على غير عادتها بدأت مدينة تعز يوم أمس وهي تحيى الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية التي وقعت في 29 / 5 / 2011 واستمرت إلى مثل صباح هذا اليوم وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى في جريمة أطلق عليها فيما بعد بالهيلوكست. بدأت تعز صباح أمس بمسيرات حاشدة لم تشهدها المحافظة في تاريخها واختتمت يومها بحضور جماهيري واسع حتى ساعات متأخرة من المساء في ساحة الحرية وسط مشاركة شعبية لأحرار وحرائر المدينة. في الصباح انطلقت مسيرتان جماهيريتان حاشدتان الأولى من وادي القاضي، مروراً بشارع جمال وقبل وصولها إلى ساحة الحرية نفذت وقفتين احتجاجيتين الأولى أمام مكتب التربية والتعليم احتجاجاً على عسكرته والثانية أمام مدرسة الشعب احتجاجاً إلى تحويلها لثكنة عسكرية واستهداف شباب الثورة أبان ثورتهم السلمية. المسيرة الثانية انطلقت من جولة "سوفتيل" في الحوبان باتجاه ساحة الحرية ونفذت وقفة احتجاجية أمام جولة زيد الموشكي احتجاجاً على القصف الذي طال الحي وأدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. المسيرتان التقتا بساحة الحرية، مشكلتين مسيرة جماهيرية حاشدة قدرت بمئات الآلاف وانطلقت نحو مبنى المحافظة للمطالبة بمحاكمة كل المتهمين بارتكاب محرقة ساحة الحرية وعلى رأسهم الأمين العام للمجلس المحلي/ محمد سعيد الحاج وبعض الوكلاء. وكان الدكتور/ عبدالله الذيفاني - رئيس المجلس الأهلي نائب رئيس اللجنة الإشرافية لإحياء الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية - قد خاطب جموع المتظاهرين بساحة الحرية بقوله " بدأت الثورة اليوم وكما انتصرتم في جمعة النصر ستنتصر الثورة بثباتكم واستمراركم في الفعل الثوري. وأضاف الذيفاني: لا حوار إلا بعد هيكلة الجيش وتأسيس الدولة المدنية الحديثة وكررها لا حوار.. لا حوار حتى يقال من قاموا ووقفوا وخططوا ونفذوا محرقة ساحة الحرية وأحيلوا للمحاكمة ونالوا جزاءهم الرادع، مشيداً بشباب الثورة قائلاً لهم أنتم مدرسة في التضحية والفداء وأنتم عنوان الرجولة وأنتم شرف الأمة وقادتها الحقيقيين. من جانبه أكد الشيخ/ حمود سعيد المخلافي لجموع المحتشدين أن النظام السابق ومن وصفهم بأقزامه وبلاطجته تلذذوا بإحراق ساحة الحرية ظناً منهم بأن إخمادها سيكون مقدمة لإخماد كل الساحات في الجمهورية اليمنية مخاطباً جموع المتظاهرين " لكنكم تلذذتم بالنصر يوم جمعة النصر يوم أن فر عبيد وخدام العائلة كالفئران مخلفين وراءهم العديد من الأسلحة وغيرتم مجرى التاريخ اليمني وكنتم سبباً من أسباب انتصار الثورة اليمنية ودعا إلى سرعة إقالة القتلة والمجرمين من قيادة المحافظة وقيادة الأولوية العسكرية في المحافظة وهدد بنقل خيام الاعتصام إلى أمام مبنى المحافظة. وفاء الشيباني - شقيقة الشهيد هاني - قالت من جانبها لن تقنعنا كل أموال الدنيا وكنوزها على أن نتنازل عن دماء شهدائنا واتهمت أحزاب المشترك بامتصاص طاقات الشباب في الساحات لا أقل ولا أكثر بدون تحقيق أيا من أهداف الثورة وكأنها تتجه لإنتاج النظام السابق بصورة ثورية والسبب في ذلك - حسب قولها - اكتفائها بالمبادرة الخليجية التي خدمة نظام صالح أكثر ما خدمة الثورة وتحويلها من ثورة إلى أزمة والدليل في رأيها أن نظام صالح ما زال يحكمنا حتى اليوم. وكانت ساحة الحرية بتعز قد شهدت مساء أمس مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة الحرية قبيل المغرب ونفذت وقفة احتجاجية أمام إدارة أمن القاهرة سابقا والتي منها أنطلق مخطط محرقة ساحة الحرية. كما شهدت الساحة في المساء العديد من الأعمال الفنية المعبرة عن محرقة ساحة الحرية ونالت استحسان الحاضرين. من جهته التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار جدد إدانته واستنكاره للجريمة الشنعاء في تعز التي أقدم عليها نظام صالح بإحراق ساحة الحرية بكل ما فيها بأسلوب بربري همجي لا يمت لسلوك الشعب اليمني بصله مما أودي بكثير من الأرواح والممتلكات وسبب رعباً عظيماً للنساء والأطفال وإحراق المعاقين أحيا مذكرا للجميع بحادثة الأخدود التاريخية - حسب البيان. وطالب التكتل بعزل كل من شارك في هذه الجريمة سواء بالتخطيط أو القول أو الفعل الإجرامي الذي أدى إلى دمار الساحة كاملة بأحيائها وشجرها وحجرها وتعدى ذلك إلى مستشفى الصفوة الذي لا ذنب له سوى أنه يقدم خدمات إنسانيه للجرحى والمرضى وكل من يفد إليه فكانت هذه جريمة بنظر المجرمين استحق عليها التدمير الكامل بكل ما فيه ... كما طالب التكتل محاكمة المجرمين الذين قال إن مكانهم الطبيعي هو قفص الاتهام وليس البقاء على رؤوس أعمالهم يحكمونها بعد أن قتلوا أولادنا وهذا مطلب شعبي مجمع عليه كل أبناء تعز الشرفاء بل كل أبناء اليمن. وحيا التكتل كل أحرار وحرائر تعز لمواقفهم الشامخ التي تحدت الموت وآلات الدمار وما زادهم أجرام هؤلاء المجرمين إلا صلابة وثبات واستعادوا كرامه تعز وأرخصوا في سبيل ذلك دماءهم وأرواحهم وفي مقدمه هؤلاء جميعاً الشهداء والجرحى والمعاقون وعهداً على التكتل أن لا ينسى هؤلاء أبداً فهم النور الذي نستضئً به والراية التي نمشي على خطها. مؤكداً أن تسوية وضع العسكريين المساندين للثورة وتسليم مرتباتهم كاملة مطلب حقوقي وإنساني نأمل من الأخوين محافظ المحافظة ووزير الدفاع عدم إغفاله والشروع بتسليم مستحقاتهم وترتيب وضعهم في إطار المحافظة كما تم الاتفاق مسبقاً مع الأخ/ المحافظ بهذا الخصوص فحالهم يستوجب الاستعجال. كما أدان التكتل حادثه محاوله الاغتيال التي تعرض لها الأخ الأستاذ/ محمد سلطان العسلي - وكيل نيابة مديرية مقبنة - ظهر أمس الأول الأحد من قبل مجهولين في مفرق شرعب مطالباً بسرعة التحقيق في الحادث وكشف ملابسات الجريمة وضبط الجناة كما حمل الجهات المختصة مسئوليه سلامته.