من الصعب عليك أن تستمع لنبرة حديث الكابتن زاهر فريد قبل أيام مع الزميل أحمد الظامري في برنامجه الجميل (أهل الرياضة) دون أن تتحرك مشاعرك كإنسان لديك خلق وإحساس ومشاعر وسلوك.. زاهر فريد الذي قدم لبلاده سنوات من العطاء، ومثل أندية حسان والتلال، وأخيرا وحدة عدن كانت حروف كلماته حسرة وألم، نتيجة ما آلت إليه ظروفه على واقع ساحات كرة القدم، أكان في النادي الأخضر أم في المنتخب الذي تشرف عليه قدرات الكابتن سامي النعاش.. شيء مؤسف تلك الأمور التي تحدث عنها اللاعب، وهو يسرد أوضاعه المعيشية التي مر ويمر بها نتيجة ما حصل في أبين - ومن لا يعرف ما مرت به هذه المحافظة - من أحداث لم تبقِ شيئا، فهجر أهلها وناسها وتركوا كل شيء خلفهم. تصوروا المشهد في حديث لاعب بحجم زاهر فريد لاعب قدم لوطنه الكثير، فوجد الجحود والنكران.. ومتى في هذا التوقيت الذي كان فيه يحتاج لمن يسنده ومن يرفع عنه همومه، ومن يقدم له قليل من كثير يحتاجه. زاهر وجد في نفسه في صراع شخصي مع رئيس نادي وحدة عدن عيدروس العيسي دون سبب ودون أن يقترف ذنب.. مجرد لحظة شيطانية ارتبط بها البعض لينسفوا مكونات رياضي مازالت في أوج عطائها لمجرد نزوة أو لحظة غير محسوبة غيبت فيها كل أخلاقيات الإنسان.. لحظة جمعت أصدقاء الشيطان ليرموا في اللعب بما لم يقترفه عند رئيس النادي الذي يسمع لهؤلاء وينفذ دون مراعاة لأي جوانب أخرى. من سمع نبرات اللاعب وهو يتحدث بصوته عبر الأثير للزميل الظامري كيف هي الرياضة اليوم وكيف هي أحوالها؟!!.. زاهر قال بصراحة: "إن مشكلته مع عيدروس العيسي قد أضرت بمستواه"، لأنها جاءت في التوقيت الذي لم يكن يقوى على الدخول في صراع مع أية جهة، فصراعه مع متطلبات وضعه كلاجئ مع أسرته، قد كتفته ونالت منه، وأثرت في نفسياته كإنسان، ومع ذلك دافع عن ألوان الوحدة والمنتخب ويقدم ما هو ممكن.. وكان عنصرا مهما في بقاء الأخضر العدني بين أندية النخبة، وسجل حضوره بفانيلة الوطن في كأس العرب. وقال في هذه الجزئية: "تقدمت باعتذار عن المشاركة لكن مدير المنتخب عبدالوهاب الزرقة رفض اعتذاري، وأصر على مشاركتي، وقد ظهرت بمستوى أقل من العهود، لأن مشاكلي أثرت علي وعلى مستواي".. مضيفا "هذه حقيقة مشاكل زاهر فريد التي تحدث عنها أحمد صالح العيسي في حوار صحفي قبل أيام ما عدا ذلك فليس لي أي مشاكل". مشهد من الصعب صياغة عناوينه إلا من (ألغاب)، حيث تتواجد الحيوانات المفترسة والمتوحشة، والتي لا تعتبر لشيء وحين تبحث عن الطعام لا تفرق حتى بأولادها، أو من تحت أعماق البحار، حيث يلتهم السمك الكبير كل ما يمر أمامه دون رحمة.. يبدو أن الأقدار قد فرضت على زاهر مطرقة الشيخ وسندان الشيخ.. فبعد أن غابت حقوقه في وحدة عدن جاء استبعاده من المنتخب على مرأى وفرجة من مدرب المنتخب سامي النعاش الذي لا يستطيع تسجيل حضور في وجه الشيخ حتى إن كان الأمر فني ويخصه!!. أن يبعد زاهر عن المنتخب فذلك أمر عادٍ ويحصل في كل مكان في العالم تمارس فيه رياضة.. وقد أبدى قبل اللاعب ذلك بحديثه، لكن أن يكون هناك استقصاد وارتباط للموضوع من بوابة نادي وحدة عدن الذي يقوده عيدروس العيسي ليمر صوب اتحاد كرة القدم حيث الشيخ أحمد العيسي.. فذلك أمر غريب لا يمكن أن يكون من بين مظلة صفات الإنسانية التي فيها الرحمة والمودة والتعاون وما يرتبط بها. أيها السادة زاهر فريد إنسان قبل أن يكون رياضي يتأثر ويحزن ويبكي وينضغط ووو.. فهل تفهمون؟!!.. وهل تدركون أن هناك ربا كريما لا يقبل الظلم والاستخفاف بحقوق الناس.. لك الله يا زاهر.. ثق به فهو الرزاق وهو المنتقم.