هنأ خطيب العيد بمصلى الرئيسي بمدينة سيئون الدكتور عادل باحميد في مستهل خطبة الأولى لعيد الفطر المبارك وقال أن : أن حق الفرحة في هذا اليوم من أستغل هذا الضيف حق أستغلاله خلال ثلاثين يوماً ما بين مرتل معتكف وركع وساجد وهو يصيف من فاز بهذا الشهر بالنفوس التي أقبلت على الله وهي تترجه مبتهلة بهذا الضيف تمهل أيه الضيف .. كيف ترحل ؟؟ رحل رمضان مقدر له أن يرحل , وهو يصف رحيل الضيف رمضان بحزن بيرحل موسم الخير سائل نفسه وهو يقول ولربما يقول قائل : عيدً باي حالِ جئت يا عيد , والجراح من حولنا والمنغصات تلف شؤون حياتنا , كدر هنا وهّم هناك , نكد هنا وضيّق هناك , منغصات أمنية وأخرى معيشيّة وحياتية , حالة من الارتياب والغموض في الحاضر وفي القادم المجهول , وما حال الأمة وبلدان المسلمين ففيها من البلايا والرزايا ما ينغص العيش ويحز في النفس ويكدًر الفؤاد , من بورما إلى سوريا وفلسطين وغيرها من ديار المسلمين , ويتساءل البعضً أيحق لنا وسط كل هذا ان نفرح ؟ أيطيب لمؤمن أن يفرح وسط كل هذه الماسي والأحزان ؟! .. نقولها نعم ... نعم .. العيد موسمً للأمة وللفرد المسلم في كل أحواله , شرعه لنا الدين وعمل بذلك خير المرسلين . كما أشار في خطبه على فرحة العبد ببلوغ عيد الفطر وتمام شهر رمضان , فليفرح العبد بإنسانيته وتكريمه .. وليفرح بنعم الله تعالى عليه وفي النفس والأهل والمالو الحال .. وليفرح بأن أوزعه الله شكر نعمته فبالشكر تدوم النعم .. كما أوضح باحميد في خطبه أنه العيد ليست بالمناسبة لاجترار الآلام والآحزان , والتباكي والنحيب على أوضاعنا , وقال : ( لنعطي الحزن والكآبة والهم والغم أجازة , ولتكن إجازة طويلة مفتوحة , ولنستشعر الفرحة بنهاية الصوم , وبإكمال العدة , وبتكبير الله الله على ما هدانا ) تطرق فيهما إلى كثير من القضايا التي يعاني منها المواطن ، حيث ركز في خطبته على مشكلة الكهرباء التي عانى منها الناس طيلة الشهر الكريم وما قبله فقال : لا نملك أن نغفلَ الوضع المزري، والعذاب المتكرر، والمعاناة اليوميّة للناس في شأن الكهرباء، وما أدراك ما الكهرباء، حيث ذهبت كلُّ الأصواتِ هباء، تضرر منها الصغير والكبير، والسليم والمريض السقيم،تضرر منها العامل الشاقي وتضرر منها المقعد في بيته. وأشار في سياق حديثه عن مشكلة الكهرباء إلى الغموض الذي يكتنف هذه المشكلة قائلا : والأكثرُ إيلاماً من ظلام الكهرباء ظلام الجهل بما يجري في كواليسها، ودهاليزها، نفتقر إلى الشفافيّة من سلطتنا المحلية حيال ما يجري وما يدور، ونعاني أشد ما نعاني من ممارسات المكايدة والكيد السياسي الذي يستحيل وبالاً على المواطنِ في أمنهِ ومعيشته .. ولكنها والله ستكونُ وبالاً على من تسبب فيها أو كايدَ بها فظلمات يومِ القيامة بعضها فوق بعض، وحرّ النار أشدّ لو كانوا يعلمون .. كما تحدث خطيب مصلى العيد بسيئون عن ما يعانيه الوطن عموما وحضرموت على وجه الخصوص فقال : لا يغفلُ أحدٌ منّا عمّا يعانيه مجتمعُنا اليومَ في الوطن عموماً وفي حضرموت على وجه الخصوص، ما نعانيه من آثار ما عصفَ ببلادنا من محنةٍ وابتلاء، ظهرت آثاره في انفلاتٍ أمنيٍ لم نشهد له مثيلاً، أرواحٌ تُزهق ودماءٌ تسيل وكرامة للمواطن تُنتهك وحقوق ٌ تُسلب ومظاهراتٌ تُقمع دونما رحمةٍ ودونما رقيبٍ أو حسيب، ضربٌ في الأرضِ وقصفٌ من السماء، وغيابٌ لهيبة الدولةِ وتشجيعٌ لمنطق الغابِ وأخذ الحق باليد دون رجوعٍ لنظامٍ أو لقانون . وأشار إلى أن هذا عسى أن يكون بمثابة.. آلامَ المخاضِ لميلادٍ جديد، في دولةٍ يسودها العدل والحق والقانون، تُنهي هذه المعاناة التي نعيشها، والتي امتدت لتشمل مناحي حياتنا كلها، ونلمسها في كل شؤوننا العامةِ والخاصّة. مؤكدا أن المخرج من ذلك كله يتطلب منا رص الصفوف وتوحيد الجهد والكلمة لتحقيق المطالب والغايات، و تمتين النسيج الاجتماعي بنشر معاني المحبة والأخوة والوئام ونبذ سبل الفرقةِ والشحناء والكراهية والبغضاء، ضُعفنا اليوم .. وقلّة حيلتنا اليوم وهواننا أمام الغير، هو لأننا مشرذمون أمام من يغتصبُ حقنا، متفرقون أمام من يسلبنا أمننا واستقرارنا، متنازعون أمام من يهين كرامتنا ويقتلُ شبابنا ويعبث بثرواتنا .. لا نجتمعُ على كلمةٍ واحدة حتى ولو كانت فيها مصلحتنا. كما طالب باحميد أبناء حضرموت كافة وشبابها خاصة بل الاقلاع عن الشجر الخبيثة الشجرة الغريبة على تقلدينا وعلى ثقافتنا , التي دمرت أخلاقنا وقيمنا وعاثت فينا الفساد مثنين على من قام بتنظيم دوري لكرة الطائرة من أجل مكافحة هذه الشجرة الخبيثة كما أثنى الدكتور عادل باحميد على الجهود الشبابية الطوعية التي قام بها ثلة من أبناء هذه المدينة وذلك عندما تخلت الجهات المسئولة في السلطة عن القيام بأداء واجبها تجاه المواطنين ، فنظم هؤلاء الشباب حملات التنظيف للشوارع والساحات وقاموا بتنظيم الأسواق والختومات خلال شهر رمضان ومنعوا استخدام المفرقعات ( القراطيس ) شاكرا لهم عملهم ذلك. *من محمد مصطفى بامخرمة : -