شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



گيف ترى " إسرائيل " الرئيس الأمريگي الجديد ؟! ..الحلقة الأولى
نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 11 - 2008

فور الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية ،سارعت وسائل الصهيونية وكبار الباحثين والخبراء الصهاينة ،لاستئناف الحملة الدعائية القوية ضد جميع الجهات بمن فيها فصائل المقاومة الفلسطينية ،في إطار المنهج التحريضي الدائم ضد الجهات المعادية لهم ،حيث دأبت على ترديد أفكارها الدعائية المضادة سواء في وسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية ونجحت طوال فترة إدارة الرئيسالأمريكي جورج بوش في إقناع المسئولين الأمريكيين بصدق ما تقوله عن تلك الجهات ،ولهذا فأنها سارعت ومن منطلق ما ذكر بشأن اختلاف أفكار ومنهج الرئيس المنتخب و إمكانية حدوث تبدل في المواقف الأمريكية تجاه بعض القضايا الهامة ، ولهذا فأن خبراء مركز الدراسات والأبحاث الصهيونية أخذوا على عاتقهم زمام المبادرة بإعادة تفعيل الحملة الدعائية المضادة ضد الأطراف المعادية للكيان الصهيوني بهدف استمالة قلب الإدارة الأمريكية الجديدة وتكريس الصورة النمطية المعروفة من جديد قبل حدوث أي تحول.
سوريا لن تتنازل عن النووي
وفي هذا السياق أكد الخبير الصهيوني المعروف والمتخصص في الشئون السورية إيال زيسر أنه لا ينتظر أي تغيير من جانب القيادة السورية ،فيما يتعلق بمحاولاتها الرامية للحصول على سلاح نووي ،مشيراً إلي أن لديه الاعتقاد بأن الجانب السوري سيعاود المحاولات التي يقوم بها من أجل إتمام ما بدأه في هذا المجال ،واصفاً النظام السوري بأنه نظام مجرم عائد مرة أخرى لارتكاب الجرائم من جديد.
وأشار يجائل شوك مراسل موقع القناة السابعة الصهيونية الإخباري إلي أنه من المنتظر أن تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها النهائي بأن سوريا ومحاولاتها من أجل الحصول على عتاد عسكري نووي ،خاصة على ضوء اكتشاف بقايا لعنصر اليورانيوم المخصب في المنطقة التي جرى استهدافها من قبل سلاح الجو الصهيوني قبل نحو عام ،ونقل المراسل عن زيسر رئيس معهد ديان لدراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة تل أبيب الصهيونية قوله"أنه لا ينتظر أي توقعات بشأن تبدل في الموقف السوري الخاصة بالمساعي القائمة لدى نظام الرئيس بشار الأسد للحصول على سلاح نووي.
ويرى زيسر أن الكشف الأخير في سوريا ،لم يفاجئه فالبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت على علم بوجود دلائل أخرى على قيام سوريا بالمضي قدماً في برنامجها النووي ،وقال أنه بعد الإعلان عن القيام بإرسال بعثة دولية لتقصي الحقائق بشأن البرنامج النووي السوري ،حاولت دمشق إخفاء كافة الأدلة التي تؤكد أنها تسعي نحو الحصول على برنامج نووي عسكري للأغراض العسكرية ،لكن لم يحدث ذلك بالصورة المثلي ولم يتمكن السوريون من إخفاء الأدلة والقرائن التي تؤكد صدق الروايات الأميركية و"الإسرائيلية".
وبحسب رئيس معهد ديان لدراسات الشرق الأوسط فأن دمشق قامت بمحاولات من أجل الهروب من العقوبة التي قد تطالها إذا ما ثبت فعلاً تورطها في هذا البرنامج ،ومنها القيام بردم المنشأة التي دمرت بالرمال ،كما منعوا تماماً أي مفتشين من الوصول إلي تلك المنطقة التي جرى استهدافها والواقعة في بلدة دير الزور ،واستعانوا من أجل إنجاز تلك المهمة بخبراء من دولة كوريا الشمالية ،لكن الأخطاء التي وقعوا فيها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قدراتهم التكنولوجية محدودة للغاية".
