أكدت مصادر رسمية أن الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة انسحبت كلياً مساء أمس من مدينة "عزان" بمديرية ميفعة محافظة شبوة والتي تمكنت من اقتحامها والاستيلاء عليها مطلع أبريل من العام الماضي وأعلنتها إمارة إسلامية. وقال مدير عام مديرية ميفعة الأستاذ/ عبد الله عاتق باعوضة في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" إن جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة انسحبت بعد مغرب أمس بشكل كلي من مدينة عزان بعد أن قامت بسليم شئونها للجان شعبية شكلت من الأهالي..لافتاً إلى أن قوة أمنية ستتوجه اليوم الاثنين إلى المدينة لتتولى حفظ الأمن فيها وبسط نفوذ الدولة. ويأتي انسحاب "أنصار الشريعة" مساء أمس من مدينة عزان بعد ساعات من إعلان محافظ محافظة شبوة د.علي حسن الاحمدي عن خطة عسكرية وأمنية نوعية للقضاء على خلايا تنظيم القاعدة واقتلاع جذورها بشكل نهائي في كافة مديريات المحافظة خلال لقاء موسع عقده صباح أمس بمدينة عتق مع عدد من مشائخ واعيان وشخصيات اجتماعية من مديريات (رضوم، ميفعة، الروضة، حبان، الصعيد وعتق). وقال: إن هناك خطة عسكرية وأمنية وضعت لاستئصال خلايا الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة التي تتواجد في بعض مناطق ومديريات المحافظة والتي أصبحت تشكل مصدر قلق للمواطنين، منوهاً إلى أن تلك الخطة تتمثل في تنفيذ عملية تمشيط واسعة تشمل كافة القرى والمدن والأودية والسهول والجبال لملاحقة وتعقب العناصر الإرهابية في أوكارها ومخابيها، وذلك من خلال نزول قوات عسكرية ضخمة يشترك فيها الجيش والأمن والمواطنين تقوم بالزحف البري من عدة اتجاهات مدعمة بغطاء جوي من الطيران العسكري، حيث تنطلق الحملة الأولى من الاتجاه الساحلي مروراً بمديرية رضوم وصولاً إلى مدينة عزان وقوة مماثلة من تخرج من محور عتق تتجة صوب مديريتي حبان والروضة وكذا قوة ثالثة تأتي من اتجاه أبين تبدأ من المديريات والمناطق الجنوبية بحيث تساندها قوات شعبية من رجال القبائل في تلك المديريات وكذا إقامته ست نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية والفرعية لمنع تنقل عناصر القاعدة إلى مناطق أخرى. من جانب آخر أبدى مشائخ وأعيان محافظة شبوة وقوفهم المبدئي والثابت إلى جانب القوات المسلحة والأمن في التصدي الحازم للعناصر الإرهابية وعدم السماح بتواجدهم في أي منطقة من مناطق المحافظة كون وجودهم يمثل خطراً حياة على المواطنين والسكينة العامة.. مؤكدين أن أبناء شبوة المخلصين الذين حافظوا على أمن واستقرار المحافظة في الفترات السابقة لن يسمحوا بأن تكون أراضيه أو مناطقهم معاقل للعناصر الإرهابية وسيعملون بكل ما أوتوا من قوة على تطهير المحافظة من أشرارهم. هذا وقد تمخض عن اللقاء تشكيل لجان شعبية لمساندت القوات المسلحة والأمن في تنفيذ عمليات التمشيط وأخرى تتولى إقامة نقاط تفتيش في مفرق الصعيد، التقية، مفرق الروضة، مفرق رضوم وجول لماطر. وكانت مصادر محلية قد كشفت في وقت سابق عن نجاح وساطة قبلية في إقناع قيادة أنصار الشريعة بمغادرة مدينة عزان وتسليمها للجان من الأهالي وذلك تجنباً لوقوع مواجهات مسلحة مع الجيش. إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن الجيش لازال يستكمل استعداداته في جميع المحاور التي سينفذ من خلالها أوسع عملية مطاردة وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.. حيث بدأت تلك الوحدات العسكرية التي تتجمع حالياً على ثلاثة محاور هي أحور والمحفد وشبوة باستقبال التموينات والمهمات العسكرية اللازمة لعملية عسكرية واسعة قد تتجاوز حدود محافظتي أبينوشبوة والشريط الساحلي لهما. من جانبها كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن قيام مسلحي جماعة "أنصار الشريعة" التابعين لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، ببيع ممتلكاتهم وإبلاغ سكان مدينة عزان بمحافظة شبوة برحيلهم وعدم العودة إلى المدينة، وسط ترحيب أميركي "بالمكاسب الحكومية الأخيرة" للحكومة اليمنية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ونقلت الشبكة الأميركية الناطقة بالعربية عن مسؤولين يمنيين وصفتهما بالرفيعين تأكيدهما "أن منطقة عزان بمحافظة شبوة آخر معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بجنوب اليمن، سيتم تسليمها إلى السلطات الحكومية في غضون أيام"، في حين أكدت الشبكة على لسان شهود عيان في بلدة عزان" أن مقاتلي القاعدة شوهدوا يبيعون ممتلكاتهم ويبلغون السكان بأنهم لن يعودوا، غير أن مئات المتشددين رفضوا المغادرة، وشوهدت عربات من المدفعية الثقيلة تدخل في وقت مبكر صباح يوم السبت إلى عزان"، فيما أكدت على لسان مسؤولين أمنيين وصفتهم بالكبار" أن المدنيين يفرون من عزان أيضاً باتجاه المدن الكبرى القريبة." وقالت الشبكة في تقرير لها "إن مسؤولاً أمنياً بارزاً في محافظة شبوة، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه "إذا اندلعت اشتباكات في عزان، فإن الكثير من الناس سيموتون، بينهم مدنيون، وعلى الحكومة الحفاظ على جميع الخيارات مفتوحة.