سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تيار بالحراك يصعد من خطابه ويلوح بالعمل المسلح والحسني يهدد الجنود من الضالع في ظل خلافات وانشقاقات بين أبرز قاداته وتساؤلات عن سبب تبني خيار العنف فور عودة السفير الحسني..
صعد فصيل الحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله خلال الأيام القليلة الماضية من خطابه السياسي والإعلامي التحريضي لممارسة أعمال العنف والجنوح إلى العمل المسلح المنافي لسلمية الحراك التي يدعيها قاداته. وقد تزامن هذا النشاط والتصعيد مع عودة القيادي في حركة "تاج" السفير أحمد عبدالله الحسني الذي بدا بتنفيذ برنامج زيارات ميدانية يشمل جميع المحافظات الجنوبية الست, كما تزامن هذا التصعيد مع خطوة متقدمة مرتقبة في نشاطه التنظيمي، حيث من المقرر أن يعقد مؤتمره العام الأول مطلع الشهر الحالي في مدينة عدن، وفق تصريحات وبيانات سابقة، إلا أن مؤشرات أخرى أفادت أن تأجيلاً لموعد المؤتمر قد يؤخر انعقاده عشرة أيام. وحسب بيان صادر عن اللجنة التحضيرية التي تقوم بالإعداد والتحضير للمؤتمر العام لمجلس الحراك الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب، فإنه تم الاتفاق على تأجيل المؤتمر “على أن يتم تحديد الموعد حسب الاتفاق بين علي سالم البيض وزعيم الحراك حسن أحمد باعوم على موعد انعقاده خلال الأيام العشرة المقبلة، وذلك من أجل حشد ولملمة الحراك والصف الجنوبي المشتت حتى يتم التمثيل المناسب لكل قوى وجماهير الحراك الجنوبي السلمي. ووفقا لمصدر رفيع في الحراك الجنوبي فأن تأجيل موعد انعقاد المؤتمر جاء نتيجة خلافات وانقسامات بين قيادات المجلس الأعلى للحراك حول العديد من القضايا والمواضيع التي سوف يتم طرحها ومناقشتها خلال المؤتمر والتي وبحسب المصدر تريد بعض القيادات ضمانات بالموافقة عليها مسبقا، إضافة إلى بروز خلاف حاد بين علي سالم البيض ورئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم بدت ملامحه الشهر قبل الماضي خلال انعقاد الاجتماع التحضيري الذي انعقد في المكلا وانسحب منه عدد من قيادات المجلس المحسوبين على البيض والذين اتهموا في بيان لهم بعض القيادات القريبة من باعوم في إشارة إلى المحامي علي هيثم الغريب وفواز وفادي باعوم وآخرين بمحاولة الالتفاف على مخرجات اللقاء وإصدار بيان تضمن العديد من القضايا التي لم يتم الفصل فيها وأخرى لم يتم مناقشتها وطرحها في الاجتماع. وأوضح المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- في اتصال هاتفي مع "أخبار اليوم" بأن قيادات المجلس الأعلى المحسوبة على البيض وجهت اتهامات للملكة العربية السعودية بالضغط والتأثير على بعض قيادات الحراك خاصة ممن زاروها، والاتفاق معهم على تبني مشروع سياسي مخالف لمشروع المجلس الأعلى المنادي بالانفصال لقطع الطريق أمام أي مشاريع يتبناها علي سالم البيض الذي تتهمه المملكة العربية السعودية بالتعاون مع إيران لتنفيذ مخططات ترى المملكة بأنها تضر بأمنها واستقرارها واستقرار المنطقة برمتها. وبالعودة إلى الخطاب التصعيدي والتحريضي الذي جنحت إليه بعض القيادات البارزة المحسوبة على البيض والمنافي لسلمية التي ينتهجها الحراك فقد باتت دعوات التحريض على العنف والجنوح للعمل المسلح حاضرة في جميع مهرجانات الحراك التي أقيمت خلال الأربعة الأيام الماضية، والتي يبدو بأن الأمين العام لحركة "تاج" العائد من منفاه الاختياري السفير أحمد الحسني قد ضمنها في جميع خطاباته التي ألقاها في عدن والحوطة وردفان ويافع ويوم الخميس في الضالع إلى جانب دعوات كل من العميد محمد صالح طماح وشلال علي شائع واللذين وجها الدعوة إلى حمل السلاح والاستعداد لثورة لطرد من وصفوه ب" المحتل اليمني" من أرض الجنوب متزامنا مع حملة تحريضية ممنهجة ضد أحزاب اللقاء المشترك واعتبارها العدو الرئيس والأول للجنوب وليس نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. الحسني الذي قال في خطابه الذي ألقاها مساء الثلاثاء في ساحة المنصورة بأن فصيله الذي ينتمي إليه سوف يحاسب كل من يقتل أو يعتدي من الجنود بإنزال العقوبة عليه والرد بالمثل فقد طالب يوم الخميس المنصرم في كلمته التي ألقاها في مهرجان الضالع من الرئيس اليمني برفع قواته من الجنوب ورفع نقاط التفتيش - حد قوله - مضيفا: ما لم فان شعب الجنوب سيرفعها بيديه, فيما طالب طماح بإنشاء محكمة دستورية وجزائية خاصة بالحراك. المهرجان الخطابي الذي أقيم بالضالع امس الأول، لاستقبال الحسني بدا واضحا فيه غياب أبرز قيادات المجلس الأعلى للحراك وفي مقدمتهم النائب الأول للمجلس صلاح الشنفرة والناطق الرسمي للمجلس الدكتور عبده المعطري وعدد آخر من قيادات المجلس وبعض الفصائل الأخرى الأمر الذي يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك وجود انقسام وتباين وتنافر وعدم رضا عن الطريقة والأسلوب والخطاب التصعيدي والتحريضي الذي طغى على توجه تلك القيادات. ويرى عدد من قادت الحراك أن هذا الخطاب الداعي لاستخدام السلاح والعنف لا يخدم القضية الجنوبية ولا الحراك بل على العكس يضرهما، معتبرين تبني الخيار المسلح في هذا التوقيت يعيد القضية الجنوبية إلى نقطة الصفر ويدفع المجتمع الدولي إلى العزوف عن التعاطي معها أو المساعدة في حلها. مشيرين إلى أن الدعوة للكفاح المسلح لا تخدم سوى أعداء القضية الجنوبية والحراك.