وفي معرض حديثه عن قيام "إسرائيل" بالدخول في محادثات غير مباشرة مع سوريا عبر وساطة تركية ،على الرغم مما يرد من تقارير بشأن التقدم الحاصل في البرنامج النووي السوري ،قال أن الجميع بمن فيهم إسرائيل يركض من وراء سوريا ،مشيراً إلي أن الجانب السوري يستغل هذا الوقت الذي لم يعد في الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش قادراً على فعل شيء ،حيث يبذل الآن النظام السوري قصارى جهده من أجل الإسراع من خطي إتمام مشروعها النووي ،ثم اتهم النظام السوري بأنه دأب على ممارسة الجرائم وها هو يعاود محاولاته من أجل القيام بجرائم أخرى.
وقال "أن الجانب السوري يرغب من وراء مسألة المحادثات مع "إسرائيل" القيام بدعاية لمخاطبة الرأي العام "الإسرائيلي" الداخلي ،وفي محاولة للتأكيد على معسكر اليسار "الإسرائيلي" أن دمشق تبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلي خطوات سياسية ملموسة ،وأنه في حالة فشل تلك الجهود فأن المسئولية تقع على عاتق الجانب "الإسرائيلي" وحده ،وأردف قائلاً" أن حرب لبنان الثانية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك للحكومة "الإسرائيلية" أنه وفي واقع كهذا فأنه من الممكن إلحاق أضرار فادحة "بإسرائيل"،في ظل وجود مثل هذه الترسانة الضخمة من الصواريخ المواجهة للجبهة الداخلية "الإسرائيلية" ،مشيراً إلي أنه ومن أجل منع وقوع مثل هذا الضرار مرة أخرى ،فأنه يجب بذل قصارى الجهد من أجل الحفاظ على الوضع بين سوريا وإسرائيل كما هو عليه الآن والقائم منذ حرب أكتوبر 73.
علاقات طهران - دمشق أفضل للنظام السوري
وفي سياق متصل أكد يوسي ميلمان خبير الشئون الأمنية والإستخباراتية" الإسرائيلي" في سياق تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية ،أن مباحثات السلام الغير مباشرة القائمة في الوقت الراهن بين "إسرائيل" وسوريا عبر وساطة تركية ،لم تغير من الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط ،مشيراً إلي أنه لا زال لدى نظام الحكم السوري الرغبة في استعادة هضبة الجولان السورية من "إسرائيل" ،ولكن ليس عبر التوصل لسلام حقيقي معها ،مشيراً إلي أن الرئيس السوري بشار الأسد مثل والده حافظ الأسد ،حيث أنه ليس لديه القدرة في العمل على التوصل إلي علاقات دبلوماسية واقتصادية مع "إسرائيل" ،ولا إخلاء هضبة الجولان من القوات العسكرية ،أو الاستجابة لاحتياجات "إسرائيل" الأمنية أو على الأقل السماح بنشر قوات مراقبة في تلك المنطقة ،سواء أكانت "إسرائيلية" أو أجنبية ،مؤكداً أن أي اتفاق سلام بين سوريا و"إسرائيل" ،من شأنه أن يدفع سوريا ويضطرها إلي طرد كافة التنظيمات الفلسطينية من الأراضي السورية وتخفيض مستوي العلاقات مع إيران ،لكن سوريا وبسبب اعتبارها لعلاقاتها مع طهران علاقة إستراتيجية ,فأن هناك شكوك من قيام القيادة السورية بإبداء رغبة حقيقية في التوصل لسلام مع "إسرائيل".
