اتحاد سابق، فإن الوحيشي الذي تم تعيينه أصبحت مسألة بقائه (وقتية) إذا ما أكد الأهجري ترشحه رغم أن هناك أخبارا تؤكد أن الأهجري لن يفوز في حال ترشح للانتخابات والأيام القادمة ستكشف ذلك. ضلعي القوى.. يا خوفي!! وذات الحيرة والقلق تراود الأخ عبدالسلام الضلعي رئيس الاتحاد العام لألعاب القوى، فهو الآخر يخشى من أن يكون أحد ضحايا الانتخابات وبالذات إذا ما علمنا أن الشيخ حسين الشريف أصبح الاسم المتداول لقيادة اللعبة، والشريف قيادي ناجح ورياضي قديم، وإذا ما صحت هذه الحكاية فإن الضلعي سيغادر من ذات الباب الذي سيغادر منه وحيشي الجمباز. شوقي وحلم المبارزة ******* فيما يخص اتحاد المبارزة قد يكون للأخ شوقي زيد نائب رئيس الاتحاد السابق حضورا لافتا، فالرجل يعشق اللعبة ولم يقصر في إقامة الأنشطة عندما كان رئيسا (مؤقتا) للمبارزة، وإذا ما غادر الشريف باتجاه أم الألعاب سيكون شوقي على موعد مع وضع طالما تمناه إذا لم يكن للأخ عبدالباري الشميري رأيا آخرا، وقد عرفنا الشميري متميزا في الإدارة ومحنك في التعامل. كونغ فو عباد بثوبين!! ****** لا أدري ماذا أقول حقيقة عن وضع الاتحاد العام للكونغ فو، وهو الاتحاد الذي يرأسه حمود عباد وزير الأوقاف، كما أنه الاتحاد الذي طحنته المشاكل مؤخرا، وأطاحت بأمينه العام الجائفي بعيدا عن منصب (الأمانة) حتى الآن لا يمكن القطع يقينا بأن حمود سيترك الفرصة لشخص آخر، وإذا عزم كعادته في البقاء سيكون صاحب الحظ الأوفر، وسيتحتم عليه أن يظهر مرة بثوب الوزير المسئول عن مساجد البلاد، وعثرات العباد ومرة بثوب الرجل المقاتل الذي يقدم الأبطال للوطن!!. سند البلياردو.. هدوء!! ******* على طاولة البلياردو تبدو الأمور هادئة، لا مشاكل ولا منغصات والاتحاد يقوم بما عليه في ظل رئاسة الحريبي سند.. هذه المؤشرات تفيد بأن لا جديد وسيبقى سند سندا لمحبي البلياردو والسنوكر والبولينج كذلك. كيك المطري وفرن المغادرة!! ******** وبعيدا عن (الأفران)، فإن اتحاد حميد المطري (الكيك) بوكسينج هو الآخر قد يشهد تغييرا في قوام هيئته الإدارية لكني أعرف جيدا أن حميد يريد البقاء في الاتحاد مالم تحدث مفاجأة تحمله جانبا على رصيف بعيد من سخونة (الكيك) وفي مأمن من ضربات البوكسينج. السباحة.. يا خليفي! ******** بالغوص في حوض سباحة (بارد) وبعد انتعاش آني سنجد أن الاتحاد المعني بالانتعاش غارق في سبات عميق، وأن حوض الاتحاد جف ويبس، ولم تعد تزوره المياه حتى مع قدوم موسم الأمطار.. الأكيد أن الأخ أحمد الحدأ رئيس الاتحاد لن يترشح لمدة ثانية، فالرجل يرفض السباحة ضد التيار ويؤمن بأن التغيير بات ضروريا، ولكن ستكون المصيبة كبيرة في حال ترشح الأمين العام الحالي جمال علاو لرئاسة الاتحاد، فالرجل لم يقدم شيئا للعبة كأمين عام واللعبة