كثيرا ما كان الكابتن عصام دريبان ينال الإعجاب حين كان يقدم نفسه كنجم كبير وهداف بارع يرتبط بشباك الخصوم في مواعيد حضوره مع فريقه الأهلي الصنعاني ومنتخبنا الوطني على ملاعب كرة القدم، وخارجها كواحد من أصحاب السلوك الجميل والراقي. هذا النجم.. هذا الهداف.. هذا الإنسان.. ودع كرة القدم بعد مشوار طويل وحافل بالإنجازات برز فيه كواحد من أفضل المهاجمين في حقبته مع جيله المميز من النجوم ليس في الأهلي فقط وإنما في كرة القدم اليمنية بشكل عام.. وبعد سنوات من الغياب والابتعاد عن الرياضة وكل ما يرتبط بها كانت الأقدار والمواعيد تأتي بالجديد من مكنون هذا الهداف الذي سمي يوما "المرعب" من خلال حضور خاص توجه بمنصب الأمين العام لاتحاد الرياضة للجميع.. ليرتبط بالجميع من مساحة خصبة تجسدت في روح الرياضي وإحساسه الذي لا تصنعه الظروف والأجواء.. فكان بحق يقدم نجوميته بشكل آخر وبشهادة الجميع.. فمر بما لديه من ممرات أخرى تغيرت في الملامح لكنها ظلت محتفظة بصفات الشخصية الرائعة لهذا اللاعب الجميل خلقا وأداءً وحضورا وسلوكا. الدريبان تبنى قبل مدة من الآن فكرة إنشاء "جمعية اللاعبين القدامى"، وسعى في ذلك بجهد شخصي حتى أصبح اليوم يقترب من الانتهاء من ذلك، وربما إشهار تلك الجمعية التي أراد منها خلق الجديد والنظر بشكل مختلف للاعب الذي مرت به السنوات، وابتعد بعد عطاء وسنوات ومشاوير، قدم فيها عصارة سنوات شبابه خدمة للوطن والرياضة، ويستحق أن يكون في مساحة من التكريم من قبل الجميع. ولأن واقعنا مختلف، والنجوم يعانون الإهمال, فقد كان دريبان الموعد غير المسبوق، ليتبنى الفكرة ويتحمل أعباء إظهارها إلى النور بحرص شديد، ليقرع الأبواب ويقدم الأفكار التي اعتمد فيها خبرت السنين ومشاوير العطاء، وعطاءه الجزيل إلى ترسخ من خلاله في القلوب.. كلاعب مميز ونجم كبير.. عانق الألق في سماء رياضة الوطن. يحق علينا أن نقدر تلك الأفعال، وتلك الأعمال التي حملتها مبادرة هذا النجم الكبير.. لأنها ستخدم الكثير والكثير من نجوم رياضة الوطن.