وبالعودة مرة أخرى لكلام الخبير "الإسرائيلي" المعروف والمتخصص في الشئون السورية إيال زيسر ،فيشار إلي أنه تطرق كذلك للحديث عن الملف الإيراني ،مشيراً إلي أن إيران لا تنكر أساساً مسألة قيامها بعملية تخصيب اليورانيوم ،لكن المسألة الآن تنحصر في كيفية إثبات أن إيران تسعي بالفعل من أجل الحصول على عتاد عسكري نووي ،وليس ما تقوم به من مشاريع بهدف الحصول على تكنولوجيا للأغراض السلمية ،وبحسب زيسر فأنه لا يجب المضي قدماً الاعتماد على ما ييوم به المجتمع الدولي لدفع إيران من أجل وقف برنامجها النووي للأغراض العسكرية ،مؤكداً أن كافة المحاولات القائمة من جانبه لن تجدي نفعاً ولن يتوقف معها ما تقوم به طهران لتخصيب اليورانيوم.
وقال أنه لم يتحقق من وراء الضربة التي وجها سلاح الجو "الإسرائيلي" لسوريا قبل نحو عام النتائج المرجوة منها،وعلى رأسها ردع كل من تسول له نفسه من الدول الأخرى السعي من أجل الحصول على سلاح نووي ،مؤكداً أن تلك الضربة لم تردع البعض من أجل السعي نحو المضي قدماً في طريقها نحو القدرات العسكرية النووية.
50 ألف صاروخ لدى حزب الله
وأكد الخبير الصهيوني "إيال زيسر"خلال تناوله لمسألة "حزب الله" ،أن كافة الدلائل تشير إلي أن الحزب سيستمر في التزود بأحدث العتاد العسكري ،وقال أن أي هجوم "إسرائيلي" على لبنان لن يفلح في تدمير أكثر من 50 ألف صاروخ يمتلكها الحزب وينشرها في كافة أرجاء الدولة اللبنانية ،كما أنه لو قامت "إسرائيل" بمثل هذه العملية العسكرية فأنه من المؤكد في حينه أنها لن تحظي بأي تأييد من قبل المجتمع الدولي ولهذا فأنه من سيكون من الصعب في حينه القيام بها ،خاصة وسط الإدعاءات من قبل حزب الله بأنه لا يقوم بتطوير قدراته العسكرية وزيادتها وهي الإدعاءات التي تحظي بآذان صاغية من قبل المجتمع الدولي والذي سيدعو إسرائيل في حينه للتريث من أجل عدم القيام بأي هجمات ضد لبنان.
كما تطرق في تصريحات إلي العلاقات القائمة في الوقت الراهن بين كلا من "حزب الله" وحماس ،مشيراً إلي أن العلاقة بين المنظمتين معروفة للجميع ،وهي العلاقة التي بدأت بقيام حزب الله بمنح عناصر حركة حماس تدريبات في كيفية تنفيذ العمليات الاستشهادية ،والآن يتم تدريبات في كيفية تركيب الألغام والمضادات الأرضية في الطرق ،وأكد أنه إذا لم تتنبه "إسرائيل" جيداً لتجهيزات حماس واستعداداتها العسكرية فأنها ستجد نفسها أمام حزب الله آخر في الجنوب".
ودعا الخبير زيسر "إسرائيل" من أجل سرعة وضع خطوط حمراء وواضحة ،لا تتنازل عنها أبداً ،ومنها عدم السماح لحماس أبداً من بناء قوة عسكرية تؤهله لكي يشكل تهديد وجودي على قيام "دولة إسرائيل" ،وتحدث زيسر عن إمكانية إعادة احتلال قطاع غزة مرة أخرى ،أو على الأقل المضي قدماً نحو قطع الطرق التي تمكنها من الحصول على ما تريد من احتياجات ،خاصة الصواريخ والعتاد العسكري.
هذا ويشار إلي أن البعض في الكيان الصهيوني تخوف من حدوث أي تحول في المواقف الأميركية الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط واقتراب أدارة أوباما من أعداء إسرائيل المعروفين ،وفي هذا السياق كانت صحيفة معاريف الصهيونية قد أشارت في تقرير لمراسلها للشئون العربية "ايتمار عنبري" إلي أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما تعهد بإنهاء عزلة سوريا وعودتها إلى أحضان الأسرة الدولية ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية قولها :" لقد قام مقربون من الرئيس أوباما بنقل رسالة إلى مصادر سورية رسمية ،بشأن اعتزامه إنهاء عزلة سوريا وعودتها إلى أحضان الأسرة الدولية ،وقال مراسل الصحيفة أن هناك مصادر إعلامية قد صرحت بأن أوباما قام بإرسال مستشاره للشئون الخارجية روبرت مالي إلى الشرق الأوسط لكلا من مصر وسوريا ،وقال إن أوباما يولي أهمية بالغة بكلا من سوريا ومصر وأن يقوم بذلك بهدف خلق علاقات طيبة بين الدول ".