بصريح العبارة بحاجة إلى (منقذ) ينتشلها مما تعانيه، فهل يعي الخليفي المرشح القادم هذه الحقائق أم أن الحكاية مجرد تولي رئاسة اتحاد وخلاص. دراجات العيدروس بلا عجلات!! ****** السباق ضد الساعة هو ما تهتم به لعبة الدرجات الهوائية، ولكن هذا الاتحاد ابتكر سباقا ضد التطور، وفرمل عجلات الانطلاق بصورة غريبة.. لا فعاليات متواصلة ولا أبطال، مجرد اتحاد يعيش حالة (كمالة) عدد مع أن اللعبة ليست بحاجة إلى ذلك الجهد الجبار لتوسيع قاعدتها، ولا بحاجة للبحث عن هواة خاصة في بلادنا التي تتمتع بالكثير ممن يعشقون التنقل بالدراجات الهوائية..! فقط كل الحكاية شوية نشاط وانتظام فعاليات لكن يظل هذا الاتحاد غامضا حتى في الإشارة لمن سيقود عجلات التطور المنشود قادما والعيدروس مسألة بقائه من عدمه مرهونة بهواء التكتم وأهواء لا ندري مصدرها. اتحاد الشركات.. لماذا؟!! ********* من وجهة نظر أرى أن استمرارية اتحاد الشركات مسألة (هزلية)، حيث مرت السنوات ولم نسمع لهذا الاتحاد أي نشاط، رغم تأكيد البعض أنه يتحصل على مخصص مالي من وزارة الشباب والرياضة.. ثم أنه لا يتوجب على وزارة الشباب دعم هذا الاتحاد ومن الطبيعي كما يحدث في بلدان أخرى ومجاورة أن تقوم الشركات برعاية أي نشاط لهذا الاتحاد، وتعمل على اختيار هيئة إدارية من أوساطهم إذا كانوا فعلا يحبون الرياضة ويحرصون على سلامة موظفيهم.. هذا الاتحاد بمعنى أدق غير فاعل، ولا منتظم ولم نسمع به إلا يوم تأسيسه، ثم صار (سلعة) معدومة من الأسواق اليمنية. الرماية بلا هدف!! ******** بالمثل يعاني اتحاد الرماية كثيرا من إخفاقات مشاركات خارجية تتواصل وبطولات محلية تقام كجبر خاطر.. هذا الاتحاد لا يمارس هواية الرماية فيه إلا منتسبو الأمن والقوات المسلحة، وكان الأحرى بوزارة الشباب والرياضة أن تتنصل عن دعمه من صندوق النشء والشباب على اعتباره اتحاد عسكري وللعسكر دائرة رياضية كبيرة يقوم عليها الأخ موفق منصر، بل ومن الطبيعي جدا أن يحصل هذا الاتحاد على دعمه من قبل المؤسسة العسكرية، فالشباب في بلادنا لا يجدون مكانا يمارسون فيه اللعبة إلا في الهضاب والجبال ويبرزون عضلاتهم على حبات (النعنع) الأبيض، وهم بعيدون كل البعد عن اتحاد الرماية. صراع الديوك وحمام السباق!! ******** لن أقول أن على المزارعين تبني اتحاد الحمام الزاجل، لكن في كل بلاد الله لم نجد لهذا الاتحاد أساس، وإذا كانت هناك ألعاب تمارس على سبيل الدعابة في دول أخرى، ومنها سباق الحمام الزاجل، فهذا لا يعني أن نقيم له اتحادا خاصا به ونعملنا شغلة ومشغلة.. ففي دول أخرى يقيمون سباقات لصراع (الديوك) والضفادع، وقتال الكلاب وماراثون للفئران، وحلبات للثيران وسباقات لجر العربة وأشياء ابتدعوها للتسلية، ولم يقيموا لها اتحادات رياضية إلا في بلادنا.