أدى المئات من أبناء مدينة سيئون بمحافظة حضرموت أمس صلاة عيد الفطر المبارك، وقال خطيب العيد الدكتور/ عادل باحميد "أن حق الفرحة في هذا اليوم من أستغل هذا الضيف حق أستغلاله خلال ثلاثين يوماً ما بين مرتل معتكف وركع وساجد". وأضاف "ربما يقول قائل عيد بأي حالِ جئت يا عيد" والجراح من حولنا والمنغصات تلف شؤون حياتنا, كدر هنا وهّم هناك, نكد هنا وضيّق هناك, منغصات أمنية وأخرى معيشيّة وحياتية, حالة من الارتياب والغموض في الحاضر وفي القادم المجهول, وما حال الأمة وبلدان المسلمين ففيها من البلايا والرزايا ما ينغص العيش ويحز في النفس ويكدًر الفؤاد, من بورما إلى سوريا وفلسطين وغيرها من ديار المسلمين, ويتساءل البعضً أيحق لنا وسط كل هذا ان نفرح؟ أيطيب لمؤمن أن يفرح وسط كل هذه الماسي والأحزان؟. وقال باحميد إن العيد ليس مناسبة لاجترار الآلام والأحزان, والتباكي والنحيب على أوضاعنا, فعلينا أن نعطي الحزن والكآبة والهم والغم أجازة, ولتكن إجازة طويلة مفتوحة, ولنستشعر الفرحة بنهاية الصوم, وبإكمال العدة, وبتكبير الله الله على ما هدانا". وأشار في خطبته إلى كثير من القضايا التي يعاني منها المواطن اليمني، وأبرزها مشكلة الكهرباء التي عانى منها الناس طيلة الشهر الكريم وما قبله فقال" لا نملك أن نغفلَ الوضع المزري، والعذاب المتكرر، والمعاناة اليوميّة للناس في شأن الكهرباء، حيث ذهبت كلُّ الأصواتِ هباء، وتضرر منها الصغير والكبير، والسليم والمريض السقيم، وتضرر منها العامل والمقعد في بيته". وتحدث عن غموض في مشكلة الكهرباء قائلاً:" والأكثرُ إيلاماً من ظلام الكهرباء ظلام الجهل بما يجري في كواليسها، ودهاليزها، نفتقر إلى الشفافيّة من سلطتنا المحلية حيال ما يجري وما يدور، ونعاني أشد ما نعاني من ممارسات المكايدة والكيد السياسي الذي يستحيل وبالاً على المواطنِ في أمنهِ ومعيشته.. ولكنها والله ستكونُ وبالاً على من تسبب فيها أو كايدَ بها فظلمات يومِ القيامة بعضها فوق بعض، وحرّ النار أشدّ لو كانوا يعلمون ". وتحدث أيضا عن أوضاع محافظة حضرموت التي قال إن الانفلات الأمني توسع حيث تزهق ارواحٌ وتسيل دماءٌ وتنتهك كرامة المواطن وتسلب الحقوق وتقمع المظاهرات دون رحمة", مستدركاً بالقول:" عسى أن تكون هذه بمثابة آلامَ المخاضِ لميلادٍ جديد، في دولةٍ يسودها العدل والحق والقانون، تُنهي هذه المعاناة التي نعيشها، والتي امتدت لتشمل مناحي حياتنا كلها، ونلمسها في كل شؤوننا العامةِ والخاصّة". وأكد أن المخرج من ذلك كله يتطلب منا رص الصفوف وتوحيد الجهد والكلمة لتحقيق المطالب والغايات، وتمتين النسيج الاجتماعي بنشر معاني المحبة والأخوة والوئام ونبذ سبل الفرقةِ والشحناء والكراهية والبغضاء، ضُعفنا اليوم.. وقلّة حيلتنا اليوم وهواننا أمام الغير، هو لأننا مشرذمون أمام من يغتصبُ حقنا، متفرقون أمام من يسلبنا أمننا واستقرارنا، متنازعون أمام من يهين كرامتنا ويقتلُ شبابنا ويعبث بثرواتنا.. لا نجتمعُ على كلمةٍ واحدة حتى ولو كانت فيها مصلحتنا". وطالب باحميد أبناء حضرموت كافة بالإقلاع عن القات التي قال إنها دمرت الأخلاق والقيم وعاثت فينا الفساد".