وفيما يتعلق بالرؤية الصهيونية من مستقبل تعامل أوباما مع المنطقة ،أعد يوسي نيشر محرر الشؤون الشرق أوسطية بالإذاعة الصهيونية تقريراً وقام نيشر بإجراء حوار خاص مع روني بارت الخبير في السياسات الأميركية الشرق أوسطية في "معهد دراسات الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، والذي استبعد بدوره وقوع أي خطوات درامية في منطقة الشرق الأوسط خلال الأسابيع المتبقية من حكم الرئيس بوش، مؤكداً أن هذا الأمر ليس مقبولاً في الثقافة السياسية الأميركية، ودلل على صحة حديثه بالتصريحات الصادرة على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندا ليزا رايس والتي أكدت فيها أن إدارة بوش لم تعد قادرة على تحريك شيء ما في مسيرة السلام.
وقال "إن الفترة القادمة لن تشهد أي تقدم في عملية السلام،وذلك على ضوء دخول "إسرائيل" في مرحلة الانتخابات، وهو ما يعني تعطل العملية السلمية حتى دخول اوباما البيت الأبيض وحتى تشكيل حكومة صهيونية جديدة بعد الانتخابات المقبلة.
كما تطرق روني بارت الخبير في السياسات الأميركية الشرق أوسطية في حديثه إلي إمكانية وجود فرق بين مواقف أوباما وبوش، مشيراً إلي أنه وفيما يتعلق بالملف العراقي،فأن الخلاف بين الاثنين كان جوهرياً في البداية، حيث اشترطت إدارة بوش انسحاب القوات الأميركية من العراق بحدوث تقدم ملموس في الأوضاع الأمنية ميدانياً،في حين أن تصريحات اوباما لا تشمل مثل هذا الشرط، مشيراً إلي أنه لا يستبعد تعديلاً في موقف اوباما لدى توليه الرئاسة حول مسالة وضع شروط من عدمه للانسحاب.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، أشار الخبير الصهيوني إلي أن هناك خلاف بين مواقف بوش وأوباما فمن ناحية الاثنان يعتبران فكرة إيران النووية غير مقبولة،ولكن اوباما وخلافاً لبوش يدعو لوقف مقاطعة طهران واللجوء إلى الحوار المباشر وعدم اشتراط الحوار بتعليق طهران لبرنامجها النووي، ولكن اوباما أيضا مثل بوش لا يستبعد الخيار العسكري،ولكن أنا اعتقد بان لدى غالبية العالم الانطباع بان الانتقال إلى الخيار العسكري كان أكثر سهولةً بالنسبة إلى بوش ومكاين مقارنة باوباما.
وعلى المسار السوري، قال إن الخلاف يمكن وصفه بجوهري بين بوش واوباما لان إدارة بوش لم تكن متحمسة إزاء المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، أما اوباما فقد صرح بوضوح بأنه يؤيد التفاوض على المسار السوري لأنه عندما قررت إسرائيل أن التفاوض مع دمشق مصلحة إسرائيلية فلا يمكن لواشنطن إلا أن تقبل ذلك وتبذل كل ما في وسعها من جهود لتحريك هذا المسار، لذلك أتوقع أن يؤيد اوباما المفاوضات الصهيونية - السورية ولكن ليس من الواضح هل تتدخل واشنطن في عهده في المفاوضات بالقدر أو بالشكل الذي يريده الأسد وهل سيضع شروطاً للأسد قبل رعاية واشنطن للمفاوضات.
