قال الدكتور "محمد مسعد العودي" إن الحوار الوطني الشامل هو الطريق والمخرج للجميع في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد ، مؤكداً على أهمية الحوار وما يمثله كقيمة إنسانية نبيلة لحل كل المشكلات العالقة . وفي الندوة التي نظمها منتدى العرفاف الثقافي و"وعي" في بيت اليزيدي" في دمت بالضالع احتفاء بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر قال العودي إن معرفة ماهية الحوار يقودنا إلى معرفة جمال الحوار والقيمة الأساسية له ووظيفة الحوار الطريق والمخرج لنا جميعاً ولا خيارات أخرى لذلك سوى النزوع للعنف والاقتتال . وقال إن هناك شيئاً مهماً هو ما يجب أن نأخذه من هذا الحوار وهو الحوار مع أنفسنا لأننا لا يمكن أن نبلور الحوار إلا مع حوار ثنائي مع الذات وإلا لأصبح الناس يحاوروننا بما لا نريده نحن . ولفت العودي إلى أننا كمجتمع لا بد أن نعرف ما نريد وأن نحاور أنفسنا، لنعرف ما نريد ، فالحوار حول القضية الجنوبية مثلاً ، هناك من يريد حل القضية الجنوبية في إطار الوحدة وهناك من يريد من القضية الجنوبية الانفصال وهناك أيضاً من يريد الخروج بمكاسب لصالح منطقة جغرافية معينة، وووو وغيرها إلخ ... وقال العودي في الندوة التي أقيمت تحت عنوان "الحوار الوطني .. آمال وتحديات " إن هذه الإرادات هي نتيجة لوعي وتفكير جرى لأن هذا الحال هو الأنسب أو انه لصالح منطقته الجغرافية وهو محق فيما يريد .. وخلص الدكتور العودي إلى أن الفيدرالية التي هي من الوحدة وليست انفصالاً هي الحل الوسط لليمنيين وحل مشترك ربما يتفق عليه الشماليون والجنوبيون ، ولكن ما القاسم المشترك بين الجميع وهو أهم نقاط الحوار وهو ما ينبغي أن يبحثه الحوار لا البحث في الخلاف . من جانبه قال الكاتب والصحفي "أحمد حرمل" إن المبادرة الخليجية التي يأتي الحوار الوطني كأحد مخرجاتها تجاهلت ثورة الشباب والقضية الجنوبية ، مشيراً إلى أن ثورة الشباب كانت تهدف إلى إسقاط النظام فيما عملت المبادرة على استبدال رأس النظام فقط . وقال حرمل إن الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية لا تعترف بالثورة وكلنا نسمع قيادات المشترك وهم يصفون الرئيس المخلوع بالرئيس السابق وهو دليل أنهم لا يعترفون بالثورة ويعترفون بالانتخابات التي جاءت بالرئيس عبدربه منصور هادي. وقال الصحفي حرمل هناك شيء نريد أن نشير إليه هو أنه لا الثورة استطاعت إسقاط النظام ولا النظام استطاع أن يقضي على الثورة وظل هذا الصراع محموماً حتى جاءت حكومة الوفاق الوطني. وتحدث حرمل عما وصفه بتجزئة الهم الوطني وليس هم وطني، لافتاً إلى أن مواطني الجعاشن يفرحون بوصول أول طقم عسكري للدولة إلى مناطقهم ، وفي تهامة يبحث الناس عن مواطنة متساوية ، القبيلة تريد أن تكون شريكة في الحكم ،أحزاب المشترك يريدون التداول السلمي للسلطة وديمقراطية وحريات ، قضية صعدة ، الشباب خرجوا لأنفسهم والقضية الجنوبية الحراك يسعى لإقامة دولة والحوثيون يريدون دولة لأنفسهم وهو ما يعني أن الهم الوطني مجزأ وقال : إن كل تلك التعقيدات لا تساعد على إجراء حوار حقيقي ينتج حلول لمشاكل البلد ولا بد من تهيئة الأجواء ومناخات لإجراء حوار وطني حقيقي يستطيع أن ينتج حلول حقيقية للمشكلات التي يعاني منها الوطن ، مؤكداً أنه وإذا ما نظرنا للحوار فإن الجنوبيين ليسوا رافضين الحوار من حيث المبدأ ولكن الناس يختلفون حول موضوعات الحوار أطرافه ، أدواته وآلياته ومكانه مرجعيته ، جهة الإشراف عليه ، ضمانات تنفيذ مخرجات هذا الحوار . وفي ورقته بالندوة التي احتضنتها مدينة دمت في الضالع بذكرى ثورة أكتوبر قال حرمل إن قانون العدالة الانتقالية الذي يجري التحضير لإقراره لا ينطبق على الحالة الجنوبية ، مشيراً إلى أن قانون ينطبق على ثلاثة أشكال، هي أن تنتقل البلد من حالة نظام حكم ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي وهذا لم يحصل عندنا ، أو تخرج البلد من حالة احتلال إلى حالة تحرر وهذا لا ينطبق على ما هو موجود في اليمن ، وأما أن تخرج البلاد من حالة حرب إلى حالة سلام وهذا غير موجود عندنا حد قوله . من جانبه قال رئيس الدائرة السياسية بالمؤتمر الشعبي العام بالضالع "مثنى المنتصر" إن الحوار الوطني هو الأساس الفاعل لتحديد النظام السياسي للجمهورية اليمنية وإن القضية الجنوبية هي القضية الرئيسية للبلاد بلا مجاملة أو محاباة، لأنها قضية شائكة ومعقدة ، أما بالنسبة لقضية صعدة ، فإن شأنها شأن قضية المناطق الوسطى في فترة السبعينات من القرن الماضي والتي قال إن آثارها لا تزال باقية حتى اليوم ولكن الحوثيين عندما كان لديهم القوة والإمكانات فرضوا رأيهم . حضر الندوة نخبة من السياسيين والمثقفين والمهتمين على رأسهم الكاتب الصحفي" محمد علي محسن" وقيادات شبابية وممثلون عن منظمات المجتمع المدني وجمع من المواطنين . عناوين العودي: يقول إن الفيدرالية هي الحل الوسط لليمنيين والمشترك الذي ربما يتفق عليه الشماليون والجنوبيون بدلاً الوحدة الاندماجية التي يحس المواطن اليوم في الجنوب أنها سلبتة منه. حرمل: الجنوبيون لا يرفضون الحوار من حيث المبدأ ولكن الناس يختلفون حول موضوعات الحوار أطرافه ، أدواته وآلياته ومكانه ومرجعيته ، جهة الاشراف عليه ، وضمانات تنفيذ مخرجات هذا الحوار .