وفيما يتعلق بالمسار الفلسطيني، فاوباما يؤيد بطبيعة الحال مسار انابوليس وحل الدولتين للشعبين، كما يعارض اوباما فكرة الحوار مع حركة حماس قبل تبني الحركة للشروط الثلاثة التي وضعها المجتمع الدولي،واوباما مثل بوش يقول انه سيفعل كل ما في وسعه لإيجاد الحل للقضية الفلسطينية، وقال أنه لا يجد في هذا السياق خلافاً بين الاثنين،أما الخلاف فقد يظهر مستقبلا بين اوباما وحكومة "إسرائيل" المستقبلية، ويتمثل بتبني اوباما مواقف يمكن وصفها بأكثر توازناً حول الصراع "الإسرائيلي"-الفلسطيني مقارنة ليس ببوش وحده،بل مقارنة بغالبية الساحة السياسية الأميركية أيضا.
وأشار الخبير الصهيوني ، إلي أن أوباما سبق وأن أدلى بتصريحات دعا خلالها "إسرائيل" لوقف الاستيطان وإخلاء المستوطنات ومنح تسهيلات للفلسطينيين،في الوقت الذي فيه مطلقاً عما يجب على الفلسطينيين أن يفعلوه مثل "مكافحة الإرهاب" أو القيام بإصلاحات في حكمهم أو في ديمقراطيتهم الداخلية. كما انه انتقد خلال المعركة الانتخابية السياج الأمني الصهيوني ، وقال أن اوباما محاط بمجموعة من المستشارين،الذين ينتمي بعضهم إلى الجناح الأكثر يسارياً وليبرالياً في الحزب الديمقراطي الأميركي ولا يعتقد احد أنهم من مؤيدي "إسرائيل"، لذلك أتوقع فيما يتعلق بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظهور خلافات بين إدارة اوباما وحكومة إسرائيل المستقبلية.
وبحسب الخبير الصهيوني فإن عدد من مستشاري اوباما يعتقدون بأنه من الأهمية بمكان معالجة الصراع الصهيوني - الفلسطيني الذي وصفه اوباما ب "الجرح المفتوح" في السياسة الخارجية الأميركية الذي يمس بسياستها الشرق أوسطية حيال العالم العربي كما يعيق عملية تجنيد الدعم لمواجهة إيران. كما أنه وفي حالة عدم إبداء إدارة أوباما أي قد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فأنه سيواجه بتحركات المجتمع الدولي الذي يولي ذلك أهمية قصوى، خاصة الأوروبيين الذين وضعوا خارطة طريق أوروبية للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة وتنص على دعوة الإدارة الأميركية إلى تحريك مسار التفاوض "الإسرائيلي" - الفلسطيني، ويرى الخبير "الإسرائيلي" أنه من الممكن أن يندلع سيناريو متفجر في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يلزم إدارة اوباما بالتدخل لمعالجة الأوضاع في الشرق الأوسط،وتنبأ بأن يكون موعد الانفجار في التاسع من شهر يناير القادم على الساحة الفلسطينية عندما ستعلن حركة حماس أن ولاية أبو مازن الرئاسية قد انتهت.
وأنهي حديثه بالقول"أن الحكومة "الإسرائيلية" لن تتشكل قبل منتصف أبريل القادم، وهو الأمر الذي يمنح إدارة اوباما المزيد من الوقت الذي تحتاج إليه بعد دخول الرئيس المنتخب البيت الأبيض في 20 يناير المقبل،ليتولى المسئولون الأميركيون الجدد مناصبهم الجديدة ولاستكمال بلورة السياسة الخارجية الأميركية للمرحلة القادمة.
الثابت أخيراً أن هناك إصرار صهيوني على نقل تركة الدعاية المضادة التي كانت تقوم بها في عهد بوش إلي عهد الرئيس المنتخب باراك أوباما ،وإذا نجحت في ذلك فأن السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ستظل كما عاهدنها دون تغير ولن يطرأ عليها أي تغيير ،وهو الأمر الذي يأمله الكيان وتسعي من أجله بكل ما أوتيت من قوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.